اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية ![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
●• مراقبة سابقة •● متىَ الملقىَ يَاسيدي؟
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: فِي دَولة’ة العَدلِ المُنتظَر إنتمائِي . .
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() تابع
مسألة القبر لم يمض الكثير من الوقت على انصراف رومان تناهت إلى أسماعي أصوات غريبة عجيبة ، وأخذت الأصوات تقترب أكثر فأكثر ويزداد فيّ الرعب والرهبة ، حتى وقف أمام عيني شبحان ضخمان مذهلان وبلغ اضطرابي ذروته لمّا شاهدت في يد كل منهما عموداً ضخماً من حديد يعجز من في الدنيا عن تحريكه ، ثم فهمت أنهما نكير ومنكر . فتقدم أحدهما مني فصاح صيحة لو سمعها أهل الدنيا لماتوا . وتصورت أن أمري قد انتهى . وبعد لحظات تكلما وباشرا بالسؤال : من ربك ؟ من نبيك ؟ من إمامك ؟ فتلكأ لساني من شدة الخوف والرعب ، وتوقف عقلي ، وبالرغم من أن فهمي وعقلي ازداد عمّا هو في الدنيا مئات المرات لكنه قصُر هنا ... كنت أعلم بنزول أعمدتهم على رأسي إن لم أُجبهم ، ما عساني فاعل ؟ أطرقت برأسي وأخذت بالبكاء وتهيأت لنزول الضربة . في تلك اللحظات حيث كنت أتصور أن كل شيء قد انتهى ، تعلق فؤادي برحمة الله (تعالى ) وشفاعة المعصومين (عليهم السلام ) . فأخذت أردد : يا أفضل خلق الله وعباده ، لقد كنت طيلة عمري أطلب منكم أن تدركوني عندما أحل في قبري ، وليس من كرمكم التخلي عني في هذا الحال ! هنا ارتفعت أصوات أولئك بالسؤال . ولم يمض إلا قليل من الوقت حتى استنار قبري ، وأصبح نكير ومنكر أكثر شفقة فسُرّ قلبي واطمأن روحي وانفتح لساني ، فأجبتهم بشجاعة وصوت عالِ: الله ربي ومحمد نبيّ ، وعلي وأولاده أئمتي ، القرآن كتابي ، الكعبة قبلتي .... إلخ ، ولقد وددت لو أعادوا السؤال كي أجيبهم بكل قوة . وفي الوقت الذي بدا نكير ومنكر رضيا فتحا من تحت قدمي باباً إلى جهنم وقالا : لولا أنك قد أحسنت الجواب لكان مستقرك هناك . ثم أغلقوا ذلك الباب وفتحوا من أعلى رأسي باباً أطلّت على الجنة فبشروني بالسعادة ، ومع هبوب نسيم الجنة امتلأ قبري بالنور واتسع لحدي واسترحت قليلاً . وهنا انتابتني حالة من السرور العارم والسعادة لخلاصي من ضيق القبر وظلمته . الحضور عند الغربة لم يستمر سروري لظفري في أول اختبار وسرعان ما زال ، وبزواله أدخل فيّ حالة من الشعور بالضيق والغربة فأخذت أفكر مع نفسي : لقد كان لي في الدنيا الكثير من الأصدقاء والمعارف والأقارب ، وكانت لي بهم علاقة طيبة وحميمة ، بيد أن يدي أصبحت صفراً منهم . يا إلهي ! كيف أتحمل الغربة في هذه اللحظات العصيبة القاسية ؟! وهل سيستمر همُّ الغربة مسيطراً عليّ في هذا العالم ؟ أ طرقت برأسي وأخذت أبكي دون اختيار مني ، وما هي إلا لحظات حتى تناهى إلى مشامّي عطر طيب للغاية ، وأخذ يزداد ويزداد وفي الوقت الذي كان كتابي يثقل كاهلي رفعت رأسي بصعوبة فشاهدت رجلاً يقف أمامي فأدهشني وجوده ، لقد كان شاباً حسن الوجه طيب الأخلاق ، فمسح الدموع من عينيّ بيده وابتسم لي . فبادرت بالسلام تعبيراً عن تأدبي أمامه وجلست على ركبتي أنظر مدهوشاً إلى عينيه وأردد : تبارك الله أحسن الخالقين . ثم سألته بصوت واضح : من أنت حتى جئت تسليني وتصحبني في هذه اللحظات المليئة بالغربة والاضطراب؟ فأجاب مبتسماً : لست غريباً ، وهذه الديار تعرفني حيث أكون قريناً ورفيقاً ومؤنساً في هذا الطريق الخطير . قلت : إنه الفلاح ، ولكن من أنت ؟ لا شك أنك غريب على أهل ذلك العالم ، فلم أرَ مثلك جمالاً مدى حياتي . فقال ولم تزل تلك الابتسامة مطبوعة على شفتيه : الحق معك أن لا تعرفني ! فلقد كنت في ذلك العالم قليلاً ما تهتم بي . فأنا ثمرة أعمالك الصالحة وها أنت تراني بهذه الهيئة . اسمي ( حسن ) وأنا الذي آخذك بيدك في هذا الطريق الخطير . حضور الذنب ثم أمرني – يعني ( حسن )- أن أسلمه كتابي بيدي اليمنى . فناولته إياه وقلت : لك جزيل شكري وتقديري لأنك أنقذتني من غربتي وسترافقني وتواسيني في رحلتي هذه . قال : : سوف لن أدعك وحيداً ما استطعت ، إلا .... تغير لون وجهي فسألته مرعوباً :وماذا ؟ قال : إلا أن يتغلب عليّ ذلك القادم فتبقى أنت وهو ! سألته : ومن ذاك ؟ قال : إن كل ما أعرفه هو إنك سلّمتني صحيفة أعمالك اليمنى أما صحيفة أعمالك التي في الشمال فهي ما زالت معلقة في عنقك ولا تدع شيئاً إلا أحصته . وهنالك شخص آخر اسمه ( الذنب ) سيستلمها منك ، فإذا ما تغلب عليّ ستكون رفيقه حينذاك ، وإلا فإنني سأرافقك على مدى هذا الطريق المحفوف بالمخاطر . قلت : سأعطيه الصحيفة مباشرة حتى يذهب ، قال ( حسن ) : إنه نتيجة أعمالك القبيحة وخطاياك ويحب البقاء عندك . كنا مسترسلين في الحديث وإذا بي أشعر برائحة كريهة للغاية زعجني . قد ملأت تلك الرائحة الأجواء وقطعت علينا حديثنا ، وبرز في قبري شبح قبيح وكريه . ومن شدة هلعي التجأت بـ ( حسن ) وتعلقت به بقوة ، هنا أمسك - الذنب – بعنقي بيديه القذرتين الوسختين وأخذ يزمجر مقهقهاً : إنني سعيد يا صاحبي .... وواصل قهقهته بصوت عال ، فاستحوذ عليّ الرعب والخوف وعقد لساني عن الكلام واشتدت ضربات قلبي حتى فقدت الوعي ، ولما أفقت وجدت رأسي في أحضان ( حسن ) ولكنني بمجرد رؤيتي لوجه حسن الملطخ بالدماء هيمن على فؤادي الحزن حيث تصورت أن ذلك الشبح القذر – الذنب – قد انتصر عليه وقهره ، لكن ( حسن ) كان يعلم بما يدور في قلبي ، نظر إليّ وقال بهدوء : لا تحزن ، فبعد صراع وجدل شديد أعطيته كتابه وأبعدته عنك حتى حين . ثم نهضت متكئاً على كتف ( حسن ) والدموع تترقرق في أحدا قي ، وقلت : إنني أود أن تبقى إلى جانبي إلى الأبد ، لقد أزعجني ذلك الشبح الكريه ، والغربة بالنسبة لي أفضل بكثير من المكوث إلى جانبه ، فإذا ما جاورني الذنب سأعيش الاضطراب . قال ( حسن ) : له الحق في أن يجاورك فهذا ما أردته أنت . قلت له متعجباً : إنني لم أدعه أبداً . قال : على أية حال ، أعمالك الطالحة وذنوبك هي التي جعلته يكون هكذا ولابد لك أن تراه مرة أخرى إلى جانبك . فاعتراني الخجل لما قاله ( حسن ) واضطربت بشدة ، ثم سألته مرتعداً : متى وأين ؟ قال : ربما في الطريق الذي نسلكه . قلت : أي طريق ، أي مسير ؟ قال : في ضوء ما بشرك به منكر ونكير فإن مستقرك في بقعة تقع في وادي السلام . وعليك الاستعداد للرحيل إلى هناك . قلت : وأين يقع وادي السلام ؟ قال : هو مكان يتمنى كل مؤمن أن يبلغه ، ولا بد لك من العبور من وادي برهوت كي تتطهر في الطريق من كل درن وخبث : وذلك من خلال المشقات والصعاب التي ستتجرعها حيث تذوب خطاياك ، فتبلغ مقصدك بسلام . قلت : وما هو برهوت ؟ قال : إنه مكان يستقر فيه الكافرون والظالمون وفيه يذوقون عذاب البرزخ. وادي برهوت خرجنا من القبر وكان ( حسن ) يتقدمني وأنا أتابعه على بعد مسافة قليلة ، ولم يدع لي الخوف والرهبة لحظة أعيش فيها بأمان ، وكلما تقدمنا يزداد المكان انفتاحاً وتصبح المناظر أكثر دهشة . ثم طلبت من ( حسن ) أن لا يبتعد عني وأن يكون معي جنباً لجنب وقدماً لقدم وأن ينقل خطواته بهدوء . فتوقف ( حسن ) وقال : لقد أودعوك عندي كي أؤنسك وأعينك حتى تصل وادي السلام بسلام ، لهذا فإني أسير أمامك قليلاً لتعرف الطريق جيداً . وتوقف هنيئة ثم واصل كلامه قائلاً : بطبيعة الحال إذا ما استطاع الذنب من خديعتك أو أجبرك على مرافقته فإننا سنصل متأخرين لا محالة . يُتبع بأذن المولى عز وجل
__________________
![]() عاشق اسمك والاسم أصبح كحل عيني كيف أخبي أوكل مسه طيفك يمسيني ما حدا بيقدر يغير لحظة إيماني *** إي مره لو تذكر أوتحضر يمهدينه بدنه من نار العياب الكبرى تحمينه عقلي ما يصدق سيدي الغالي تنساني *** والله مولاي أبغيابك صعبة أيامي يا نهر ينبض عذوب وقلبي الغالي أنته صوم أعطي أوصلاتي وأنته قرآني ![]() ![]() ![]() نسالكم صالح الدعاء ..
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مسير الأرواح في عالم البرزخ | عشقي حسيني | اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية | 6 | 24-03-2011 10:34 AM |
ما هو عالم البرزخ ؟ | فلة | اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية | 14 | 24-09-2010 04:16 PM |
السياحة في الغرب او مسير الارواح بعد الموت | عاشقة قمر الفرات | الفقه - مسائل دينية - احكام شرعية - فتاوي عامة .. | 5 | 02-03-2010 03:49 PM |