بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد و عجِّل فرجهم و عجِّل فرجنا بهم يآ كريم
السلآم عليكم و رحمة من المولى و بركاته
نواصل ما ابتدئناه من حديثنا حول القواعد الأساسية لحفظ القرآن الكريم
وهي القواعد التي علينا الإلتزام بها وعدم التخلي عنها ..
وقد استعرضنا القاعدة الأولى وهي الإخلاص
أما القاعدة الثانية و هي ما سنتحدث عنه اليوم
فهي " العزيمة الصادقة "
مهمة حفظ القرآن الكريم مهمة جليلة و كبيرة , ولن يقوى عليها إلا أولوا العزم .. وأولوا العزم يتصفون بصفة هامة واضحة, وهي : صدق العزم ; لذلك سُمُّوا بـِ " أولوا العزم" .. بمعنى أن تكوني حريصة على تنفيذ ما نويته والإسراع فيه بقدر المستطاع , فالكثير يرغبون في حفظ القرآن الكريم ولكن الرغبة وحدها لا تكفي .. فلا بد أن تُتَّبع هذه الرغبة بإرادة قوية لتنفيذ العمل ..
قال تعالى : ((وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَاسَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا )) سورة الإسراء المباركة " 19 .
فالكثير من الناس يرغب في الآخرة , لكن من الصادق منهم ؟! .. الصادق هو من أراد ذلك فعلاً , ثم تحولت إرادته إلى عزم أكيد , ثم تحول العزم إلى عمل حقيقي ملموس , وذلك كما قال الله عز و جل : ((وَسَعَى لَهَاسَعْيَهَا )) ويظل المؤمن مواظباً على هذا العمل حتى يصبح " عادة " عنده , فلا يمر يوم من حياته إلا وقد تعود أن " يراجع " القرآن الكريم و " يحفظ" القرآن الكريم و " يثبت" ما حفظه قبل ذلك ; أي أن يصبح القرآن الكريم كل حياتنا , وليس جزءاً منها فقط !!
اللهم اجعلنا ممن يتلون القرآن آناء الليل و أطراف النهار
اللهم اجعلنا ممن يتسابقون و يتنافسون على حفظ كتابك الكريم
اللهم وفقنا للعمل به و ثبته في قلوبنا .. إنك سميعُ مجيب
وصلِّ اللهم على محمد و آله الطاهرين