01-12-2010, 03:52 PM
|
#22
|
~¤ مشرفة سابقة ¤~
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: سيهآآت
العمر: 31
المشاركات: 267
معدل تقييم المستوى: 31
|
رد: ألم ذلك الحسين ,, رواية رآئعة لـ كمال السيد
8
مادت الكوفة بأهلها ، واهتزّت الأرض تحت الأقدام .
كتائب جنود مذعورين تتحرك في كل اتجاه ..
عيون زائغة لأشباه رجال تحمل أسلحة القتل .. تنطلق إلى خارج المدينة .
((زجر بن قيس)) يقود خمسائة فارس .. يتّجه صوب جسر ((الصراة)) .
وخرج ((الشمر)) في أربعة آلاف مقاتل ، و((الحصين بن نمير)) في أربعة آلاف
، و((شبث بن ربعي)) في ألف ، و((حجّار بن أبجر)) في ألف ..
وتتابعت الكتائب تلو الكتائب .. جنود يشبهون في ذلّتهم الأسرى ..
قلوبهم مع الحسين وسيوفهم تستهدف قلبه .
حيّات وأفاعٍ تتلوّى .. تزحف باتجاه ((الفرات)) . وبدا النهر أفعى خرافية تتمدد وسط الرمال ... .
وفي الكوفة ، مطرت السماء ذهباً يخطف الأبصار ويسلب الألباب ، واجتمع
زعماء ((القبائل)) تحت المطر ، فلم يبرحوا حتى طمّت رؤوسهم بالذهب ،
والأرقط ينثر الأموال ويوّفر العطاء .. يلقي حباله وعصيّه ، فإذا هي حيّات وعقارب تسعى .
وافتتنت ((المومس)) بابن زياد ، فنسيت ذكر الحسين . قالت بخلاعة :
-مالي والدخول بين السلاطين ..
قهقه ((الأرقط)) .
دوّت ضحكة شيطانية في أرجاء القصر ..
جيوشه تحاصر القافلة .. تمنعها من العودة .
-وقعت في قبضتي يا حسين .. ها أنا أرتقي قمّة المجد .. سيدخل بوابة قصري
قائلاً : حطّة . أنا ابن زياد ابن .. أبي سفيان .. صخر بن حرب .
افتر الرجل الأبرص ، فظهرت أنياب حادّة .
-لا تقبل من الحسين إلا النزول على حكمك . إنه الآن في أرضك ، فضيّق عليه الخناق.
ما لهذا الأبرص ؟! .. صوته كفحيح الأفعى . الخنزير يريد للنخل أن يركع ..
والنخل باسق يعشق الفضاء ، وإلا مات واقفاً .
الأرقط يجيد ((الشطرنج)) . ينقل جنده وقلاعه .. يحرّك فيلة وخنازير وبيادق
تحلم بحكم ((الري وجرجان)) .
الأرقط يعرف ((أصول اللعبة)) من يمينه تتدلى مشانق وحبال ، ومن شماله
يسيل ذهب أصفر يأخذ بالألباب . والبيادق الفئران تفرّ مذعورة .. تحمل
سيوفاً خشبية .. وتمتلئ جيوبها فضة أو ذهباً ... .
والأرقط الذي تلبّس وجهه جلد الأفعى يتمدّد في ((النخيلة)) ، يراقب بيادقه
بحذر وترقب . هناك رجل سيدمّر لعبته .. سيلقف سيفه كلّ حباله وعصيّه ..
وجيوشه الوهمية .
صرخ الأرقط بالرجل الأبرص .
-اكتب ((لابن سعد)) : أما بعد ، إني لم أبعثك إلى الحسين لتكفّ عنه ولا
لتمنّيه السلامة . انظر ، فإن نزل الحسين وأصحابه على حكمي فابعث بهم إليّ
، وإن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم وتمثّل بهم .
كخنزير راح الشمر يجري صوب أحلامه المريضة .. تفوح منه رائحة الموت ،
وآلاف الضحايا ترقد في عينه المنطفئة .. ومنعطفيه تنبعث حرائق ودخان ،
وروائح أجساد محترقة .
سلّم الكتاب إلى ((قائد الجيش)) ، وراح ينظر إليه خلسة بعين نصف مغمضة .
أما عينه الأخرى فقد بدت هوّة سحيقة تعشعش فيها العناكب .
أدرك الرجل الذي ناهز السبعين أن الأبرص قد جاء يسرق منه أحلاماً قديمة ..
جميلة تحكي جمال مدن ((الري)) و ((جرجان)) .
-قبّحك الله وقبّح ما جئت به . والله لا يستسلم الحسين . إنَّ نفس أبيه بين جنبيه .
-فخلّ بيني وبين العسكر .
-بل أنا الذي أتولّى ذلك .
-عقربان يتنافسان في الصحراء .. ينعب في صدريهما بوم وغراب ..
يتنافسان على الفوز في سباق من الخسران المبين .
،
يتبع ~>
__________________
عظم الله لكم الأجر
لكم وحشة فاطميات ..
|
|
|