ليس بعد ملكنا ....ملك!!!!

[حور عين]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليس بعد ملكنا ....ملك!!!!

لما تولى هشام بن عبد الملك الحكم , عمد الى تبعيد الأمام الباقر عليه السلام عن المدينة الى الشام, لأنه عليه السلام وأن لم يكن يعلن الجهاد العلني والكفاح ضد النظام الطاغي ألا أنّ سيرته ونهجه كان دليلاُ على مخالفة الأمام الباقر (ع) للنظام.ولذلك فلم يكن الطاغية أن يتحمل وجود الأمام (ع) في المدينة, فحكم بأن ينفيه الى الشام.

قال أبو بكر الحضرمي: لما حمل أبو جعفر الباقر عليه السلام كرهاً الى الشام , الى هشام عبد الملك , وصار ببابه, قال هشام لأصحابه ومن كان بحضرته من بني أمّية:
أذا رأيتموني قد وبّخت محمد بن علي ثم رأيتموني قد سكتّ , فليقبل عليه كل رجل منكم فليوبّخه , ثم أمر هشام أن يؤذن له بالدخول عليه السلام.

فلما دخل عليه أبو جعفر (ع) قال بيده: السلام عليكم, فعمّهم جميعاً بالسلام, ثم جلس.
فأزداد هشام عليه حنقاً بتركه السلام عليه بالخلافة, وجلوسه بغير أذن, فأقبل يوبّخه ويقول فيما يقول له:
يامحمد بن عليّ, لايزال الرجل منكم قد شقّ عصا المسلمين, ودعا الى نفس, وزعم أنه الأمام سفهاً وقلة علم, ووبخّه بما أراد أن يوبّخه, فلما سكت أقبل عليه القوم رجل بعد رجل حتى أنقضى آخرهم,
فلما سكت القوم ,نهض الأمام عليه السلام قائماً, ثم قال:

أيها الناس, أين تذهبون وأين يراد بكم, بنا هدى الله أولكم, وبنا يختم آخركم , فأن لم يكن لكم مُلك معجّل...فأن لنا مُلكاً مؤجلاً, وليس بعد مُلكنا ....مُلك لأنا أهل العاقبة, يقول الله عزّ وجل: والعاقبة للمتقين.فلما سمع هشام جواب الأمام (ع) أنزعج, فأمر به الى الحبس.فلما صار عليه السلام ألى الحبس تكلّم فلم يبقى في الحبس رجل ألا ترشّفه...وأخذ منه العلم وحنّ أليه.فجاء صاحب الحبس الى هشام , فقال:
ياأمير المؤمنين...أني أخاف عليك من أهل الشام أن يحولوا بينك وبين مجلسك هذا, ثم أخبره بخبر الأمام الباقر (ع) في الحبس.فأمر به
فحمل به على البريد هو وأصحابه ليردّوا الى المدينة.

أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءا محياهم ومماتهم... ساء ما يحكمون