بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءعم أجمعين من الأولين والآخرين
( حدثنا إسمعيل بن موسى ,حدثنا علي بن عابس , عن مسلم الملائي عن أنس بن مالك قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين وصلى علي يوم الثلاثاء ))
السؤال هو : كيف صلّى علي ( سلام الله عليه) في اليوم التالي من البعثة والصلاة لم تفرض إلا بعد فترة من البعثة النبوية الشريفة وذلك في قصة الإسراء والمعراج ؟!
إنّ مسألة صلاة أمير المؤمنين (علیه السلام) مع النبي (صلى الله عليه وآله) في بدء البعثة أمر مسلم ولا مجال للشكّ أو الترديد فيها بعد ما أطبقت عليها الروايات والسير من الفريقين (أنظر البحار 38/201 ب 65).
وأما كيفية صلاته (عليه السلام), فهي تتبع موضوع تعبده في المقام, وبما أن عبادته وصلاته كانت بدعوة النبي (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام), فالظاهر أنهما كانا يعبدان الله عزوجل اما مطابقاً لشريعة ابراهيم (عليه السلام) أو غيره ممن تقدمه من الأنبياء (عليهم السلام), وإما موافقاً لما قرر لعامة الناس فيما بعد .
وأما فرض الصلاة على الأمة وإن كان بعد مضي فترة وجيزة عن البعثة النبوية الشريفة, ولكن هذا لا ينافي تبعد النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) أو حتى بعض آخر بهذه الصلاة أو بما يقاربها في الشكل والمضمون في زمان سبق هذا الفرض, إذ الفرض حكم الزامي ووظيفة مقررة لكل مسلم, ولكن النبي (صلى الله عليه وآله) والإمام (عليه السلام) قد أديا هذه العبادة بدون أن يرد عليهم الزام أو إيجاب .
وهناك احتمال آخر, وهو أن تكون صلاتهما قبل إبلاغ الفرض بشكل خاص, وقد جاء الوحي باتيانها بالصورة الموجودة في قضية المعراج لمصالح اقتضت تبديل الشكل مع ابقاء المحتوى والمضمون.
مركز الأبحاث العقائدية
نسألكم الدعاء
أختكم الفاطمية
زينب قدوتي