12-10-2009, 06:11 AM
|
#2
|
♣ فاطمية فعالة ♣
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: السعودية
العمر: 37
المشاركات: 53
معدل تقييم المستوى: 17
|
وقال حسّان :
سأل الأمام وقـد تتابع جد بنا*فسقى الغمام بغُرّة العَّبـاسِعم النبي وصفـو والِدهِ الذي*وَرث النبي بذاك دون الناسأحيى الأله به البلاد فأصبحت*مخضرة الأجانب بعد اليأس
ولما سقي الناس طفقوا يتمسحون بالعباس ويقولون هنيئاً لك ساقي الحرمين
اقول : بعد هذا البيان يظهر لنا ان التوسل بالأولياء الصالحين مما جرت به السنة الشريفة فضلا عن القرآن الكريم نفسه ، وعلى هذا الأساس جاء هذا الدعاء المروي عن علمائنا الأفاضل :
اللهم إني أسألك بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها ... والذي يظهر من خلال استقراء الروايات المأثورة في حق الزهراء أن هذا الدعاء وارد في حق التوسل بالصديقة الطاهرة الزهراء عليها السلام فتارة نجد بعض الأحاديث تبين كيفية التوسل بالزهراء وتارة أخرى تبين كيفية الاستغاثة بالصديقة الشهيدة سلام الله عليها
فقد ورد عن لسان العلامة المتبحر المجلسي ما نصه : وجدت نسخة قديمة من مؤلفات بعض أصحابنا رضي الله عنهم ما هذا لفظه :
هذا الدعاء رواه محمد بن بابويه رحمه الله ، عن الأئمة عليهم السلام وقال : ما دعوت في أمر إلاّ رأيت سرعة الإجابة وهو
( يا فاطمة الزهراء يا بنت محمد ، يا قرة عين الرسول ، يا سيدتنا ومولاتنا ، إنّا توجهنا واستشفعنا ، وتوسلنا بك إلى الله ، وقدمناك بين يدي حاجتنا ، يا و جيهة عند الله أشفعي لنا عند الله .
وروي في كيفية التوسل بالزهراء ، أن تصلي ركعتين ، فاذا سلمت فكبر الله ثلاثاً ، وسبح تسبيح الزهراء عليها السلام واسجد وقل مائة مرة : يا مولاتي ، يافاطمة أغيثيني ، ثم ضع خدّك الأيمن ، وقل كذلك ، ثم عد إلى السجود وقل كذلك ، ثم خدك الأيسر على الارض وقل كذلك ، ثم عد إلى السجود وقل كذلك مائة مرة وعشر مرات ، أذكر حاجتك تقضى. أما صلاة الاستغاثة بالبتول فهو نفس العمل السابق إضافة إلى ذلك تقول في السجود :
( يا آمناً من كلّ شيء وكل شيء منك خائف حذر ، أسألك بأمنك من كل شيء وخوف كلّ شيء منك ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تعطيني أماناً لنفسي وأهلي ومالي وولدي حتى لا أخاف أحداً ولا أحذر من شيء أبداً ، إنك على كل شيء قدير )
والدعاء الذي افتتحنا به البحث يؤكد على مسألة مهمة أخرى وهي حق فاطمة عليها السلام والذي يهمنا في هذا المقام هو معرفة حق فاطمة وما المقصود منه ، والذي نراه بعد تتبع بعض روايات أهل البيت عليهم السلام أنّ حق أهل البيت عظيم وحقوقهم كثيرة ، ولكن الأهم من هذا كله هو معرفة الحق الأكبر ، والذي عبرت عنه الروايات حق المعرفة ، وبعبارة أخرى أهم حق هو معرفة كونهم عليهم السلام مفترضوا الطاعة وهذا ما أشارت إليه الكثير من الروايات المروية في المقام
حيث فسرت حق الأئمة تارة بأنهم حجة الله على الخلق والباب الذي يؤتى منه والمأخوذ عنه ، وأنهم مفترضوا الطاعة ، وهكذا بالنسبة للأئمة عليهم السلام ، أمّا الصديقة الشهيدة ، فحقها كبير على الناس وخصوصاً الأنبياء ، حيث ورد أنه ما تكاملت نبوة نبي من الأنبياء حتى أقر بفضلها ومحبتها وهي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى ، وكذلك ورد أنها مفترضة الطاعة على جميع البشر وهذا حقها الأكبر على الناس حيث يقول الحديث :
« ولقد كانت عليها السلام مفروضة الطاعة ، على جميع من خلق الله من الجن والأنس والطير ، والوحش ، والأنبياء ، والملائكة ». على أنه كلما ثبت من حقوق للأئمة عليهم السلام فهو ثابت للصديقة الطاهرة فاطمة عليها السلام وخصوصا نحن نعلم انه ورد عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام انه قال : ( نحن حجج الله على الخلق وجدتنا فاطمة حجة الله علينا )
اذن من خلال هذا الموضوع نفهم ان لحقيقة التوسل بالصديقة الشهيدة عليها السلام لقضاء الحاجات بوجاهات عند الله دوراً مهماص في ترسيخ عقيدة الإنسان المؤمن بها حيث بعد قضاء الحاجة على يديها يجد المؤمن ايماناً راسخاً بها هذا من جهة ، وان حقيقة التوسل بها يضعناً أمام جملة من الحقائق لابد من الوقوف معها والتأمل في مغزاها من جهة اُخرى.
وأوَّل هذه الحقائق المنزلة العظيمة والجليلة والفريدة التي كانت تتمتع بها بضعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مما جعلها موثلاً لكل مستغيث ومقصداً لكل طالب حاجة ضاق بحاجته ذرعاً وهو لا يدري باب من يطرق حتى تقضى حاجته وتجاب استغاثته ، فاذا بالإمام الصادق عليه السلام يقول لنا : عليكم بالزهراء ، استغيثوا بأسمها ونادوا مولاتكم فاطمة ، وحينئذ تقضى حاجتكم ، وتنالون مطلبكم ويكفي في مقام بيان منزلتها انها كانت المرجع لأبيها حيث كنّاها النبي صلى الله عليه وآله وسلّم باُمّ أبيها ، وانها كانت بضعة منه فمن أغضبها فقد أغضبه صلى الله عليه وآله وسلم ويكفي في منزلتها أيضاً أنها سيدة نساء أهل الجنة ،بل سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين في الدنيا والآخرة ، وأنها أم الأئمة المعصومين وانها حليلة سيد الأوصياء علي بن أبي طالب عليه السلام
وأما الحقيقة الثانية التي أثبتتها أحاديث التوسل بالصديقة الشهيدة ، هو مسألة الشفاعة ، ولما لها من الأهمية الكبرى في حياة الفرد المؤمن ، حيث نجد مسألة الشفاعة لها دور كبير في بعث الأمل في روح المذنبين وأن لهم أملاً يظهر خلال الدنيا على نحو التوسل وفي الآخرة على نحو الشفاعة وهذا ما أكده القرآن الكريم في كثير من آياته
حيث يقول سبحانه وتعالى :
( يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ) ، ( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن اذن له )
( لا يمكلون الشفاعة إلاّ من اتخذ عند الرحمن عهداً ). فإذا كان الله سبحانه وتعالى يأذن لبعض عباده بأن يشفعوا لغيرهم من الناس فمن أولى من بضعة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الخصوصية
والحقيقة الأخرى التي كشفت عنها روايات التوسل والأستغاثة بالصديقة الشهيدة هي مسألة تسبيح الزهراء عليها السلام ، ذلك التسبيح الذي علمه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأبنته بأن تكبر الله سبحانه أربعاً وثلاثين وتحمده ثلاثاً وثلاثين وتسبحه ثلاثاً وثلاثين ، عندما جاءته والإمام علي بن أبي طالب عليه السلام تشكو له صلى الله عليه وآله وسلم إجهادها ونصبها ومعاناتها في عمل البيت ، فطلبت منه صلى الله عليه وآله وسلم أن يعينها بخادمة تكون معواناً لها
فكان أن علمها هذا التسبيح الذي عملت به سلام الله عليها وعنها أخذ المؤمنون يسبحون به ويتعبدون بعد كل صلاة ، وكأنه صلى الله عليه وآله وسلم أراد ان تصبح الزهراء عليها السلام حاضرة في كل صلاة يؤديها مؤمن ، إذ كلما تَعَبدَّ بهذا التسبيح متعَبِد تذَكرّ الزهراء ومكانتها من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومن الله سبحانه وتعالى
للخطيب الشيخ محسن الفاضلي
لاتنسوني ووالدي من خالص دعائكم \ خادمتكم يافاطمة اغيثني
دمتم في حفظ بقية الله الأعظم عجل الله فرجه الشريف
|
|
|