بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمل الطفل :
إن الأمل الوحيد للطفل ومبعث فرحه ونشاطه هو عطف الوالدين وحنانهم . ولا يوجد عامل يهدِّئ خاطر الطفل ويبعث فيه الاطمئنان والسكينة مثل عطف الوالدين ، كما لا يوجد عامل يبعث فيه القلق والاضطراب مثل فقدان جزء من حنان الوالدين أو جميعه .
(إن حسد الولد تجاه أخيه الصغير الذي ولد حديثاً لا غرابة فيه ؛ لأنه يحس بأن قسماً من العناية التي كانت مخصّصة له قد سُلبت منه ، والآن لا يستأثر باهتمام الوالدين ، بل إن الحب والحنان يجب أن يتوزّع عليه وعلى أخيه الأصغر) .
إن الآباء والأمهات الذين لا يراعون العدالة والمساواة في التظاهر بالحب والحنان بالنسبة إلى أطفالهم ، ويرجّحون واحداً منهم على الآخرين ، يحطمون شخصياتهم ويفهمونهم بصورة عملية أن أخاهم (فلان) هو الجدير بالاحترام والتوقير فقط . أما هم فلا توجد فيهم الكفاءة والجدارة لكل ذلك ، ومما لا شك فيه أن هذا السلوك غير العادل يتضمن نتائج غير مرغوب فيه .
من الآثار السيئة لهذا الاختلاف في معاملة الأطفال بالحب والحنان ، ظهور عقدة الحقارة في نفوسهم . إن الأطفال الذين يشاهدون أحد إخوتهم يعامل في الأسرة بحب وحنان يفوقان ما يعاملون به يتأملون كثيراً ويحسون بالحقارة والضعة في نفوسهم ، وأن تكرار هذا العمل يقوي الإحساس بالحقارة في ضمائرهم . ويضرب بجذوره في أرواحهم ، مما يؤدي إلى ظهور آثاره الوخيمة من خلال تصرفاتهم يوماً بعد يوم .
(تشمل عقدة الحقارة جميع مظاهر عدم الثقة بالنفس والإحساس بالفشل ، وعدم الجدارة ، وفقدان الإرادة . وهناك آلاف العوامل التي تتسبب في ظهوره . قد يصاب الطفل بهذه العقدة فلا تتركه إلى دور البلوغ فقط ، بل تلازمه إلى نهاية عمره . وعندما يكبر هذا الطفل يتخذ سلوكاً انزوائياً ، أو يحس على الأقل بالغربة والبعد تجاه قرنائه) .
(إن الذي ينزوي عن أقاربه وأقرانه يعبّر عن العذاب الذي يعيشه من حس الحقارة التي درج عليها منذ الصغر ، ولهذا فإن كل خاطرة أو حادثة تضعف عزة النفس والغرور الذاتي عند الشخص تعتبر ـ حسب الأسس النفسية ـ عاملا لاتساع عقدة الحقارة ، عاملاً لجعله في عداد الأفراد القلقين وضعاف النفوس في المجتمع)
الطفل بين الوراثة والتربية الجزء الثاني:الشيخ محمد تقي فلسفي
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
منقوووووول