عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-2012, 07:37 PM   #8
حور عين
♣ مراقبة سابقة ♣
●•أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين •●
 
الصورة الرمزية حور عين
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: بلاد الرافدين..النجف الأشرف
المشاركات: 1,015
معدل تقييم المستوى: 1067
حور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond repute
افتراضي رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤






الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا
وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

أعلم بان الأخلاق في الإسلام ليست مجرد ملكات نفسانية
وان عالم المعنويات يدور حول محور الارتباط
بالله تعالى وان كل فضيلة أو رذيلة تقاس على أساس
الارتباط بالله تعالى،
وانه سبحانه يفيض على كل المخلوقات بالفيض المطلق
ولكن الإنسان هو الذي يمتلك قابليات لا محدودة
واستعدادات مطلقة،
وان انغماس الإنسان في الرذائل التي هي حجب مانعة
إلى هذا الوصول والقرب الإلهي، فهي:

الحجب المعنوية
حجاب القابلية والاستعداد
حجاب الغفلة
حجاب الذنوب
حجاب الآراء الفاسدة والعقائد الباطلة

حجاب القابلية والاستعداد,هذا الحجاب من أهم الحجب
وأخطرها وأكثرها شيوعا،
فان الله تعالى لما دعا الإنسان إلى جواره وأكرمه
بالدعوة إلى خلافته ومنحه الإرادة والاختيار
ومنحه قابليات تمكنه من بلوغ المقام الشامخ
والوصول إلى الخلافة الكبرى.

ماذا فعل الإنسان بهذه القابليات؟
كل إنسان يمتلك نفسا فهي وعاء غير محدود،
ويعبر عنه بالقابليات المطلقة، وعلى الإنسان
إن يملا هذا الوعاء اللامحدود بالفيض المطلق،
أي إن ينقل هذه القابليات من مرحلة الركود
إلى الفعلية والتحقق،
وبواسطة الوسائل التي زود بها لأجل هذا الانتقال
وهي الفطرة الصافية والعقل،
لان الفطرة المودعة في اعماقه تعشق الكمال
المطلق وتطلبه، وهي ترسل النداءات للوصول إليه.


وهذه الفطرة تحث صاحبها على بلوغ الكمال
وتقول له بأنها لن يهنأ لها عيش دونه،
وأما العقل فهو يبين له الطريق ويكشف له الآفاق
ويعرفه على الفجور والتقوى،
وان أكثر الأفراد يعطلون أو يضعفون هذه الوسائل
الضرورية للوصول إلى الله تعالى،
وهذا ما يسمى بحجاب القابلية،

فهم لم يستثمروا كنوزها الكبرى،
وبدلا من الانطلاق منها وتقويتها وتفعيلها قاموا
بدسها تحت التراب،

ونفسٌ وماسواها, فألهمها فجورها وتقواها

تراب الشهوات والآمال المنحطة،
فهؤلاء في مقام الحيوانات والأنعام بل أضل،
حيث باعوا الأرواح الثمينة والودائع المعنوية
لشراء حاجات زائلة فهؤلاء اضعفوا الفطرة
الصافية الطالبة للكمال والعاشقة للجمال الحقيقي
وتعطيل العقل المرشد،
وعلى اثر هذا الإهمال تذل القابلية لتصل في نهاية
المطاف إلى الموت والهلاك،

ترى بعضهم يتبجح ويتطاول على الرحيم العظيم
مُدعياً ومتصوراً بجهل مركب ومطبق أن أمر تقصيره
معهود بإرادة الخالق الوهاب
بمعنى لو شاء الخالق لنفخ فيهم منروحه ليمنحهم قوة الصبر في جهاد النفس وثبات الأيمان.
متغافلين وغير مصّدقين قوله سبحانه عزّ وجل;
وماربك بظلام للعبيد
هؤلاء عطلوا عقولهم وأخمدوا همتهم في تقصي
العطاءات الربانية لما ترفع نفوسهم النزاعة للشوى
من دنس التراب.
مثلهم كثل الذي أتته آياتنا فأنسلخ عنها.

كما قال الرسول الكريم (ص)
( العقل ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان).....
وان الذي لا يدرك الجمال الحقيقي ولا يتحرك نحو عالم المعنويات يكون ضعيف الفطرة ويكون ضعيف العقل
ويتحمل مسؤولية ذلك لأنه سيكون المقصر
بحق نفسه بحرمانها من أدوات ووسائل الكمال

وعن الإمام علي (ع) في خطبة له عن السالكين
إلى الله نجد في كلامه إن الصفة الأولى التي تميز السالك
إلى الله هي انه أحيا عقله فصار قادرا على استقبال
آثار الإعمال الصالحة والسير قدما
في مضمار تهذيب النفس وإصلاحها فقال (ع)
في نهج البلاغة في وصف السالك إلى الله

(لقد أحيا عقله وأمات نفسه حتى دق جليله ولطف
غليظه وبرق له لامع كثير البرق فأبان له
الطريق وسلك به السبيل وتدافعته الأبواب
إلى باب السلامة ودار الإقامة وثبتت رجلاه
بطمأنينة بدنه في قرار الأمن والراحة بما استعمل
قلبه وأرضى ربه ..

فهؤلاء هم العقلاء الذين استخدموا العقول في التفكر
وأنموها وارتفعوا بها من الدرجة الأدنى إلى
الدرجات العلى


أن أول مقام وأول شرط في التوجه نحو السير والسلوك
إلى الله ومجاهدة النفس هو (التفكر)
بل يُعد من المقومات الأساسية لبدْء المسير,
ومن دون الارتقاء إلى مقام التفكر لا يمكن الخروج
من عالم الغفلة والدخول في عالم اليقظة,
ومعرفة من أين المبدأ وإلى أين المنتهى,
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام:
( رحم الله امرأً عرف من أين وفي أين وإلى أين).


إن التفكر في هذه الأمور المهمة تجعل الإنسان

يصل إلى معطيات ونتائج تجعله على بصيرة
من أمره في سيره إلى الله,
وفي هذا الصدد
قال أمير المؤمنين عليه السلام:
( العامل من دون بصيرة كالسائر على غير الطريق
لا تزيده كثرة العطاء إلا بعداً) .


والتفكر في هذا المقام هو أن يأخذ من وقته بضع

دقائق في خلوة مع نفسه يفكر في خالقه ومخلوقاته,
واحتياج الكل إليه واستغنائه عن الكل
(يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله وهو الغني )


والتفكر في مبدأ الوجود (من أين وجوده) حتى لا
يصل
إلى ( جئتُ ولا أدري من أين أتيت)


والتفكر أيضاً في غاية وجوده في هذه الدنيا

وفي الذين يرحلون عنها وما خلفوه فيها وإلى
أين مصيرهم
وكذلك التفكر في النفس وتقلباتها, وفي الجسم وعجائبه,
وفي الكون وغرائبه
(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق...








يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله





دمتم بعين الرحمن وحفظه





ونسألكم صالح الدعاء..







__________________
التوقيع



فان نهزم فهزامون قدما *
وإن نهزم فغير مهزمينا
وما إن طبنا جبن ولكن *
منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا افيقوا *
سيلقى الشامتون كما لقينا
إذا ما الموت رفع عن أناس *
بكلكله اناخ بآخرينا

( اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت إليه أحسن صنيعا، ولا له أدوم كرامة ولاعليه أبين فضلا، ولابه أشد ترفقا، ولا عليه أشد حيطة ولاعليه أشد تعطفا منك علي، وأن كان جميع المخلوقين يعددون
من ذلك مثل تعديدي فاشهد ياكافي الشهادة بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك علي وقلة شكري لك فيها.
يا فاعل كل إرادة، صل على محمد وآله، وطوقني أمانا من حلول السخط لقلة الشكر،
وأوجب لي زيادة من إتمام
النعمة بسعة الرحمة والمغفرة، أنظرني خيرك ...ولا تقايسني بسوء سريرتي، وامتحن قلبي لرضاك، واجعل ما تقربت به إليك في دينك خالصا ولاتجعله للزوم شبهة ولا فخر ولا رياء ياكريم،




اللهم أرفل ببركاتك ونعمائك ورضوانك على حبيبتي
أحلى قمر



نسأل الجميع براءة الذمة.....
حور عين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس