15-05-2016, 01:40 PM
|
#1
|
●• فاطمية متميزة •●
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 187
معدل تقييم المستوى: 540
|
كيف انتصر الإمام الحسين ، مع أنّه قتل ؟

إنّه قد يتبادر لذهن القارئ ، كيف انتصر الإمام الحسين ، مع أنّه قتل ؟
والجواب :
قد يكون غريباً وغير مألوف لذهن السائل ; لأنّه على خلاف المفهوم المادي للنصر ، ولكن نقول : هناك معركة بين إرادتين :
1 ـ الإرادة الحسينية
وهي التي لم تملك إلاّ اليسير من العدة والعدد ، مع الالتزام الكامل بالوسائل التي أباحها الإسلام .
2 ـ الإرادة الأموية
وهي التي تتمتع بالملك والسيطرة والمال والكثرة في العدد والعدة ، مع إباحة جميع وسائل الإغراء والتمويه والتضليل ; لأنّها تبرر وسائلها بغايتها ، والغاية تبرر الوسيلة .
واصطدمت الإرادتان في مواقف عديدة ، فلم تفلح الإرادة الأموية بنجاح ، واستعملت كل طاقاتها وإمكانياتها ; لكي تثني الإرادة الحسينية عن المضي والاستمرار في هدفها وغايتها . ولكنها منيت بالفشل والخسران والهزيمة .
وبقيت الإرادة الحسينية صامدة أمام تحديات الإرادة الأموية ، ولكن الإرادة الأموية جاءت لتجبر هزيمتها وخسارتها ، فاستعملت سلاحها وقوتها ، بكل حقد وضعة ووحشية ، فقتلت الرجال ومثلت بهم ، حقداً وتشفياً .
ومع هذا كله بقيت إرادة الحسين وشهدائه حية صامدة تهزأ بالعرش الأموي وجبروته ، وتضعضع أركانه بين حين وآخر ، حتى قضت على معنويته ووجوده وإرادته .
وهكذا كان النصر والفتح للحسين ، كما تنبأ هو ( عليه السلام ) في كتابه إلى بني هاشم قائلا : « أما بعد : فإنّه من لحق بي منكم استشهد ، ومن تخلف لم يبلغ مبلغ الفتح والسلام » .
وقال تعالى : ﴿ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ ﴾ 3 .
وأخيراً يا سيدي يا أبا عبد الله ! سلام الله عليك يوم ولدت ، ويوم استشهدت من أجل الحق ، ويوم تبعث حياً ، وسلام الله على المستشهدين بين يديك من أهلك وأصحابك
. المصدر : الوثائق الرسمية لثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، لسماحة العلامة السيد عبد الكريم الحسيني القزويني
|
|
|