اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم
والعن أعدائهم
الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا
وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
:: الربا ::
قال سبحانه عزّ وجلّ في محكم كتابه العزيز;
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ
الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ
إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا
فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ
وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ
هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ
كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ
مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً
وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
وفي ذم اليهود; قال سبحانه;
وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ
وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو
عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ
وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ
ظاهرة الربا
الربا في اللغة هو الزيادة ويقصد به التعامل المادي
الصرف; الزيادة على رأس المال قلتّ أو كثرت.
عن جابر رضي الله عنه قال:
”لعن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال:
لعن الله آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه“، وقال:
”هم سواء“.
وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ
والربا محّرم في جميع الديانات اليهودية والمسيحية
والأسلامية.
جاء في العهد القديم;
إذا أقرضت مالاً لأحد من أبناء شعبي , فلاتقف منه موقف الدائن , لاتطلب منه ربحاً ل مالك.
وجاء في العهد الجديد; إذا أقرضتم لمن تنتظرون منه
المكافأة فأيُ أفضل يُعرف لكم ؟
ولكن أفعلوا الخيرات وأقرضوا غير منتظرين عائدتها,
وأذن يكون ثوابكم جزيلاً.
وقد حرّم الأسلام الربا تحريماً قاطعاً;
فالعباد إذا تمادوا بالفساد والإفساد عوقبوا عقوبات
متنوعة، ومن تلك العقوبات محق البركة في المال.
وإن من أعظم أسباب محق بركة المال تعاطي الربا؛
فالربا من كبائر الذنوب، وهو ظلم، وغبن،
وحرب لله ورسوله .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا
إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ
والحكمة الربانية من تحريم الربا حكمة
بالغة; ولله الحكمة البالغة
فالربا يسبب العداوة بين الأفراد ويقضي
على روح الأخوة والرباط الأجتماعي بينهم.
ثم إنه مزيل للترابط والتآخي والتكافل بين الناس؛
فأضراره على الأفراد والمجتمعات كثيرة جداً
ويجعل الأنسان غافلاً عن أن الثواب ,
كل الثواب في الفضل والأحسان.
وللربا آثار نفسية وخلقية مدمرة؛
ذلك أن المرابي يستعبده المال، فيسعى للوصول إليه
بكل سبيل دونما مبالاة باعتداء على المحرمات،
أو تجاوز للحدود.
فهو يمنع الناس من أن يشتغلوا بالمكاسب التي تصقل
نفوسهم وتهذب خلقهم عبر الجد والكدح والصبر
والتوكل على الله تعالى.
لأن الربا يعلم الأنسان على الكسب الوفير السريع
دون جهد وعناء.
وهو أداة لممارسة نوع من الضغط من قبل الأغنياء على الفقراء, فيزداد الغني غنى على حساب زيادة الفقير فقرا.
مما يؤدي إلى تضخم الأموال ونموها بيد فئة قليلة.
فهو وسيلة للسيطرة , فيسيطر فرد على فرد آخر, ودولة
على دولة أخرى وهكذا نجد أنه يصل لكونه
من وسائل الأستعمار والسيطرة على الآخرين.
مما ينبت في النفس الجشعَ، والظلمَ، وقسوة القلب،
بل إن الربا يحدث آثاراً خبيثة في نفس متعاطيه
وتصرفاته، وأعماله، وهيئته.
فيبدأ بلقمة حرام حتى تؤتي على كينونة الأنسان
وجوهره ومنبته فمقصده وفعله ولغته حتى يسقط
الحُرم في الحرام.
ولابد من الأشارة لناحية هامة; وهي أن الأنسان قد يمر
بظروف مادية حرجة فيحتاج فيها للمال,
ويبحث عنه ولايجده ,
ولامن سبيل لمن يعاونه ويقرضه قرضاً حسناً,
فهل من الأسلام من خلق لمن يمد له يد العون أم يُترك
ليقترض بالفائدة...وقد نخسر مؤمنا؟؟؟؟؟
روي عن الصادق، عليه السلام أنه قال:
درهم ربا أعظم عند الله تعالى من سبعين زنية
كلها بذات محرم.
فينبغي أن يعرفه الانسان ليجتنبه ويتنزه عنه.
فمن ارتكب الربا بجهالة، ولم يعلم أن ذلك محظور،
فليستغفر الله تعالى في المستقبل،
وليس عليه فيما مضى شئ. ومتى علم: أن ذلك حرام ثم استعمله، فكل ما يحصل له من ذلك محرم عليه،
ويجب عليه رده على صاحبه.
فإن لم يعرف صاحبه، تصدق به عنه.
وإن عرفه ولا يعرف مقدار ما أربى عليه،
فليصالحه وليتحله.
وإن علم ان في ماله ربا، ولا يعرف مقداره ولا من أربى
عليه، فليخرج خمس ذلك المال،
ويضعه في أهله، وحل له ما يبقى بعد ذلك.
ولا ربا بين الولد ووالده، لان مال الولد في حكم
مال الوالد.
ولا بين العبد وسيده، لان مال العبد لسيده.
ولا بين الرجل وأهله.
ولا ربا أيضا بين المسلم وبين أهل الحرب،
لانهم في الحقيقة فئ للمسلمين،
وإنما لا يتمكن منهم.
والربا يثبت بين المسلم، وأهل الذمة كثبوته بينه
وبين مسلم مثله.
ولا يكون الربا إلا فيما يكال او يوزن.
فأما ما عداهما فلا ربا فيه.
وكل ما يكال أو يوزن، فإنه يحرم التفاضل فيه
والجنس واحد نقدا ونسيئة، مثل بيع درهم بدرهم
وزيادة عليه، ودينار بدينار وزيادة عليه،
وقفيز حنطة بقفيز منها وزيادة عليه،
ومكوك شعير بمكوك منه وزيادة.
الإمام الباقر (عليه السلام): أخبث المكاسب، كسب الربا
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): شر الكسب،
كسب الربا.
- عنه (صلى الله عليه وآله):
إن الله عز وجل لعن آكل الربا وموكله
وكاتبه وشاهديه .
عنه (صلى الله عليه وآله):
الآخذ والمعطي سواء في الربا .
عنه (صلى الله عليه وآله):
ليأتين على الناس زمان لا يبقى منهم أحد إلا
آكل الربا فإن لم يأكله أصابه من غباره .
- الإمام الصادق (عليه السلام):
ثلاثة في حرز الله عز وجل إلى أن يفرغ الله من الحساب:
رجل لم يهم بزنا قط
ورجل لم يشب ماله بربا قط،
ورجل لم يسع فيهما قط .
قال الإمام الرضا (عليه السلام):
اعلم - يرحمك الله - أن الربا حرام سحت من الكبائر
ومما قد وعد الله عليه النار فنعوذ بالله منها،
وهو محرم على لسان كل نبي وفي كل كتاب.
صفة حشر آكل الربا الكتاب *
(الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي
يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا
إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا
فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف
وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار
هم فيها خالدون * يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله
لا يحب كل كفار أثيم
وصلّ الله على محمد وآل محمد
وفقنّا الله تعالى لحسن مرضاته ولجميع طاعته
ولكمال البر والأحسان
وعموم طاعة الرحمن.
يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله
ونسالكم صالح الدعاء,,,