بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءعم أجمعين من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله ربي جل علاه : وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّـكُم وَمِنْكُمْ مَّنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَىْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْم شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ(70) وَاللَّهُ فَصَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْض فِى الرَّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَآدِّى رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمـنُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ(71) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَزْوجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِّنَ الطَّيِّبـتِ أَفَبِالْبـطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ(72) من سورة النحل
مواساة الآخرين:
أشارت الآيات إِلى بخل كثير من الناس ممن لم يتّبعوا سلوك وهدي الأنبياء والأئمّة(عليهم السلام)، وقد أكّدت الرّوايات في تفسيرها لهذه الآيات على المساواة والمواساة ومنها: ما جاء في تفسير علي بن إِبراهيم في ذيل الآية: «لا يجوز الرجل أن يخص نفسه بشيء من المأكول دون عياله».
وروي أيضاً عن أبي ذر أنّه سمع رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول عن العبيد: «إِنّما هم إِخوانكم فاكسوهم ممّا تكسون واطعموهم ممّا تطعمون» فما رؤي عبده بعد ذلك إِلاّ ورداؤه رداءَه وإِزارُه إِزارَه من غير تفاوت.
والذي نستفيده من الرّوايات المذكورة والآية المبحوثة حين تقول: (فهم فيه سواء) أنّ الإِسلام يوصي بمراعاة المساواة كبرنامج أخلاقي بين أفراد العائلة الواحدة ومن يكون تحت التكفل قدر الإِمكان، وأن لا يجعلوا لأنفسهم فضلا عليهم.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء الثامن
نسألكم الدعاء
أختكم الفاطمية
زينب قدوتي