الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم
وَالْعَن اعْدَائِهِم
الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا
وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
:: قطيعة الرحم ::
قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم
ونذكر منها;
وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ
وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ, أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ
اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ.
وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ
رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ.
الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ
مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي
الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ.
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى
وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا.
وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى.
وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ.
وأشارت الآيات الشريفة إشارةً واضحة
إلى صلة الرحم.
وصلة الرحم والتي تعني تفقُّد الأقرباء في النسب
والأتصال المستمر بهم, تُعدّ من أمارات الأخلاق
الحسنة والسنن المرضية في الأسلام,
وتعبيراً عن حُسن السلوك في التعامل مع
الناس.
والمُراد بصلة الرحم هي القرابة
والقرابة نوعان;
قرابة نسبية;
وتأتي عن طريق وحدة الدم والرحم, كالأب والأم
والأخ والعم والعمة والخال والخالة والجد
والجدة والأبناء ويُدعى هؤلاء بالأقارب النسبيين
ويُطلق كذلك عليهم الأرحام,
فيُقال لكل منهم رحم.
والقرابة الأخرى;
هي القرابة السببية;
وتأتي عن طريق الزواج كالقرابة بين الزوج
والزوجه وأقرباء كلا الطرفين ومايُتفرع عنهم من
قرابة الزواج.
ماهي صلة الرحم؟
لابد للأنسان من الأستمرار في علاقته مع أرحامه
وألا يقطع هذه العلاقة قط.
وعليه أن يلبي حاجة كل منهم بما قدرّه الله تعالى
من فضله ورحمته له وعلى الصعيدين الأنساني والعاطفي
وبما ينسجم مع تلك الحاجة.
فقد تُلبى تلك الحاجة بتماس هاتفي أحياناً وقد
لاتُلبى حتى بمبلغ كبير من المال.
ولكن الذي لاشك فيه أن قطع الأتصال مع الأرحام
قطعاً نهائياً وكاملاً, يعد من المعاصي والذنوب
الكبيرة والعياذ بالله.
ومن هنا ندرك أن صلة الرَّحِم تعني إبداء الحب
والحنان نحو الأرحام وتفقّد والسؤال عن أحوالهم
وألأستفسار عن أوضاعهم لأنّ لهم حقوقاً أكبر
من غيرهم.
ولذلك أولى الفقه الأسلامي أهمية كبرى نحوهم
حتى أنه قدّم المحتاجين منهم على غيرهم
حين يقسّم الفرد الحقوق المالية التي عليه.
وبما أنّ هذه القضايا هي من القضايا الفطرية
والسنن الأجتماعية فقد أكدّ عليها الأسلام,
حتى عَدّ القرآن الكريم إعانة الأرحام جزءاً ممّا
على الأثرياء من حقوق مالية, وعبرّ عنه بالحق
الواجب;
فقال تعالى عزّ وجلّ;
وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ
وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا
وذكر في آية شريفة أخرى;
فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
وغيرها من الآيات المباركات ويُستفاد منها
أن صلّة الرحم لاتتحول من الشعار إلى العمل بها
إلاّ حينما يلبي الأنسان حاجات ذوي القربى
بما يستطيع,
وأن لايتردد أو يبخل عن تقديم أي عون
أو مساعدة لهم.
ويتصور البعض أن صلة الرحم هي الذهاب لزيارة
ذوي الأرحام, والسؤال فقط عن أحوالهم.
وهذا تصور قاصر ولابد أن تبقى رابطة القرابة
قائمة على أساس الحب والحميمية منطلقة
من قول الرسول الأعظم (ص)
لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحبه لنفسه.
بمعنى يتشارك من يبتغي وجه الرحمن الرحيم
أرحامه آلامهم وأفراحهم.
يبرّهم بالنصح والقول الكريم, يدفع عنهم الأذى
ولو من أنفسهم وينضج فيهم الخير
والسعي لله وبالله.
من نصوص اهل البيت (ع)
في صلة الارحام ;
عن علي بن الحسين (ع) قال :
ـ قال رسول الله ( ص) : ـ
(( من سره ان يمد الله في عمره وان يبسط
في رزقة فليصل رحمه
فإن الرحم لها لسان يوم القيامة ذلق تقول .......
يا رب صل من وصلني واقطع
من قطعني ))
وعن الرضا ( ع) قال : ـ
قال رسول الله (ص) : ـ
((من ضمن لي واحدة ضمنت له اربعة .. يصل رحمه،
فيحبه الله تعالى ويوسع عليه رزقه، ويزيد في عمره
، ويدخله الجنة التي وعده))
وعن ابي جعفر (ع) قال : ـ
في كتاب علي (ع) ثلاث خصال لا يموت صاحبهن
أبداً حتى يرى وبالهم:
البغي، وقطيعة الرحم، واليمين الكاذبة
يبارز الله بها.
فذّكر...
سيروا الى ربكم فالعمر مندرس
والموت قد حان والايام تختلس
أين الملوك وايناء الملوك ومن
كانوا اذا الناس قاموا هيبة جلسوا
ومن سيوفهم فى كل معترك
تخشى دونهم الحجاب والحرس
أصحوا بمهلكة فى وسط بلقعة
صرعى وما شى الورى من فوقهم بطس
كانهم قط ما كانوا وما خلقوا
قد مات ذكرهمو بين الورى ونسوا
والله لو أبصرت عيناك ما صنعت
يد الليالى بهم والدود يفترس
ياهذا إلى كم تأمل وتضحك ونوادب الحمام
تسبقك بالنعي,
يامحروم على الجادة وأنت على شفا,
ستبكي زمان الوصال وماوصفا.
أما آن لك أن تتصالح مع نفسك وتهرع
إلى رحاب مولاك.
أما كفى كيف عميت بصيرتك عماّ أنتَ إليه صائر
وأملك برحمة لم تسعى ببدنك وقلبك
إليها فعلا.
أبصر وأعقل وأسكن وأسمع علكّ تعي ,
قبل أن تنزل مقّرك الأبدي;
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ
حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ.
وصلّ الله على محمد وآل محمد
وفقنّا الله تعالى لحسن مرضاته ولجميع طاعته
ولكمال البر والأحسان
وعموم طاعة الرحمن.
يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله
ونسالكم صالح الدعاء,,,