رد: مشتركه في مسابقة افضل بحث عن حياة الزهراء عليها السلام
تسبيحة الزهراء
وجاءت عليها السلام الى ابيها(ص) يوماً تشكو إليه ضعفها وتعبها في القيام بعمل المنزل وتربية الأولاد وتطلب منه أن يهب لها جارية تخدمها. ولكنه قال لها: أعطيك ما هو خيرٌ من ذلك، وعلمها تسبيحة خاصة تستحب بعد كل صلاة وهي التكبير أربعاً وثلاثين مرة والتحميد ثلاثاً وثلاثين مرة والتسبيح ثلاثاً وثلاثين مرة وهذه التسبيحة عرفت فيما بعد بتسبيحة الزهراء.
ومنها ما جاء عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال : « ما عبد الله بشيء أفضل من تسبيح فاطمة الزهراء (عليهاالسلام)ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله ( صلى الله عليه وأله ) فاطمة ،إن تسبيح فاطمةالزهراء(عليهاالسلام) في كل يوم دبر كل صلاة ، أحب إليَّ من صلاة ألف ركعة في كل يوم
هكذا يكون البيت النبوي، لا يقيم للأمور المادية وزناً، ويبقى تعلقه قوياً بالأمور المعنوية ذات البعد الروحي والأخروي.
فاطمة العالمة
لقد تميزت السيدة الزهراء بمستواها العلمي العميق من خلال اهتمامها بجمع القرآن وتفسيره والتعليق بخطها على هامش اياته المباركة حتى صار عندها مصحف عُرف بمصحف فاطمة (ع). وقد برزت علومها الالهية في الخطبة الشهيرة التي ألقتها في مسجد النبي (ص) بحضور المهاجرين والأنصار مطالبة بحقها في فدك حيث ظن بعض من سمعها أن رسول الله(ص) بعث من جديد لبلاغتها وفصاحتها وبعد مراميها وعمق فهمها للاسلام وأحكامه.
كل ذلك دعاها لتكون العابدة المتهجدة الناسكة الزاهدة الورعة حيث كانت تقوم في الليل حتى تتورّم قدماها ثم تدعو لجيرانها ثم لعموم المؤمنين قبل أن تدعو لنفسها حتى عُرف عنها أنها "محدَّثة" أي كانت تأتيها الملائكة فتحدثها.
فاطمة بعد النبي (ص)
عندما حضرت رسول الله (ص) الوفاة أسرَّ إليها بكلمة فبكت، ثم أسرّ إليها بكلمة فضحكت فسألها البعض عن ذلك بعد وفاة النبي (ص) فقالت: أخبرني أنه راحل عن قريب فبكيت ثم أخبرني إني أول الناس لحوقاً به فضحكت.
ولم يكد جثمان رسول الله (ص) يغيب في الثرى حتى بدأت مظلومية الزهراء تتعاظم فقد اغتصب حق بعلها بالخلافة ثم اغتصب حقها في فدك، وهي ضيعة كان النبي (ص) قد وهبها لها في حياته.
شهادتها ( عليها السلام :
تُعد أكبر مصيبة في تاريخ الإسلام فقد رسول الله ( صلى الله عليه وآله والذي تلته شهادة الزهراء ( عليها السلام ) .
وقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يصف ابنته فاطمة ( عليها السلام ) بأنها بضعة منه ( صلى الله عليه وآله ) وأنها أم أبيها ، وقد قال (صلى الله عليه وآله ) مراراً وتكرارا ً: فداها أبوها .. ولكن القوم لم يراعوا فيها حق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولا حقها ، حيث جرت على فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) مصائب عظيمة وجليلة .
حيث هجم الثاني ـ بأمر الأول ـ مع مجموعة من الأوباش على دارها ، وقد جمعوا حطبا ً، فأمر بحرق الدار ثم ضرب برجله الباب ، ولما أحس بأن فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) لاذت وراء الباب عصرها ( عليها السلام ) بين الحائط والباب حتى انكسر ضلعها وأسقطت جنينها الذي سماه رسول الله( صلى الله عليه وآله ) محسناً ، ولكزها الملعون قنفذ بنعل السيف ، وضربها بالسوط على عضدها حتى صار كمثل الدملج
فمرضت ( عليها السلام) مرضاً شديداً ، ومكثت أربعين ليلة في مرضها ، وقيل 75 يوما ً، وقيل 90 يوماً ، وهي تعاني من آلامها وتشكو إلى الله من ظلمها ، ومن بعد ذلك توفيت شهيدة مظلومة ، وقد أوصت بأن يخفى قبرها ولا يحضر جنازتها من ظلمها ، وبذلك أثبتت ظلامتها وظلامة بعلها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وفضحت الظالمين والغاصبين للخلافة إلى يوم القيامة.
من وصاياها ( عليها السلام ):
ورد إن فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) لما نعيت إليها نفسها دعت أم أيمن وأسماء بنت عميس ووجهت خلف علي ( علية السلام ) وأحضرته ،
فقالت :- « يا ابن عم ، أنه قد نعيت إليَّ نفسي وإنني لأرى ما بي لا أشك إلا أنني لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة ، وأنا أوصيك بأشياء في قلبي » .
قال لها علي ( عليه السلام ) : « أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله » ، فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت .
ثم قالت عليها السلام :- « يا ابن عم ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني ؟ » .
فقال ( علية السلام ) :- « معاذ الله أنت أعلم بالله وأبر وأتقى وأكرم وأشد خوفاً من الله أن أوبخك غداً بمخالفتي ، فقد عزّ عليّ بمفارقتك بفقدك ،إلا أنه أمر لابد منه ، والله جدد عليّ مصيبة رسول الله
( صلى الله عليه وآله ) ، وقد عظمت وفاتك وفقدك فإنا لله وإنا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأمضّها وأحزنها ، هذه والله مصيبة لا عزاء عنها ، ورزية لا خلف لها » . ثم بكيا جميعاً ساعة ، وأخذ علي
( عليه السلام ) رأسها وضمها إلى صدره ، ثم قال : « أوصيني بما شئت فإنك تجديني وفياً أمضي كل ما أمرتني به وأختار أمرك على أمري » .
ثم قالت عليها السلام : « جزاك الله عني خير الجزاء يا ابن عم ، أوصيك أولا ً: أن تتزوج بعدي بابنة أمامة فإنها لولدي مثلي ، فإن الرجال لابد لهم من النساء » .
ثم قالت عليها السلام : « أوصيك يا ابن عم أن تتخذ لي نعشاً فقد رأيت الملائكة صوّروا صورته » .
فقال لها علية السلام : « صفيه إليّ » .
فوصفته له عليها السلام ، فاتخذه لها ، فأول نعش عمل في الأرض ذاك .
ثم قالت عليها السلام :- أوصيك أن لا يشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني وأخذوا حقي ؛ فإنهم أعدائي وأعداء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأن لا يصلّي عليّ أحد منهم ولا من أتباعهم ، وادفني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار .. » وقد عمل بكامل وصيتها ( عليها السلام ) أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه ) .
في اللحظات الأخيرة: لما حضرتها ( عليها السلام ) الوفاة أمرت أسماء بنت عميس أن تأتيها بالماء ، فتوضأت ، وقيل :- اغتسلت ودعت الطيب فتطيبت به ، ودعت ثياباً جدد فلبستها ، وقالت لأسماء : « إن جبرئيل ( عليه السلام ) أتى النبي (صلى الله عليه وآله ) لما حضرته الوفاة بكافور من الجنة فقسمه أثلاثاً ، ثلث لنفسه وثلث لعلي وثلث لي ، وكان أربعين درهماً ، فقالت : يا أسماء ائتيني ببقية حنوط والدي من موضع كذا ، فضعيه عند رأسي ، فوضعته ، ثم تسجت بثوبها وقالت : « انتظريني هنيهة ، ثم ادعيني ، فإن أجبتك .. وإلا فاعلمي أني قد قدمت على أبي( صلى الله عليه وآله ) » .
فانتظرتها هنيهة ، ثم نادتها .. فلم تجبها .. فنادت :- يا بنت محمد المصطفى ، يا بنت أكرم من حملته النساء ، يا بنت خير من وطأ الحصى ، يا بنت من كان من ربه قاب قوسين أو أدنى، قال : فلم تجبها .. فكشفت الثوب عن وجهها ، فإذا بها قد فارقت الدنيا [ مظلومة شهيدة ] ، فوقعت عليها تقبلها وهي تقول : فاطمة إذا قدمت على أبيك رسول الله ( صلى الله عليه وآله) فأقرئيه عن أسماء بنت عميس السلام .
فبينا هي كذلك دخل الحسن والحسين ( عليهم السلام ) فقالا : « يا أسماء ما يُنيم أمنا في هذه الساعة ؟ » .
قالت :- يا ابني رسول الله ليست أمكما نائمة قد فارقت الدنيا ..
فوقع عليها الحسن علية السلام يقبلها مرة ، ويقول : « يا أماه كلميني قبل أن تفارق روحي بدني » قالت :- وأقبل الحسين علية السلام يقبل رجلها ويقول : « يا أماه أنا ابنك الحسين كلميني قبل أن يتصدع قلبي فأموت » .
قالت لهما أسماء : يا ابني رسول الله انطلقا إلى أبيكما عليّ فأخبراه بموت أمكما .
فخرجا حتى إذا كانا قرب المسجد رفعا أصواتهما بالبكاء ، فابتدرهما جميع الصحابة فقالوا :- ما يبكيكما يا ابني رسول الله ، لا أبكى الله أعينكما ، لعلكما نظرتما إلى موقف جدكما ( صلى الله عليه وآله ) فبكيتما شوقاً إليه ؟ فقال : لا أو ليس قد ماتت أمنا فاطمة ( صلوات الله عليها ) .
قال : فوقع علي ( عليه السلام ) على وجهه وهو يقول : « بمن العزاء يا بنت محمد ؟ كنت بك أتعزى ففيم العزاء من بعدك ؟ » .
ولما توفيت ( عليها السلام ) صاحت أهل المدينة صيحة واحدة واجتمعت نساء بني هاشم في دارها فصرخن صرخة واحدة كادت المدينة أن تتزعزع من صراخهنّ وهن يقلن : يا سيدتاه يا بنت رسول الله .
وأقبل الناس إلى علي ( عليه السلام ) وهو جالس والحسن والحسين
( عليهم السلام ) بين يديه يبكيان ، فبكى الناس لبكائهما ،
وخرجت أم كلثوم وعليها برقعة وتجر ذيلها متجلّلة برداء عليها تسحبها وهي تقول : يا أبتاه يا رسول الله الآن حقاً فقدناك فقداً لا لقاء بعده أبداً .
عند ما هدأت العيون واجتمع الناس فجلسوا وهم يرجون أن تخرج الجنازة فيصلو نعليها، وخرج أبو ذر فقال: انصرفوا فإن ابنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد أخّر إخراجها في هذه العشية ، فقام الناس وانصرفوا..
فلما أن هدأت العيون ومضى من الليل ، أخرجها علي والحسن والحسين (ع) وعمار والمقداد وعقيل والزبير وأبوذر وسلمان وبريدة ونفر من بني هاشم وخواصه ، صلوا عليها ودفنوها عليها السلام .
وروي : ولما صار بها إلى القبر المبارك خرجت يد تشبه يد رسول الله(صلى الله عليه وآله )فتناولها .
نعم دفنت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) في جوف الليل وسوىّ علي (عليه السلام ) أربعين قبراً حتى لا يعرف قبرها ، وذلك عملاً بوصيتها(عليها السلام ) ليكون حجة لمن أراد أن يعرف الحق إلى يوم القيامة.
وانشأ أمير المؤمنين علي ( علية السلام ) بعد وفاة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) هذه الأبيات :
أرى علل الدنيا علي كثيرة
وصاحبها حتى الممات عليل
لكل اجتماع من خليلين فرقة
وكل الذي دون الفراق قليل
وإن افتقادي فاطماً بعد احمد
دليل على أن لا يدوم خليل
وكانت هذه حياة فاطمة (عليها السلام)
نعم . . إنّها حياة فاطمة الكبرى، فاطمة الطاهرة الزهراء.
إنّها الابنة الوحيدة التي بقيت من أثر الرسول.
إنّها التي أنجبت لأمّة الإسلام حسناً وحسيناً وزينب الكبرى.
إنّها الزوجة التي وقفت مع زوجها في خندقه.
إنّها بضعة ومثال من رسول اللّه، وعظمته وفضائله.
إنّها أم الحسن والحسين، اللذين في كلّ منهما عليّ آخر.
فاطمة التي كانت أمّاً لكلّ القادة الأبرار.
فاطمة التي علمها من علم الرسول، ومحبّتها من محبّته، وغضبها من غضبه.
فاطمة التي طهّرها اللّه سبحانه، فكانت الطهر في القول والفعل.
سلام على من قدّمت للإسلام خير ما تقدّمه امرأة.
سلام على من هي المثال والقدوة في حياتها وجهادها واستشهادها.
وسلام على كل من سار سيرتها، ونهج نهجها، وخطا في درب الحق على خطاها.
التعديل الأخير تم بواسطة محبة لأمام علي ; 05-04-2015 الساعة 01:21 AM
|