بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد مآل محمد الطيبين الطاهرين
نهنئكن بالاسراء والمعراج
و بالمبعث النبوي
أعاده الله علينا بخير وولاء .....
لكن بعض ما يتعلق بالمعراج النبوي
عطروا اسماعكن بذكر النبي عليه افضل الصلاة والسلام
وردة 19وردة 19وردة 19وردة 19
اعمال ليلة المبعث ويومه :
الليلة السابعة والعشرون)
هي ليلة المبعث وهي من الليالي المتبرّكة وفيها أعمال:
الأول: قالالشيخ في (المصباح): روي عن أبي جعفر الجواد (عليه السلام) قال إنّ في رجب ليلة هيخير للناس مما طلعت عليه الشمس، وهي ليلة السابع والعشرين منه نُبِّيَ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في صبيحتها، وإنّ للعامل فيها من شيعتنا مثل أجر عملستين سنة.
قيل: وما العمل فيها ؟ قال: إذا صليت العشاء ثم أخذت مضجعك ثماستيقظت أيّ ساعة من ساعات الليل كانت قبل منتصفه صلّيت اثنتي عشرة ركعة تقرأ في كلركعة الحمد وسورة خفيفة من المفصّل، والمفصّل سورة محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) إلى آخر القرآن، وتسلم بين كل ركعتين، فإذا فرغت من الصلوات جلست بعد السلام وقرأتالحمد سبعاً والمعوّذتين سبعاً وقل هو الله أحد وقل ياأيها الكافرون كلاً منهاسبعاً وإنا أنزلناه وآية الكرسي كلاًّ منها سبعاً وتقول بعد ذلك كله:
((الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذَ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُشَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُتَكْبِيراً اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعاقِدِ عِزِّكَ عَلى أَرْكانِ عَرْشِكَوَمُنْتَهى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ وَبِاسْمِكَ الأعْظَمِ الأعْظَمِ الأَعْظَمِوَذِكْرِكَ الاَعْلى الاَعْلى الاَعْلى وَبِكَلِماتِكَ التَّامَّاتِ أَنْ تُصَلِّيعَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَفْعَلَ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ)).
ثم ادعبما شئت.
ويستحب الغسل في هذه الليلة.
وردة 19وردة 19وردة 19
وقد مرّت عند ذكر ليلة النصفمن رجب صلاة تصلّى أيضاً في هذه الليلة.
الثاني: زيارة أمير المؤمنين (عليهالسلام) وهي أفضل أعمال هذه الليلة.
الثالث: قال الكفعمي في كتاب (البلدالامين)، أدع في ليلة المبعث بهذا الدعاء:
((اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَبِالتَجَلِّي الأَعْظَمِ فِي هذِهِ اللَيْلَةِ مِنَ الشَّهْرِ المُعَظَّمِوَالمُرْسَلِ المُكَرَّمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَغْفِرْلَنا ما أَنْتَ بِهِ مِنَّا أَعْلَمُ يامَنْ يَعْلَمُ وَلا نَعْلَمُ، اللّهُمَّبارِكْ لَنا فِي لَيْلَتِنا هذِهِ الَّتِي بِشَرَفِ الرِّسالَةِ فَضَّلْتَهاوَبِكَرامَتِكَ أَجْلَلْتَها وَبِالمَحَلِّ الشَّرِيفِ أَحْلَلْتَها اللّهُمَّفَإَنَّا نَسأَلُكَ بِالمَبْعَثِ الشَّرِيفِ وَالسَيِّدِ اللَّطِيفِ وَالعُنْصُرِالعَفِيفِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَجْعَلْ أَعْمالَنا فِيهذِهِ اللَيْلّةَ وَفِي سائِرِ اللَيالِي مَقْبُولَةً وَذُنُوبَنا مَغْفُورَةًوَحَسَناتِنا مَشْكُورَةً وَسيِّئاتِنا مَسْتُورَةً وَقُلُوبَنا بِحُسْنِ القَوْلِمَسْرُورَةً وَأَرْزاقَنا مِنْ لَدُنْكَ باليُسْرِ مَدْرُورَةً، اللّهُمَّ إِنَّكَتَرى وَلا تُرى وَأَنْتَ بِالمَنْظَرِ الاَعْلى وَإِنَّ إِلَيْكَ الرُّجْعىوَالمُنْتَهى وَإِنَّ لَكَ المَماتَ وَالمَحْيا وَإِنَّ لَكَ الآخرهَ وَالأوّلى،اللّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى وَأَنْ نَأْتِيَ ماعَنْهُتَنْهى، اللّهُمَّ إِنَّا نَسأَلُكَ الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَنَسْتّعِيذُ بِكَمِنَ النَّارِ فَأَعِذْنا مِنْها بِقُدْرَتِكَ، وَنَسْأَلُكَ مِنَ الحُورِ العِينِفَارْزُقْنا بِعِزَّتِكَ وَاجْعَلْ أَوْسَعَ أَرْزاقِنا عِنْدَ كِبَرِ سِنِّناوَأَحْسَنَ أَعْمالِنا عِنْدَ اقْتِرابِ آجالِنا، وَأَطِلْ فِي طاعَتِكَ وَمايُقَرِّبُ إِلَيْكَ وَيُحْظى عِنْدَكَ وَيُزْلِفُ لَدَيْكَ أَعْمارَنا وَأَحْسِنْفِي جَميعِ أَحْوالِنا وَاُمُورِنا مَعْرِفَتَنا وَلا تَكِلَنا إِلى أَحَدٍ مِنْخَلْقِكَ فَيَمُنَّ عَلّيْنا وَتَفَضَّلْ عَلَيْنا بِجَمِيعِ حَوائِجِنا لِلْدُنْياوَالآخرهِ وَابْدأ بآبائِنا وَأَبْنائِنا وَجَمِيعِ إِخْوانِنا المُؤْمِنِينَ فِيجَمِيعِ ماسَأَلْناكَ لاِنْفُسِنا ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظِيمِ وَمُلْكِكَ القَدِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلىمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَغْفِرَ لَنا الذَّنْبَ العَظِيمَ إِنَّهُلايَغْفِرُ العَظِيمَ إِلاّ العَظِيمُ، اللّهُمَّ وَهذا رَجَبٌ المُكَرَّمُ الَّذِيكَرَّمْتَنا بِهِ أَوَّلَ أَشْهُرِ الحَرامِ أَكْرَمْتَنا بِهِ مِنْ بَيْنِالاُمَمِ، فَلَكَ الحَمْدُ ياذا الجُودِ وَالكَرَمِ، فَأَسأَلُكَ بِهِ وَبِاسْمِكَالأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الاَجَلِّ الاَكْرَمِ الَّذِي خَلَقْتَهُفَاسْتَقَرَّ فِي ظِلِّكَ فَلا يَخْرُجُ مِنْكَ إِلى غَيْرِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلىمُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ ، وَأَنْ تَجْعَلَنا مِنَ العامِلِينَفِيهِ بِطاعَتِكَ وَالامِلِينَ فِيهِ لِشَفاعَتِكَ، اللّهُمَّ اهْدِنا إِلى سَواءِالسَّبِيلِ وَاجْعَلْ مَقِيلَنا عِنْدَكَ خَيْرَ مَقِيلٍ فِي ظِلٍّ ظَلِيلٍوَمُلْكٍ جَزِيلٍ فَإنَّكَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الوَكِيلُ، اللّهُمَّ اقْلِبْنامُفْلِحِينَ مُنْجِحِينَ غَيْرَ مَغْضُوبٍ عَلَيْنا وَلا ضالِّينَ بِرَحْمَتِكَياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَزائِمِمَغْفِرَتِكَ وَبِواجِبِ رَحْمَتِكَ السَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَالغَنِيمَةَمِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ وَالنَّجاةَ مِنَ النَّارِ، اللّهُمَّدَعاكَ الدَّاعُونَ وَدَعَوْتُكَ وَسَأَلَكَ السَّائِلُونَ وَسَأَلْتُكَ وَطَلَبَإِلَيْكَ الطالِبُونَ وَطَلَبْتُ إِلَيْكَ، اللّهُمَّ أَنْتَ الثِّقَةُ وَالرَّجاءُوَإِلَيْكَ مُنْتَهى الرَّغْبَةِ وَالدُّعاءِ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍوَآلِهِ وَاجْعَلْ اليَقِينَ فِي قَلْبِي وَالنُّورَ فِي بَصَرِي وَالنَّصِيحَةَفِي صَدْرِي وَذِكْرَكَ بِالليْلِ وَالنَّهارِ عَلى لِسانِي وَرِزْقاً وَاسِعاًغَيْرَ مَمْنُونٍ وَلا مَحْظُورٍ فَارْزُقْنِي وَبارِكْ لِي فِيما رَزَقْتَنِيوَاجْعَلْ غِنايَ فِي نَفْسِي وَرَغْبَتِي فِيما عِنْدَكَ بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَالرَّاحِمِينَ).
ثم اسجد وقل: الحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدانا لِمَعْرِفَتِهِوَخَصَّنا بِولايَتِهِ وَوَفَّقَنا لِطاعَتِهِ شُكْراً شُكْراً، مائة مرة،
ثم ارفع رأسك من السجود وقل:
((اللّهُمَّ إِنِّي قَصَدْتُكَبِحاجَتِي وَاعْتَمَدْتُ عَلَيْكَ بِمَسْأَلَتِي وَتَوَجَّهْتُ إِلَيْكَبِأَئِمَّتِي وَسادَتِي، اللّهُمَّ انْفّعْنا بِحُبِّهِمْ وَأَوْرِدْنامَوْرِدَهُمْ وَارْزُقْنا مُرافَقَتَهُمْ وَأَدْخِلْنا الجَنَّةَ فِي زُمْرَتِهمْبِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ)).
وقد ذكر السيد هذا الدعاء ليومالمبعث.
وردة 19وردة 19وردة 19
(اليوم السابع والعشرون)
وهو عيد من الاعيادالعظيمة وفيه كان بعثة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وهبوط جبرئيل عليه (صلّىالله عليه وآله وسلم) بالرسالة، ومن الاعمال الواردة فيه:
الأول: الغسل.
الثاني: الصيام، وهذا اليوم أحد الايام الأَرْبعة التي خصت بالصيام بينأيام السنة، ويعدل صوم هذا اليوم صيام سبعين سنة.
الثالث: الاكثار منالصلاة على محمد وآل محمد.
الرابع: زيارة النبي وزيارة أمير المؤمنينعليهما وآلهما السلام.
الخامس: قال الشيخ في (المصباح): روى الرّيان بنالصَّلت قال: صام الجواد (عليه السلام) لما كان ببغداد يوم النصف من رجب ويوم سبعوعشرين منه وصام جميع حشمه وأمرنا ان نصلي الصلاة التي هي اثنتا عشرة ركعة تقرأ فيكل ركعة (الحمد) وسورة، فإذا فرغت قرأت (الحمد) أربعاً و(قل هو الله أحد) أربعاًو(المعوّذتين) أربعاً وقلت أربعاً:
((لا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُوَسُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا حَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّالعَظِيمِ، وأربعا: الله الله رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ، وأربعاً: لاأُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً)).
السادس: روى الشيخ أيضاً عن أبي القاسم حسينبن روح (رض) قال: تصلي في هذا اليوم اثنتي عشرة ركعة تقرأ في كل ركعة (فاتحة) الكتاب وما تيسّر من السور وتتشهد وتسلم وتجلس وتقول بين كل ركعتين:
((الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُشَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُتَكْبِيراً ياعُدَّتِي فِي مُدَّتِي ياصاحِبي فِي شِدَّتِي ياوَلِيِّي فِينِعْمَتِي ياغِياثِي فِي رَغْبَتِي يانَجاحِي فِي حاجَتِي ياحافِظِي فِي غَيْبَتِيياكافِيَّ فِي وَحْدَتِي ياأُنْسِي فِي وَحْشَتِي، أَنْتَ الساتِرُ عَوْرَتِيفَلَكَ الحَمْدُ وَأَنْتَ المُقِيلُ عَثَرتِي، فَلَكَ الحَمْدُ وَأَنْتَ المُنْعِشُصَرْعَتِي فَلَكَ الحَمْدُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاسْتُرْعَوْرَتِي وَآمِنْ رَوْعَتِي وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي وَاصْفَحْ عَنْ جُرْمِيوَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتِي فِي أَصْحابِ الجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِيكانُوا يُوعَدُونَ)).
فإذا فرغت من الصلاة والدعاء قرأت الحمد والاخلاصوالمعوّذتين وقل يا أيها الكافرون وإنا أنزلناه وآية الكرسي سبع مرات، ثم تقول: ((لا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ وَسُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِالله) سبع مرات، ثم تقول سبع مرات: ((الله الله رَبِّيلا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً))، وتدعو بما أحببت.
السابع: في (الاقبال) وفيبعض نسخ (المصباح): أنه يستحب الدعاء في هذا اليوم بهذا الدعاء:
((يامَنْأَمَرَ بِالعَفْوِ وَالتَّجاوُزِ وَضَمَّنَ نَفْسَهُ العَفْوَ وَالتَّجاوُزَ يامَنْعَفا وَتَجاوَزَ اعْفُ عَنِّي وَتَجاوَزْ يا كَرِيمُ، اللّهُمَّ وَقَدْ أَكْدىالطَّلَبُ وَأَعْيَتِ الحِيلَةُ وَالمَذْهَبُ وَدَرَسَتِ الامالُ وَانْقَطَعَالرَّجاءُ إِلاّ مِنْكَ وَحْدَكَ لاشَرِيكَ لَكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَجِدُ سُبُلَالمَطالِبِ إِلَيْكَ مُشْرَعَةً وَمَناهِلَ الرَّجاءِ لَدّيْكَ مُتْرَعَةًوَأبْوابَ الدُّعاءِ لِمَنْ دَعاكَ مُفَتَّحَهً وَالاِسْتِعانَةَ لِمَنْ اسْتَعانَبِكَ مُباحَةٌ، وَأعْلَمُ أَنَّكَ لِداعِيكَ بِمَوْضِعِ إِجابَةٍ وَلِلْصَّارِخِإِلَيْكَ بِمِرْصَدِ إِغاثَةٍ وَأَنَّ فِي اللَّهَفِ إِلى جُوارِكَ وَالضَّمانِبِعِدَتِكَ عِوَضا مِنْ مَنْعِ الباخِلِينَ وَمَنْدُوحَةً عَمَّا فِي أَيْدِيالمُسْتَأْثِرِينَ، وَأَنَّكَ لاتَحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ إِلاّ أَنْ تَحْجُبَهُمُالاَعْمالُ دُونَكَ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَفْضَلَ زادِ الرَّاحِلِ إِلَيْكَعَزْمُ إِرادَةٍ يَخْتارُكَ بِها وَقَدْ ناجاكَ بِعَزْمِ الاِرادَةِ قَلْبِي،وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ دَعْوَةٍ دَعاكَ بِها راجٍ بَلَّغْتَهُ أَمَلَهُ أَوْ صارِخٍإِلَيْكَ أَغَثْتَ صَرْخَتَهُ أَوْ مَلْهُوفٍ مَكْرُوبٍ فَرَّجْتَ كَرْبَهُ أَوْمُذْنِبٍ خاطِيٍ غَفَرْتَ لَهُ أَوْ مُعافىً أَتْمَمْتَ نِعْمَتَكَ عَلَيْهِ أَوْفَقِيرٍ أَهْدَيتَ غِناكَ إِلَيْهِ وَلِتِلْكَ الدَّعْوَةِ عَلَيْكَ حَقُّوَعِنْدَكَ مَنْزِلَةٌ ؛ إِلاّ صَلَّيْتَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍوَقَضَيْتَ حَوائِجِي حَوائِجَ الدُّنْيا وَالآخرةِ وَهذا رَجَبٌ المُرَجَّبِالمُكَرَّمِ فَنَسْأَلُكَ بِهِ وَبِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِالاَجَلِّ الاَكْرَمِ الَّذِي خَلَقْتَهُ فَاسْتَقَرَّ فِي ظِلِّكَ فَلا يَخْرُجُمِنْكَ إِلى غَيْرِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِالطَّاهِرِينَ وَتَجْعَلَنا مِنَ العامِلِينَ فِيهِ بِطاعَتِكَ وَالامِلِينَ فِيهِبِشَفاعَتِكَ، اللّهُمَّ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ السَّبِيلِ وَاجْعَلْ مَقِيلَناعِنْدَكَ خَيْرَ مَقِيلٍ فِي ظِلٍّ ظَلِيلٍ فَإِنَّكَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الوَكِيلُ،وَالسَّلامُ عَلى عِبادِهِ المُصْطَفِينَ وَصَلَواتُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ،اللّهُمَّ وَبارِكْ لَنا فِي يَوْمِنا هذا الَّذِي فَضَّلْتَهُ وَبِكَرامَتِكَجَلَّلْتَهُ وَبِالمَنْزِلِ العَظِيمِ الاَعْلى أَنْزَلْتَهُ صَلِّ عَلى مَنْ فِيهِإِلى عِبادِكَ أَرْسَلْتَهُ وَبِالمَحَلِّ الكَريم أَحْلَلْتَهُ، اللّهُمَّ صَلِّعَلَيْهِ صَلاةً دائِمَةً تَكُونُ لَكَ شُكْراً وَلَنا ذُخْراً وَاجْعَلْ لنا مِنْأَمْرِنا يُسْراً وَاخْتِمْ لَنا بِالسَّعادَةِ إِلى مُنْتَهى آجالِنا وَقَدْقَبِلْتَ اليَسِيرَ مِنْ أَعْمالِنا وَبَلَّغْتَنا بِرّحْمّتِكَ أَفْضَلَ آمالِنا،إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِوَسَلَّمَ)).
أقول: هذا دعاء الإمام موسى بن جعفر (عليمها السلام)، وكان قددعا به يوم انطلقوا به نحو بغداد وهو اليوم السابع والعشرون من رجب. وهو دعاء مذخورمن أدعية رجب.
الثامن: قال في (الاقبال) قل: ((اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَبِالتجْلِ الأَعْظَمِ.... الدعاء. وقد مر هذا الدعاء على رواية الكفعمي في دعواتالليلة السابعة والعشرين..
وردة 19وردة 19وردة 19وردة 19
فاطمة الزهراء (عليها السلام) في معراج النبيّ
إنّ من الحقائق الثابتة في حياة النبيّ وسيرته هو معراجه الشريف من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى المبارك، ومن ثمّ عرج إلى ربّه قاب قوسين أو أدنى، وقد وردت قصّة المعراج في سورة الإسراء كما وردت في سورة النجم، ويقال: إنّ الغرض في سورة النجم هو تذكير الناس بالاُصول الثلاثة: وحدانية الله في ربوبيّته أي المبدأ، ثمّ المعاد، ثمّ النبوّة بينهما. فتبدأ السورة بالنبوّة فتصدّق الوحي إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) وتذكر بعض أوصافه المباركة في قصّة المعراج، ثمّ تتعرّض لوحدانية الله وتنفي الأوثان والشركاء، ثمّ تصف انتهاء الخلق والتدبير إليه تعالى من الإحياء والإماتة وغيرهما، وتختم الكلام بالإشارة إلى المعاد والأمر بالسجدة والعبادة، التي هي الطريق لسعادة الدارين، ومن فلسفة الحياة والخلقة.
ثمّ المقصود من الوحي في الآيات الاُولى كما في الروايات هو وحي المشافهة الذي أوحاه الله إلى نبيّه ليلة المعراج، وأصل القصّة في سورة الإسراء، إلاّ أنّه في سورة النجم يشار إلى بعض معالمها، فيقسم ويحلف سبحانه بالنجم إذا هوى ـ بمطلق الجرم السماوي عند سقوطه للغروب أو القرآن لنزوله نجوماً، أو الثريا أو الشعرى أو الشهاب الذي يرمى به شياطين الجنّ ـ.
{مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ}(1) النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) عن الطريق الموصل إلى الله ولا أخطأ في الغاية، فأصاب الواقع في رشده {وَمَا غَوَى}.
{وَمَا يَـنْطِقُ عَنِ الهَوَى} (2) هوى النفس ورأيها في مطلق نطقه أو ما ينطق به من القرآن الكريم.
{إنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} (3) من الله سبحانه بالمشافهة أو بواسطة جبرئيل (عليه السلام).
{عَلَّمَهُ شَدِيدُ القُوَى} (4) علّم النبيّ القرآن جبرئيل أو الله الذي هو شديد القوى.
{ذُو مِرَّة فَاسْتَوَى} (5) ذو شدّة أو حصافة العقل والرأي أو نوع من المرور من جبرئيل فاستوى على صورته الأصلية واستولى بقوّته على ما جعله له من الأمر، أو ذو مرّة أي النبيّ ذو شدّة في جنب الله فاستوى واستقام واستقرّ.
{وَهُوَ بِالاُ فُقِ الأعْلَى} (6) بالاُفق والناحية العليا من السماء، فهو جبرئيل أو النبيّ بالاُفق الأعلى حال استوائه.
{ثُمَّ دَنَا فَـتَدَلَّى} (7) أي قرب بل واقترب أكثر فأكثر، فقرب جبرئيل من
النبيّ ليعرج به إلى السماوات، أو قرب النبيّ من الله سبحانه وزاد في القرب كما هو الظاهر.
{فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أوْ أدْنَى} (1) قاب أي مقدار قوسين أو ذراعين كناية عن شدّة القرب، فكان البعد قدر قوسين أو ذراعين بل وأقرب من ذلك.
{فَأوْحَى إلَى عَـبْدِهِ مَا أوْحَى} (2) فأوحى جبرئيل إلى عبد الله ما أوحى أو أوحى الله بواسطة جبرئيل إلى عبده محمّد (صلى الله عليه وآله) ما أوحى، كما هو الظاهر.
{مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأى} (3) فما كذب فؤاد النبيّ فيما رأى وأراه الله، فشهد النبيّ بفؤاده ما أراده الله وكان صدقاً وحقّاً، فالرؤية هنا لله سبحانه رؤية قلبيّة ولغيره إدراكية قلبية أو حسّية، والفؤاد القلب أو النفس أو الوجود، فما كذب أو كذّب وجود النبيّ ونفسه وفؤاده ما رأى من آيات الله الكبرى، وما قال فؤاده ـ ما رآه ببصره ـ لم أعرفك وكذّبه، ففؤاده صدّق بصره فيما رأى، فما كان يقوله النبيّ ويخبر به الناس كان بما يشاهده عياناً لا عن فكر وتعقّل، فلا مجال لمجادلة المشركين ومماراتهم إيّاه فيما يشاهده عياناً.
{أفَـتُـمَارُونَهُ عَلَى مَا يَـرَى} (4) وهذا توبيخ للمشركين في مجادلتهم النبيّ، فإنّ المجادلة تتمّ في الآراء النظرية والاعتقادات الفكرية لا بما يشاهد بالعيان، فلا تصرّوا على مجادلته.
{وَلَـقَدْ رَآهُ نَزْلَةً اُخْرَى}(1) النزلة بمعنى النزول الواحد والمرّة، فرأى جبرئيل النبيّ في نزلة اُخرى أو رأى النبيّ جبرئيل في نزلة اُخرى، فبعد القوس الصعودي في معراجه رأى ما رأى كما سنذكر ثمّ رجع ونزل مرّة اُخرى فرأى جبرئيل بصورته الأصلية عند سدرة المنتهى، أو المعنى أنّ النبيّ رأى الله برؤية قلبية أثناء معراجه عند سدرة المنتهى كما رآه في النزلة الاُولى.
{عِنْدَ سِدْرَةِ المُـنْـتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ المَأوَى * إذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} (2) السدرة شجرة معروفة وهو اسم مكان ولعلّه منتهى السماوات فإنّ الجنّة المأوى عندها والجنّة في السماء، وفي الروايات أنّها شجرة فوق السماء السابعة إليها تنتهي أعمال بني آدم، عندها جنّة المأوى التي يأوي إليها المؤمنون وهي من جنان الآخرة، بعد جنّة اللقاء والأسماء التي هي جنّة الله سبحانه. إذ يغشى السدرة أي يحيط بالسدرة ما يحيط بها.
{مَا زَاغَ الـبَصَرُ وَمَا طَغَى} (3) فلم يمل عن الاستقامة ولم يتجاوز الحدّ في العمل فما زاغ بصر النبيّ أنّه يرى على غير ما هو عليه، وما طغى في إدراكه ما لا حقيقة له، والمراد بالإبصار رؤيته بقلبه لا بحاسّة بصره، فما رآه النبيّ في النزلة الاُولى الذي ما كذّب الفؤاد ما رأى وفي النزلة الاُخرى عند سدرة المنتهى رأى من آيات الله الكبرى التي تدلّ على الله سبحانه.
{لَـقَدْ رَأى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الكُـبْرَى} (4) فشاهد الله برؤية قلبية من خلال
بعض آياته الكبرى1).
أجل، النبيّ الأعظم محمّد (صلى الله عليه وآله) رأى ما رأى في ليلة معراجه ـ وما أكثر الروايات في هذا الباب بأنّه رأى الجنان والنيران وصلّى خلفه جميع الأنبياء ـ وجاز سرادقات الجمال والجلال والكبرياء فرأى وما كذّب الفؤاد ما رأى، ثمّ ثمرة هذا الفؤاد النبويّ المبارك هو فاطمة الزهراء (عليها السلام). فهي سيّدة النساء (عليها السلام) ; وهي سرّ الوجود وعصارته، فإنّ النبيّ الأعظم محمّد (صلى الله عليه وآله) شجرة الوجود كما قال: «أنا وعليّ من شجرة واحدة، وباقي الناس من شجر شتّى».
وقال (صلى الله عليه وآله): «فاطمة ثمرة فؤادي وقرّة عيني ومهجة قلبي».
ومن خصائص الثمرة أنّها:
1 ـ عصارة الشجرة وخلاصتها.
2 ـ قيمة الشجرة بثمرتها.
3 ـ جمال الشجرة بالثمرة.
4 ـ تعرف الشجرة بثمرتها كما يقال: هذه شجرة التفّاح.
5 ـ غاية وجود الشجرة هي الثمرة.
6 ـ لذّة الشجرة بالثمرة.
7 ـ حلاوة الشجرة بثمرتها.
8 ـ مقصود الفلاّح من الأشجار أثمارها.
وخصائص كثيرة اُخرى.
وإنّ فاطمة الزهراء لهي ثمرة فؤاد النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فيعلم ويعرف عظمة النبيّ
بثمرته، ولولاها ـ وهي حجّة الحجج ـ ولولا الحجّة، لما عرف النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله)، فيعرّف النبيّ للملائكة في حديث الكساء بالثمرة «هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها»، فهي غاية الرسول ومقصوده، فهي اُمّ أبيها، وهي لذّته وحلاوته وعصارته وخلاصته وجماله، كما هي جمال الله ومقصوده جلّ جلاله.
وقد رأى النبيّ في معراجه في القوسين الصعودي والنزولي ما رأى من آيات الله الكبرى، بل رأى الله سبحانه بقلبه، وما كذب الفؤاد ما رأى. ورؤية العلّة يستلزم رؤية كلّ المعلول، فرؤية الله لازمها رؤية الكون والإحاطة العلمية بما فيه، فالنبيّ أحاط بكلّ الممكنات وبعالم الإمكان، وفاطمة ثمرة فؤاده رأت الله سبحانه وأحاطت بما سواه، فإنّها ثمرة فؤاد النبيّ الذي رأى الله بقلبه، ورأى الآيات الكبرى في كلّ العوالم من الجبروت والملكوت والمثال والسماوات والأرض، كلّ ذلك رآه عند سدرة المنتهى في نزلة اُخرى فرأى العرش وما دونه، وتجاوز حجب النور والظلمات حتّى وصل إلى الحجاب الأكبر وهو مقام الإمامة.
فكان النبيّ هو الموج الأوّل في بحر الله سبحانه، كما كان اللمعة الاُولى من نوره الأتمّ، ثمّ اشتقّ من نور النبيّ (صلى الله عليه وآله) نور عليّ (عليه السلام)، ومن نورهما نور فاطمة، ثمّ الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، ثمّ شيعتهم من الأنبياء والأوصياء والمؤمنين، فكانوا أمواجاً، موجاً بعد موج، ولا يتحقّق هذا القرب إلاّ بالعبودية، فإنّها جوهرة كنهها الربوبية. فأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، وأنّ عترته الأطهار عباد الله المكرمون.
ونسألكن الدعاء
تحياتـــ
دموع 1