عرض مشاركة واحدة
قديم 23-09-2014, 01:02 PM   #2
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي عقلانیتنا دعتنا إلى الابتعاد عن الحياة الغربية 2

لماذا تنتهي فترة الاستهزاء بالمتدينين بعد ظهور الإمام الحجة(عج)؟

هل تعلمون لماذا يستهزئ بعض الناس بالمتديّنين؟ أحد أسباب هذه الظاهرة هي عدم تبيين عقلانية الدين بمختلف الأساليب. لابدّ من تبيين عقلانية الدين بأساليب مختلفة، وحتى إن اقتضت الضرورة لذلك لابدّ من تبليغ الدين بأدبيات مختلفة كما نشاهد هذا الأسلوب في الآيات والروايات.
بعد ما يظهر الإمام الحجة(عج) سوف لا يملأ جيب الناس نقودا ولا يطبّب أجسامهم ويداوي أمراضهم، ولا يملأهم حبا وولها بالعبادة، أو يضاعف إيمانهم أو ينوّر قلوبهم. فبدلا من هذه المبادرات سوف يمسح الإمام على رؤوس الناس ويكمّل عقولهم. «إِذَا قَامَ قَائِمُنَا وَضَعَ اللَّهُ یَدَهُ عَلَى رُءُوسِ الْعِبَادِ فَجَمَعَ بِهَا عُقُولَهُمْ وَ کَمَلَتْ بِهِ أَحْلَامُهُم‏» [الكافي/1/25] إذ بعدما يكمل عقل الناس، تأتي كل هذه البركات بتبع نضج العقل. فسوف تتبعه روح التعبد، إذ أن عقل الناس سيبلغ درجة من الكمال بحيث يعبد الله بدافع العقل والإدراك العقلي وبتبع ذلك سيزداد الناس نورا.

إنّ ابتعادنا عن الحياة الغربية بسبب عقلانيتنا لا بسبب القيم الإسلامية فقط

أرجو أن نكون في أيّام آخر الزمان وأن تزداد عقليتنا الدينية. وأرجو أن نكون من الذين تمسّكوا بدينهم بدافع العقل. لا ينبغي أن نتجنب أسلوب حياة الغربيين بدافع الالتزام بالقيم الإسلامية وحسب، بل بإمكاننا أن نقول: «نحن لا نعيش مثلهم بسبب ما يحكمه علينا عقلنا، إذ أسلوبهم في الحياة عين الحماقة حتى وإن كنا لادينيين». ولدينا أدلّة كثيرة على قولنا هذا. فعلى سبيل المثال إن حياتهم هذه قد أدت إلى تمزّق الأسر وانقراض الأجيال وإصابة الناس بالأمراض النفسية وانخفاض جودة الحياة إلى غيرها من الأدلة والبراهين التي نستطيع أن نكتشفها بأقلّ دقة وإمعان في حياتهم.

لماذا لا نرضى بالعيش مثل الغربيين؟

لماذا لا نرضى بالعيش مثل الغربيّين؟ أحد أدلتنا القاطعة هي أنه جميع حكّام البلدان الغربية بلا استثناء هم من الذئاب المتوحشة الذين يدعمون سفاكي الدماء ومجرمي العالم. ويل لهذه الثقافة التعيسة التي تحكّم مثل هؤلاء الأنذال والأرذال على رقاب المجتمع والذين عندهم قتل الإنسان أسهل ما يكون ويوفّرون أسلحة قتلة العالم ومجرميه بكل وقاحة. لن نخضع أبدا للثقافة الغربية ليترأس علينا أمثال هؤلاء الذئاب. ولم ننطلق في هذه القناعة وهذه الرؤية من الدين والقيم وحسب، بل هذا هو مقتضى العقلانية.
إن حكّام البلدان الغربية يشاهدون هذا الكمّ الهائل من الجرائم من جرائم غزة إلى جرائم هؤلاء التكفيريين الذين يمارسون القتل البشع يوميّا. أحد نماذح جرائم التكفيريين هي أنهم ذبحوا ألفين وخمسمئة طفلا بسبب حبّهم لأهل البيت(ع). إنهم يشاهدون هذه الجرائم ولكنّهم لزموا الصمت بل قد دعموا المجرمين بشكل رسمي وجهزوهم بأنواع السلاح.
لم يحركوا ساكنا تجاه كل هذه الجرائم بل قد دعموهم، أمّا عندما ذبح مراسل أمريكي على يد هؤلاء التكفيريّين، قامت قيامتهم وتصاعدت أصواتهم بالاستنكار. فتبّا لهذه الحضارة والثقافة التي تُرَأس مثل هؤلاء الأقذار على المجتمعات البشريّة. وأنتم تعلمون أن ليس الكلام هنا كلاما عن القيم الدينية، وحتى لم يكن الكلام ثوريّا، بل هو كلام عقلاني. كيف يمكن أن يكون هذا الفكر وهذه الثقافة وهذه الحضارة تؤدي إلى مثل هذه الجرائم ولا تملك أيّ طريق لردعها، ثم تكون ثقافة عقلانيّة؟!

قول الإمام الخميني(ره) في عدم جواز الثقة بأمريكا، كلام عقلاني ولا قيميّ

كان منهج الإمام الخميني(ره) منهجا عقلانيا. فعلى سبيل المثال كان يقول: «لا یمکن الثقة بأمريكا» فهذا الكلام كلام عقلاني وليس بكلام قيمي. فانظروا أيّ دولة في العالم، قد اعتمدت على أمريكا ولم تتورط؟! فعلى سبيل المثال انظروا إلى اليابان، فإنها ومن أجل الخروج من تحت هيمنة أمريكا وإخراج الجنود الأمريكيين من أرض اليابان، تحاول منذ سبعين سنة أن تكسب ثقة الأمريكان، ولكن مهما فعل اليابانييون من مبادرات لا يزال الأمريكان لا يوافقون ولا يسمحون لهم بالاستقلال الكامل، فلا يدرى ما كان على اليابانيين أن يفعلوه حتى يطمئن بهم الأمريكان؟! وحتى في مجال الاقتصاد لا يخفى عليكم مدى اتكاليّة اليابان إلى رأسماليي الغرب والصهاينة.
لم تلتزم أمريكا بشيء من عقودها الدوليّة كما أنه لم يلتزم الصهاينة بعقد وعهد إلى الأخير. وهذه قضايا عقلانية ولا تحتاج إلى الاعتقاد بالدين والثورة والقيم. فأيّ سياسيّ لا يعي هذه الحقائق ففي عقله خلل. طبعا وبالتأكيد قد يضطر الإنسان إلى مفاوضة الأمريكان أو الصهاينة ولكن يجب أن يعرف من يفاوض، ولابدّ أن يستعرض ملف الطرف المقابل وسابقته التاريخية في تعامله والتزامه بالعقود.
إن إدراك هذه القضايا بحاجة إلى عقلانية لا ديانة. طبعا إن الديانة تعزّز عقلانية الإنسان، ومن هذا المنطلق لابدّ من الديانة أيضا، إذ كلّما قلّ دين المرء يقلّ عقله. فعلى سبيل المثال إذا أردتم أن تتعاملوا مع إنسان غير مضبوط في حسابه، تتعاملون معه بمزيد من الاحتياط ولا تدخلون معه في عقد بيع أو قرض إلا إذا اضطررتم إلى ذلك، وهذا ما يفرضه عقل الإنسان بغض النظر عن الآيات القرآنية والروايات. يكفينا القرآن أن قال: (وَ لا تُلْقُوا بِأَيْديكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)[البقرة/195].

إن إقامة العزاء عمل عقلاني ويعتبر أكبر رأسمال اجتماعي/ الذين يعتبرون إقامة العزاء عملا لا نفع فيه فليصلحوا عقلهم

أنتم الذين أقمتم العزاء على أهل البيت(ع) لا يخفى عليكم أن إقامة العزاء عمل عقلاني. فعندما تقومون بمحاسبة آثار إقامة العزاء بالرؤية العقلية فقط، تجدون أنها أكبر رأسمال اجتماعي. كان قد جاء رئيس التحرير لإحدى الصحف الروسية المعتبرة إلى إيران في شهر محرم قبل سنوات عديدة وشاهد مظاهر العزاء للشعب، فقال بعد رجوعه إلى بلده: حتى ولو كانت إيران تملك سلاحا نوويّا، فهذا لا يخيف الغرب، ومهما حصلت على تقنية أو قوة عسكرية فلا يخاف الغربيون من ذلك، أما الذي يخاف الغربيون منه، والذي سوف تصبح إيران به قوة عظمى وتقضي به على حضارة الغرب، إنما هو الشيء الذي شاهدته في إيران في يوم عاشوراء وهو مواكب العزاء في محرم التي تمثل رأسمال اجتماعي لا نظير له. (وكالة فارس للأنباء/ رقم: 8910060655) بالتأكيد إن هذا الكلام ليس كلاما قيميّا، بل هو كلام عقلاني، إذ لم يتكلم هذا الرجل الإعلامي على أساس الآيات والروايات! ولم ينطلق في تحليله هذا من الروايات التي تتحدث عن أجر الباكي على الحسين(ع) أو الذي تدمع عينه على مصيبة الحسين(ع)، بل قد تحدث على أساس ما توصّل إليه عقله. ودراساته الاجتماعية العقلانية هي التي أوصلته إلى هذه النتيجة وهي أن من شأن هذه الأعمال والمراسم أن تنتج طاقة اجتماعية عظيمة.
إن إقامة العزاء على أهل البيت(ع) عمل عقلاني. أما بعض الناس الذين يعتبرونها عملا لا فائدة فيه، فلابدّ أن يعالجوا عقولهم، إذ حتى لو لم تأتنا هذه الروايات الكثيرة في أهميّة رثاء أهل البيت(ع)، مع ذلك لابدّ أن يدرك الإنسان العاقل بعقله شدّة أثر إقامة العزاء.
فعلى سبيل المثال هذه الردّات وتكرار المستهلّات الذي هو عمل متعارف في المواكب والهيئات، هل هي أعراف وثقافة ابتدعناها من عندنا؟! كلا! إذ أن أهل البيت(ع) أنفسهم هم الذين أكدوا على إنشاد الأشعار. فقد قال الإمام الصادق(ع): «مَنْ أَنْشَدَ فِي الْحُسَيْنِ ع شِعْراً فَبَكَى وَ أَبْكَى عَشْراً كُتِبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَ مَنْ‏ أَنْشَدَ فِي‏ الْحُسَيْنِ‏ شِعْراً فَبَكَى وَ أَبْكَى خَمْسَةً كُتِبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَ مَنْ‏ أَنْشَدَ فِي‏ الْحُسَيْنِ‏ شِعْراً فَبَكَى وَ أَبْكَى وَاحِداً كُتِبَتْ لَهُمَا الْجَنَّةُ وَ مَنْ ذُكِرَ الْحُسَيْنُ ع عِنْدَهُ فَخَرَجَ مِنْ عَيْنِهِ [عَيْنَيْهِ‏] مِنَ الدُّمُوعِ مِقْدَارُ جَنَاحِ ذُبَابٍ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَى اللَّهِ وَ لَمْ يَرْضَ لَهُ بِدُونِ الْجَنَّةِ.»[كامل الزيارات/ص104] وكذلك عندما يشاهد عالم اجتماعي هذه الظاهرة، يدرك مدى أثرها والطاقة التي تبعثها في المجتمع.
قبل أكثر من عشر سنين، قال لي أحد المسؤولين في يوم عاشوراء: لقد استضفت مجموعة من العلماء الروسيين حيث قد أتوا إلى طهران من أجل مشروع علمي. فذهبت بهم إلى أحد شوارع طهران ليشاهدوا مواكب العزاء ويتفرجوا عليها. فبعد ما شاهدوا المواكب قالوا: بعدما شاهدنا هذه المواكب بدأنا نتباحث مع بعض أن كيف لم يصبح الإيرانيون لحد الآن قوة عظمى مع ما يملكونه من رأسمال اجتماعي عظيم كهذا؟! والجواب واضح، إذ لا نعرف قدر هذه النعمة، ولم يبلغ عقل بعض مسؤولينا الثقافيّين في مجتمعنا إلى درك هذه المسائل.
إن هذه لمسائل عقلانيّة، ولكن إذا كنتم تتوقعون أن أعداءنا والقنوات الاستكبارية يثنون على يوم عاشوراء وإقامة العزاء فيه ويقرّون له بالمجد والعظمة فهذا ما لن يفعلوه أبدا، بل بالعكس فإنهم يحاولون أن يتغافلوا عن هذا الموضوع ويهمّشوه في إعلامهم، وكأنه أمر غير مهم! وحتى إن بثّوا خبرا عنه فيتحدثون عنه كقضية ثقافية فرعيّة وهامشية. ولكنهم في قرارات أنفسهم يعرفون جيدا كم هي قضية مهمة ومدعاة للقوّة.

يتبع إن شاء الله...

نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس