06-10-2010, 10:47 PM
|
#9
|
~¤ مراقبة سابقة ¤~
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
|
رد: مامعنى الشرك بالله
التوحيد عند الشيعة * التوحيد عند الإمام علي عليه السلام : يمثل طرح الإمام علي عليه السلام حول قضية التوحيد الأصل الذي تعتمد عليه الشيعة في تحديد رؤيتها تجاه هذه القضية . . وطرح الإمام دقيق في مدلولاته مطابق في كل جوانبه القرآن والأحاديث
المروية عن طريق آل البيت عليهم السلام . . ويعد الإمام علي أول من خاض في المعارف الإلهية من أمة محمد وأول من أوضح معالمها والمتأمل في نهج البلاغة يكتشف أن هذا الكتاب يحوي طرحا فلسفيا بالنسبة للإلهيات لا يفوقه أي طرح آخر
. . وقد أخذت منه المدارس الفلسفية الإسلامية وارتوت من معينه وأسست عليه تصوراتها وأطروحتها . . ولا يزال أصحاب العقول يقفون في انبهار أمام هذا الكتاب ولسان حالهم يقول : إن مثل هذا الكتاب لا يمكن أن يكون منسوبا إلا للإمام علي . .
وإن ما يحويه هذا الكتاب بين دفتيه لا يمكن أن يكون إلا نتاج مدرسة النبوة . . والإمام في طرحه أعطى مساحة للعقل وألزمه بالنص في آن واحد وهذا من وجوه الإعجاز البلاغي في طرحه . . فعندما يتحدث الإمام عن استحالة رؤية الله عقلا يقول : وامتنع على عين البصير ثم يقول ولا تحيط به الأبصار . . ولا تراه النواظر ( 1 ) .
وكلامه هذا يطابق العقل كما يطابق النص الواضح من قوله تعالى : ( لا تدركه الأبصار ) وقوله ( لن تراني ) .
وكل ما خلق الله للانسان من أدوات إنما تؤكد الاستحالة العقلية ، فإن هذه الأدوات المادية وهي الحواس لا تدرك إلا المادة من جنسها . . والإمام بقوله هذا قد أرسى قاعدة عدم الرؤية إلا أن هذا لا يعني إطلاقا عدم وجوده سبحانه : فهو المعروف من غير رؤية وأحق وأبين مما ترى العيون . . ( 1 ) .
ويؤكد الإمام وحدانية الله وتفرده سبحانه ، في وصيته للإمام الحسن عليه السلام بقوله : واعلم يا بني أنه لو كان لربك شريك لأتتك رسله ولرأيت آثار ملكه وسلطانه ولعرفت أفعاله وصفاته ولكنه إله واحد كما وصف نفسه لا يضاده في ملكه أحد ولا يزول أبدا ولم يزل . . ( 2 ) .
وبأدق الألفاظ وأكمل العبارات وأوجز الكلمات يطرح الإمام قضية توحيد صفات الله بقوله : فمن وصفه فقد حده ومن حده فقد عده . . فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه . . فلسنا نعلم من كنه عظمتك إلا أنا نعلم أنك حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم . . لم ينته إليك نظر ولم يدركك بصر . . ( 3 ) .
وقد سئل الإمام : هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين . . ؟ فقال : أفأعبد ما لا أرى . . ؟ فقال السائل : وكيف تراه . . ؟ قال : لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان . . قريب من الأشياء غير ملامس ، بعيد منها غير مباين
، متكلم بلا روية مريد لا بهمة . صانع لا بجارحة . لطيف لا يوصف بالخفاء كبير لا يوصف بالجفاء بصير لا يوصف بالحاسة . رحيم لا يوصف بالرقة تعنو الوجوه لعظمته ، وتجب القلوب من مخافته . . ( 4 ) .
عقائد السنة وعقائد الشيعة - صالح الورداني ص 64 : إن الإمام يؤكد الصفات الثبوتية لله سبحانه وتعالى مثل الإرادة والبصر ويؤكد تباينه تعالى عن الأشياء وعدم تشبيهه بالمخلوقات وصفة الإرادة والبصر من الصفات الذاتية لله والتي هي عين ذاته ولا يجوز فصلها عنه سبحانه ، فهي أساس
كمال الذات ونفيها يعني نفص الذات أما اللطف والصنع والرحمة فهي من صفات الأفعال الحادثة على ذاته مثل الرزق . . ولا يجوز القول بأنها عين الذات لأن ذلك يستلزم حدوث الذات . .
وقول الإمام هذا إنما يلخص عقيدة الشيعة في الأسماء والصفات والتي تقول بأن صفات الله هي عين ذاته وتعتبر صفات الذات أصلا وصفات الأفعال فرعا مشتقا من هذا الأصل فالصنع والرزق فرع مشتق من الأصل وهو القدرة . . والسمع والبصر فرع مشتق من الأصل وهو العلم . .
وقول الإمام : قريب من الأشياء غير ملامس بعيد عنها غير مباين . صانع لا بجارحة لطيف لا يوصف . . بصير لا يوصف . . رحيم لا يوصف . . إنما يؤكد عقيدة الشيعة التي ترفض التشبيه والتجسيموالتي دفعتها إلى رفض الأحاديث المنسوبة للرسول صلى الله عليه وآله والتي تشير في ظاهرها إلى التشبيه والتجسيم مثل حديث نزول الله وحديث رؤية الله وحديث ضحك الله وفرحه ووضع قدمه في النار وغيرها . .
ثم يقول الإمام عليه السلام : كل شئ خاشع له . كل شئ قائم به . غنى كل فقير وعز كل ذليل وقوة كل ضعيف ومفزع كل ملهوف . من تكلم سمع نطقه ومن سكت علم سره ومن عاش فعليه رزقه ومن مات فإليه منقلبه ، لم ترك العيون فتخبر عنك
بل كنت قبل الواصفين من خلقك . لم تخلق الخلق لوحشة ولا استعملتهم لمنفعة ولا يسبقك من طلبت ولا يفلتك من أخرت
ولا ينقص سلطانك من عصاك ولا يزيد في ملكك من أطاعك . ولا يرد أمرك من سخط قضاءك ولا يستغني عنك من تولى
عن أمرك . كل سر عنك علانية . وكل غيب عندك شهادة . أنت الأبد فلا أمد لك وأنت المنتهى فلا محيص عنك وأنت الموعد فلا منجى منك إلا إليك . بيدك ناصية كل دابة وإليك مصير كل نسمة سبحانك ما أعظم شأنك سبحانك ما أعظم ما نرى من خلقك وما أصغر عظيمة
|
|
|