عيد الأم ..... اقنعوني او اقنعكم

[أم محمـد]

السلام عليكم

عظم الله لكم الاجر اخواتي بذكرى استشهاد الزهراء عليها السلام


اختي العزيزة نور ,,
كما ذكرت اول مرة ولازلت اعتقد بعدم جدوى الحديث عن الموضوع
ولكن سأقف فقط عند جملتك الاخيرة "الاباء يأخذون اكثر من ما يعطون "
ذكرتيها دون امثلة ؟؟ وغير مفهومة وغير موضحة


وسأجيبك وان شاء الله يكون الجواب مختصر
ولن اذكر مرحلة الحمل لان الحمل غريزة بشرية غير مرتبطة بدين او مذهب فطرة عند كل انثى
لهذا تكررها دون الالتفات لألم الحمل والولادة وتعبهم

ولنبدأ من أول لحظة وصول الطفل للدنيا وهو يبكي ولكن الام تكون بأسعد حالاتها وسعيدة حتى بصوته المزعج
تمر شهور ربما تصل الى السنة الاولى من العمر يهديها الطفل احيانا ليالي متواصلة من السهر والبكاء والتلوي
وهي تسهر وتاخذه بحضنها بكل طيب خاطر وتتحمل مهمة ومحاولة اقناعه بالهدوء
تفعلها بكل طيب خاطر بدون ملل او تذمر او شكوى
تضحي بلحظاتها الحميمة سواء مع الزوج أو الأهل او الصديقات أو نفسها تضحي بكل اوقاتها الخاصة
لو رفض الطفل الطعام أو الرضاعة لمرة واحدة لانهارت الام وشعرت انها ستفقد طفلها لانه يمر بمجاعة خطيرة لتركه وجبة اساسية من الطعام
""" فكيف يأخذ الاباء اكثر .."""

تمر سنينه الاخرى للطفل وعندما تخرج به لأي مكان مهما كان المكان مؤمن بالنسبه للطفل وغير خطر
تبقى تشعر بالخطر عليه لا تستطيع ان تستمتع بالجلسة لمدة 15 دقيقة دون ان تخرج لتلقي نظره على فلذة الكبد الذي يغط بعالمه الوردي والعابه واصدقائه
""" فكيف يأخذ الاباء اكثر .."""

تذهب به اول يوم الى المدرسة وتشعر انها تاخذه الى جامعة هارفرد او يال وكانه سينال شهادة البكالوريوس
وليس مرحلة اولى لن يتعلم أكثر من الدار والدور والارقام حتى العشره
تصوره وكانه ملك جمال العالم تطل عليه بين حصه واخرى لتخبره انها هنا لم تتركه بتجربته الجديدة وستكون هنا عندما يحين موعد الرجوع الى البيت وتكرر ذهابها معه لايام وتنتظر عودته كل يوم بلهفة وتسألها هل اكملت السندويج هل شربت الحليب هل لعبت هل ركضت هل كتبت هل رسمت
اهتمام لا حد له ولا نهاية حتى لو وصل الى دراسته الجامعية
""" فكيف يأخذ الاباء أكثر .."""

يكبر الولد أو الفتاة ليصلوا الى مراهقتهم
ويرفضون كل رأي للأم صغير كان او كبير
وكأنهم جبلوا على العناد لو قالت يمين قالوا يسار ,, يرفضون تدخلها واحيانا يخجلون من ذهابها الى المدرسة لمعرفة مستواهم ويخجلون من اتصالها على منزل الصديق ويعتبرون انفسهم وصلوا حد الاهتمام بذاتهم دون تدخل الام
التدخل الفطري والغريزي والقلق الطبيعي على روحها وقطعة من كيانها
"" فكيف يأخذ الاباء اكثر ..""

وهذا الاهتمام لن يقف حتى لو تزوجوا وانجبوا ستهتم وتبقى تهتم بولدها أن كان سعيد ان كان مرتاح ان كان عمله يدر عليه وارد جيد , هل يكفيه ليؤسس مستقبله
وتبقى قلقة على الابنة هل هي سعيدة هل اعطتها لمن يستحق هل اختارت لها خيار جيد هل حملت هل تعبت اثناء حملها هل اكلت هل اهتمت بتغذيتها
هل عانت بولادتها وتبكي عليها عند كل الم وطلق تخوضه الابنه
هذا الاهتمام فطري طبيعة هكذا الاُم خلقت
ولن ينتهي
تبقى تهتم بأحفادها وتعاد قصة الولد مع الحفيد وسلسلة من الاهتمام لا تنتهي
فهل ما زالت تاخذ أكثر من ما تعطي
لا اعتقد ابدا

اعتذر على الاطالة حاولت الاختصار لابعد حد
ولم استطع
وفي جعبتي الكثير والكثير

هل ما زلتِ تعتقدين أن الام أو لاب يأخذ أكثر من ما يقدم لولده أو ابنته
الأن المجال لكِ وأتمنى ان تعطينا امثلة ربما غابت عنا نقطة نجهلها