عرض مشاركة واحدة
قديم 27-07-2015, 11:09 AM   #1
الاء الرحمن
♣ فاطمية فعالة ♣
 
الصورة الرمزية الاء الرحمن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2015
الدولة: العراق
المشاركات: 333
معدل تقييم المستوى: 535
الاء الرحمن has a reputation beyond reputeالاء الرحمن has a reputation beyond reputeالاء الرحمن has a reputation beyond reputeالاء الرحمن has a reputation beyond reputeالاء الرحمن has a reputation beyond reputeالاء الرحمن has a reputation beyond reputeالاء الرحمن has a reputation beyond reputeالاء الرحمن has a reputation beyond reputeالاء الرحمن has a reputation beyond reputeالاء الرحمن has a reputation beyond reputeالاء الرحمن has a reputation beyond repute
Imam Faraj اذا ظهر المهدي عليه السلام 3

@@@@3/إذا ظهر المهدي (عليه السلام) كان (شديداً على العمال رحيماً بالمساكين)(1).
والمقصود بالعمال هنا هم موظفوه الحكوميون أو رؤساء الدول العالمية الذين يوزعهم على الأرض أو وزراؤه وأعضاء دولته، وورد في رواية أخرى عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (أنه يأخذ البيعة عن أصحابه على أن لا يسرقوا ولا يزنوا، .. ولا يكنزوا ذهباً ولا فضة ولا براً ولا شعيراً، .. ولا يلبسوا الخزّ ولا الحرير، ولا يتمنطقوا بالذهب، .. ولا يحبسوا طعاماً من بّر أو شعير، ويرضون بالقليل.. ويلبسون الخشن من الثياب، ويتوسدون التراب على الخدود، ويجاهدون في الله حق جهاده، ويشترط على نفسه لهم، أن يمشي حيث يمشون ويلبس كما يلبسون، ويركب كما يركبون، ويكون من حيث يريدون، ويرضى بالقليل، ويملأ الأرض بعون الله عدلاً كما ملئت جوراً، يعبد الله حق عبادته، ولا يتخذ حاجبــاً ولا بواباً).(2).
ففي الحديث لا يكتفي (عليه السلام) بمحاسبة جنوده بدقة عالية بل ويشترط عليهم الزهد العالي، ويكون في طليعتهم ممن يلتزم بالزهد ويتشدد على نفسه.
وهذا الأسلوب بالإضافة إلى دوره في التربية النفسية التي تعجل بتكاملهم لها دور في إصلاح الأمة والرعية، فإن الصراع على المناصب من أشد الأمة مفسدة للناس والطمع في النفوذ الحكومي مما تمتد إليه الأعناق، فإذا رأى الناس هذه المحاسبة الدقيقة وهذا الزهد لم يطمع أحد منهم بالسلطة لأغراض الدنيا لكي لا يتحمل هذه المسؤولية ولا يتعرض لمحاسبة المهدي (عليه السلام) إياه، ويبقى من يمكنه تحمل المسؤولية ويستعد للمداقة في الحساب من أجل التكامل ومن أجل خدمة الدولة المهدوية خدمة خالصة النية.
كما سيساهم الزهد في الدنيا في احترام الناس لقادتهم وعدم الشك بهم، وهذا له دور مهم في توطيد أركان الدولة لأن الناس عادة لا تحترمك السياسيين وتظن أنهم يتنعمون بالأموال والمناصب، فإذا عاشوا حياة الزهد أمامهم بكل شفافية ارتفع سوء الظن وتوطد الملك.
وقد شرحنا معنى قول الله تعالى في داوود (عليه السلام): [وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب] في كتاب (الذكر في سورة صاد المباركة) وقلنا أن شد الملك يكون بالمراقبة والمحاسبة.
مع الجير بالملاحظة أن شدته (عليه السلام) مع عماله لا تعني شدته مع عامة الناس بل هي فقط مع جنوده وهو رحيم بالمساكين وهم عامة الناس جواداً بالمال معهم.
هامش:
===
========
(1) عقد الدرر عن طاووس.
(2) منتخب الأثر ص 469 ، إلزام الناصب ج2 ص205.
الاستاذ عماد علي الهلالي
الاء الرحمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس