حِينَ يُرِيدُ الإنسَان أن يسمُو بالرُوح ويُخلِّصُهَا من قيُودِهَا ويجعَلُهَا رقيقَة تنطَلِقُ نحوَ البَعِيد , وتُعانِقُ الطُهر , وتكُون أكثَر شفَافِيَّة وأكثَر عزِيمَة على كبحِ جِمَاحِ النَفسِ وتَرْوِيضِهَا , وجِهَادِهَا , بل والترّفُعِ عن كُلّ فُتَات اللَّذات , فعليه بالتوجه نحو الحُسين , والقراءة عنهِ وفيه , واقتِفَاءِ أثَرِه بدِقَّة !
إنّ العِشْق الحُسَينِي الّذِي ارتضعنَاه صِغَارَاً , هُوَ اللّذَةُ النَادِرَة , وهُوَ الحَالَة العَجِيبَة , والشُعُور المُتفرِّد , الّذِي يربَطُ الإنسَانَ بِالسَّمَاء , ويَحْمِلُهُ على سُحُبِ السَعَادَة , ويجْعَلَهُ فِي وِفَاقٍ دائِمٍ مَعَ نفسِه , مُطِيعٌ لِعَقْلِهِ , وحافِظٌ لدِينِه ,!
إنَّهُ العِشْقُ الّذِي لا يُشبِهُهُ عِشْقٌ , ومِنَ الحُسَيْنِ تعلَّمْنَا معنَىَ الحُبَّ والعشق !
مِنَ الحُسَيْن تعلَّمْنَا كَيْفَ نَجْعَلُ لِكُلّ لحْظَةٍ في هذا الوجُودِ معنَىَ , وكَيْفَ يكُونُ رِضَىَ الرَبّ هُوَ غايَةُ العبد !
ومِن عِشْقِ الحُسَيْنِ لله , تعلَّمْنَا معْنَىَ وكَيْفِيَّة العِشْق , وكَيْفِيَّة التَضْحِيَة مِن أجلِ لِقَاءِ المعشُوق , إنّ عِشْق الحُسين لهُوَ الطُهرُ بِعِيْنَه وهُوَ الطريقُ نحوَ الكمَال , فالإنسَان حينَمَا يعشَقُ انساناً يكُونُ قريباً مِنه حدَّ تطبُّعِهِ بِطِبَاعِه .. والحُسينُ هُوَ الكمَال بِأبِي وأمِّي
السلامُ عليكَ يا أبا عبد الله الحسين ..
نسألكم الدعاء