رد: قراءة تحليلية في أعمال شهر رجب.
من البرامج العبادية التي تضمنها شهر رجب هو التركيز على قراءة سورة التوحيد بأعداد كبيرة, أوصلتها الروايات إلى عشرة آلاف مرة خلال الشهر كله.
وجاء في بعض الروايات قراءتها ألف مرة, وفي بعضها مائة مرة.
قال شمس العلماء العارفين السيد ابن طاووس في كتاب الإقبال :
عن النبي صلى الله عليه و آله قال : من قرأ في عمرة عشرة آلاف مرة قل هو الله أحد بنية صادقة [صافية] في شهر رجب جاء يوم القيامة خارجا من ذنوبه كيوم ولدته أمه فيستقبله سبعون ملكا يبشرونه بالجنة.
وفي رواية أخرى عنه صلى الله عليه و آله :
" من قرأ قل هو الله أحد مائة مرة بورك له و على ولده و أهله و جيرانه, و من قرأها في رجب بنى الله تعالى له اثني عشر قصرا في الجنة مكللة بالدر و الياقوت, و كتب الله له ألف ألف حسنة ثم يقول : اذهبوا بعبدي فأروه ما أعددت له فيأتيه عشرة ألف [آلاف] قهرمان و هم الذين وكلوا بمساكنه في الجنة فيفتحون له ألف ألف قصر من در و ألف ألف قصر من ياقوت أحمر كلها مكللة بالدر و الياقوت و الحلي و الحلل ما يعجز عنه الواصفون و لا يحيط بها إلا الله تعالى, فإذا رآها دهش و قال : هذا لمن من الأنبياء؟ فيقال هذا : لك بقراءة قل هو الله أحد. "
أما فضل قراءة سورة التوحيد يوم الجمعة من رجب فقد ذكر زينة العلماء السيد ابن طاووس في الإقبال :
" رأيت في حديث بإسنادنا أن من قرأ في يوم الجمعة من رجب قل هو الله أحد مائة مرة كان له نورا يوم القيامة يسعى به إلى الجنة. " انتهى.
ينبغي للإنسان ألا يستغرب من عظمة هذا العطاء, فالمانح هو الله سبحانه وتعالى الذي لا بخل في ساحته, لأنه هو الذي يعطي العطاء العظيم على العمل اليسير.
لا يوجد تعارض بين هذه الروايات, ويستفاد منها أن أقل ما يأتني به الإنسان هو قراءة التوحيد مائة مرة, وكلما أكثر كان أفضل.
كذلك نجد أن لسورة الكافرون مكانة خاصة في أعمال شهر رجب, فهي موجودة في صلوات رجب, فهي تقرأ ثلاث مرات في كل ركعة من صلاة الستين ركعة في شهر رجب - ركعتان كل ليلة - وكذلك قراءتها خارج دائرة الصلوات كما ذكرقال العلاّمة المجلسي في زاد المعاد :
" روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انّه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)من قرأ في كلّ يوم من أيّام رجب وشعبان ورمضان وفي كلّ ليلة منها كلّاً من الحمد وآية الكرسي و(قُل يا أيّها الكافِرُونَ) و (قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ) و (قُلْ اَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَق) و (قُلْ اَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ) ثلاث مرّات، وقال: سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلهَ إلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ، وثلاثاً : اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وثلاثاً : اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤمِنينَ وَالْمُؤمِناتِ ... الخ "
إن هذا التأكيد على قراءة هاتين السورتين له أهمية, فقراءة سورة التوحيد ترسخ معاني التوحيد في النفس, وتعمق من درجة التوحيد لدى الإنسان, وهذا يعمق معنى الولاء.
أما قراءة سورة الكافرون فهو يعمق جانب التبري من الكفر و أهله, وهذا له دور في تحصين المعتقد من موجات الانحراف و الشيهات و التيارات الفاسدة التي يؤدي اتباعها إلى حدوث خلل بالعقيدة, فالمداومة على قراءة سورة الكافرون يحصن عقيدة الإنسان ضد هذه الانحرافات.
|