موعظة الأمـام علـي (ع)
بســم الله الرحمـــن الرحيــــم اللهــم صل على محمــد وآل محمـد الســلام عليكــم ورحمة الله وبركاته
موعظـة الأمام علي عليه السلام حولَ ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ .. حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ..﴾
تَطَئُونَ فِي هَامِهِم، وتَسْتَنْبِتُونَ فِي أَجْسَادِهِم
الأَيَّامُ بَيْنَكُم وبَيْنَهُم، بَوَاكٍ، ونَوَائِحُ عَلَيْكُم
قال ابنُ أبي الحديد: من كلامٍ له عليه السلام قالَه بعَد تلاوتِه ﴿أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ﴾:
* يَا لَه مَرَاماً مَا أَبْعَدَه وزَوْراً مَا أَغْفَلَه * وخَطَراً مَا أَفْظَعَه * لَقَدِ اسْتَخْلَوْا مِنْهُمْ أَيَّ مُدَّكِرٍ وتَنَاوَشُوهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ * أَفَبِمَصَارِعِ آبَائِهِمْ يَفْخَرُونَ * أَمْ بِعَدِيدِ الْهَلْكَى يَتَكَاثَرُونَ؟
يَرْتَجِعُونَ مِنْهُمْ أَجْسَاداً خَوَتْ وحَرَكَاتٍ سَكَنَتْ * ولأَنْ يَكُونُوا عِبَراً أَحَقُّ مِنْ أَنْ يَكُونُوا مُفْتَخَراً
* ولأَنْ يَهْبِطُوا بِهِمْ جَنَابَ ذِلَّةٍ * أَحْجَى مِنْ أَنْ يَقُومُوا بِهِمْ مَقَامَ عِزَّةٍ * لَقَدْ نَظَرُوا إِلَيْهِمْ بِأَبْصَارِ الْعَشْوَةِ * وضَرَبُوا مِنْهُمْ فِي غَمْرَةِ جَهَالَةٍ.
* ولَوِ اسْتَنْطَقُوا عَنْهُمْ عَرَصَاتِ تِلْكَ الدِّيَارِ الْخَاوِيَةِ والرُّبُوعِ الْخَالِيَةِ لَقَالَتْ * ذَهَبُوا فِي الأَرْضِ ضُلَّالًا وذَهَبْتُمْ فِي أَعْقَابِهِمْ جُهَّالًا * تَطَئُونَ فِي هَامِهِمْ وتَسْتَنْبِتُونَ فِي أَجْسَادِهِمْ
* وتَرْتَعُونَ فِيمَا لَفَظُوا وتَسْكُنُونَ فِيمَا خَرَّبُوا * وإِنَّمَا الأَيَّامُ بَيْنَكُمْ وبَيْنَهُمْ بَوَاكٍ ونَوَائِحُ عَلَيْكُمْ.
* أُولَئِكُمْ سَلَفُ غَايَتِكُمْ وفُرَّاطُ مَنَاهِلِكُمْ * الَّذِينَ كَانَتْ لَهُمْ مَقَاوِمُ الْعِزِّ وحَلَبَاتُ الْفَخْرِ مُلُوكاً وسُوَقاً * سَلَكُوا فِي بُطُونِ الْبَرْزَخِ سَبِيلًا سُلِّطَتِ الأَرْضُ عَلَيْهِمْ فِيه * فَأَكَلَتْ مِنْ لُحُومِهِمْ وشَرِبَتْ مِنْ دِمَائِهِمْ * فَأَصْبَحُوا فِي فَجَوَاتِ قُبُورِهِمْ جَمَاداً لَا يَنْمُونَ * وضِمَاراً لَا يُوجَدُونَ * لَا يُفْزِعُهُمْ وُرُودُ الأَهْوَالِ * ولَا يَحْزُنُهُمْ تَنَكُّرُ الأَحْوَالِ * ولَا يَحْفِلُونَ بِالرَّوَاجِفِ ولَا يَأْذَنُونَ لِلْقَوَاصِفِ * غُيَّباً لَا يُنْتَظَرُونَ وشُهُوداً لَا يَحْضُرُونَ * وإِنَّمَا كَانُوا جَمِيعاً فَتَشَتَّتُوا، وآلَافاً (أُلّافَاً) فَافْتَرَقُوا * ومَا عَنْ طُولِ عَهْدِهِمْ ولَا بُعْدِ مَحَلِّهِمْ عَمِيَتْ أَخْبَارُهُمْ وصَمَّتْ دِيَارُهُمْ * ولَكِنَّهُمْ سُقُوا كَأْساً بَدَّلَتْهُمْ بِالنُّطْقِ خَرَساً * وبِالسَّمْعِ صَمَماً وبِالْحَرَكَاتِ سُكُوناً * فَكَأَنَّهُمْ فِي ارْتِجَالِ الصِّفَةِ صَرْعَى سُبَاتٍ * جِيرَانٌ لَا يَتَأَنَّسُونَ وأَحِبَّاءُ لَا يَتَزَاوَرُونَ * بَلِيَتْ بَيْنَهُمْ عُرَى التَّعَارُفِ * وانْقَطَعَتْ مِنْهُمْ أَسْبَابُ الإِخَاءِ * فَكُلُّهُمْ وَحِيدٌ وهُمْ جَمِيعٌ * وبِجَانِبِ الْهَجْرِ وهُمْ أَخِلَّاءُ * لَا يَتَعَارَفُونَ لِلَيْلٍ صَبَاحاً ولَا لِنَهَارٍ مَسَاءً * أَيُّ الْجَدِيدَيْنِ ظَعَنُوا فِيه كَانَ عَلَيْهِمْ سَرْمَداً * شَاهَدُوا مِنْ أَخْطَارِ دَارِهِمْ أَفْظَعَ مِمَّا خَافُوا * ورَأَوْا مِنْ آيَاتِهَا أَعْظَمَ مِمَّا قَدَّرُوا * فَكِلْتَا الْغَايَتَيْنِ مُدَّتْ لَهُمْ * إِلَى مَبَاءَةٍ فَاتَتْ مَبَالِغَ الْخَوْفِ والرَّجَاءِ * فَلَوْ كَانُوا يَنْطِقُونَ بِهَا * لَعَيُّوا بِصِفَةِ مَا شَاهَدُوا ومَا عَايَنُوا.
__________________
هي صديقتي ، حبيبتي ، روحي
ذاك الشيء الذى ينبض يساري =$
حَتّى لَو إختلفنآ ، تشاجرنآ ، إختلفت آرأنا ..
تبقى هي مختلفه عن بقيه البشر ..
آحببتهآ وَ أدمنت وجودهآ بجانبي !...
ربي
لآ ترني فيهآ [ بأسآ يبكيني ]
ولآ تذقني مرآره فراقهآ
 
شكـرااا أحـلا قمـر
|