رد: قصص تربويه من حياة الامام علي عليه السلام
-في تواضعه عليه السلام
------------------
يقول الإمام الصادق (ع) :«كان أمير المؤمنين (ع) يحطب و يستسقي و يكنس،و كانت فاطمة تطحن و تعجن و تخبز»
و كان الإمام (ع) يشتري حاجته و حاجة اسرته الكريمة من السوق بنفسه،و يحملها بيده،و هو أمير المؤمنين،الذي يحظى باحتلال أرفع مركز في حياة المسلمين،و لقدكان الناس يسرعون إليه لحمل أشيائه حين يرون ذلك منه،و لكنه يأبى عليهم و يقول:«رب العيال أحق بحمله»
------------------
و كان (ع) يسير في الأسواق وحده،لا يصحبه حشم و لا خدم،و لا جند،فيرشد الضال،و يعين الضعيف،و يمر بالبقالين و التجار و يأمرهم بالتواضع و حسن المعاملة و يتلو عليهم قوله تعالى: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين)
و من عظيم تواضعه (ع) أنه خرج يوما على أصحابه،و هو راكب،فمشوا خلفه،فالتفت إليهم فقال :
« (ألكم حاجة؟) قالوا:لا،يا أمير المؤمنين!و لكنا نحب أن نمشي معك،فقال لهم: (إنصرفوا فإن مشي الماشي مع الراكب مفسدة للراكب و مذلة للماشي) »
و قد استقبله زعماء الأنبار و ترجلوا و أسندوا بين يديه فقال (ع) :
« (ما هذا الذي صنعتموه؟) قالوا:خلق منا نعظم به امراءنا.فقال (ع) : (و الله ما ينتفع بهذا امراؤكم،و إنكم لتشقون به على أنفسكم،و تشقون به في آخرتكم،و ما أخسر المشقة وراءها العقاب،و ما أربح الراحة معها الأمان من النار) » .
-----------------
و كان الإمام (ع) قريبا سهلا هينا يلقى أبعد الناس و أقربهم بلا تصنع و لا تكلف،و لم يحط نفسه بالألقاب و لا زخرفة الملك،بل كان يتعامل مع الامة كفرد منها،يعايش مشاكل الضعفاء،و يحب المساكين،و يتودد للفقراء،و يعظم أهل التقوى من الناس.
و لقد كان من شواهد رفقه بالامة و تواضعه في المعاملة و سهولته،و مرونته:مقابلته لمن يلقاه بطلاقة المحيا و الإبتسامة الحلوة و بشر الوجه،و إلغاء منه للحواجز و الرسميات بين القيادة و الامة،و إنهاء لدور الزخرفة و الألقاب التي يحيط بها الامراء و القادة أنفسهم عبر تعاملهم مع الناس.
و لاشتهاره بتلك الروح الاجتماعية السمحة بين عامة الناس،حاول أعداؤه أن يشوهوا تلك الميزة في الإمام (ع) و يحولوها إلى عيب ينبزونه فيه،إمعانا منهم في تشويه واقع خطه و سياسته و جميل صفاته الشخصية و الاجتماعية.
فعمرو بن العاص يحدث أهل الشام عن علي (ع) فيقول:أنه ذو دعابة شديدة،محاولا بذلك الانتقاص من شأن الإمام (ع) ،و الإمعان في تغطية فضائله،و العملعلى كل ما من شأنه تضليل الناس هناك لكي يحال بينهم و بين التطلع لواقع الإمام (ع) و حقيقته.
حتى أن الإمام (ع) حين بلغه افتراء ابن العاص قال:
«عجبا لابن النابغة!يزعم لأهل الشام أن في دعابة و إني امرؤ تلعابة» .
-----------------
ذات يوم التقى الامام علي عليه السلام مع نصرانيا ولم يكن يعرف هوية امير المؤمنين عليه السلام فتجاذبا اطراف الحديث وهما في الطريق حتى وصلا مفترق طريقين احدهما يؤدي الى الكوفه والاخر الى احدى القرى القريبه فسلك النصراني طريق القريه حيث منزله هناك وكان على الامام علي عليه السلام ان يسلك طريق الكوفه ولكنه سلك الطريق الى القريه فتعجب النصراني وقال الست تريد العوده الى الكوفه ؟فقال الامام نعم ولكني احببت ان اشيعك قليلا وفاءً لصحبة الطريق ان لرفقة الطريق حقوقا وانا احب ان اؤدي حقك تاثر النصراني وقال في نفسه ياله من دين عظيم يعلم الانسان الخلق الكريم واندفع النصراني يعلن اسلامه وانتماءه الى امة الاسلام وكم كانت دهشته كبيره عندما اكتشف ان رفيقه في الطريق هو امير المؤمنين بنفسه حاكم الدوله الاسلاميه
-------------------------
كما أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله أمره الله تعالى بالتواضع للمؤمنين: وآخفِضْ جَناحَك لِمَنِ آتّبَعَك مِنَ المؤمنين (57).
كان أمير المؤمنين عليه السّلام كأخيه رسول الله صلّى الله عليه وآله مقتدياً بسيرته، إذ كان متواضعاً للمؤمنين في كلّ حالاته في قدرته وضعفه الظاهريَّين، وفي عزلته وحكومته، وفي حربه وسلمه...
قال ابن أبي الحديد المعتزلي: عن صالح بيّاع الأكسية، إنّ جدّته لقيت عليّاً عليه السّلام بالكوفة ومعه تمرٌ يحمله، فسلّمت عليه، وقالت له: أعطني ـ يا أمير المؤمنين ـ هذا التمر أحمله عنك إلى بيتك ؟
فقال عليه السّلام: « أبو العيال أحقُّ بحمله ».
قالت: ثم قال لي: « ألا تأكلين منه ؟ ».
فقلت: لا أُريد.
قالت: فانطلق به إلى منزله، ثم رجع مرتدياً بتلك الشملة وفيها قشور التمر، فصلى بالناس فيها الجمعة
----------------------------------------------------------------------------------------------------------
عطف الامام بالايتام
----------------------
ذات ليلة جاء علي عليه السلام بالطعام إلى أسرة فقدت معيلها وفيها أيتام، فوجد بين الأيتام طفلاً لا يهدأ، فسأله الإمام عليه السلام عن سبب ذلك.
فقال الطفل:
إن الأطفال يقولون لي أن لا أب لك.
فقال له الإمام عليه السلام:
قل لهم إن علياً هو أبي.
فلم يهدأ الطفل، وقال:
إن أطفال جيراننا لهم حصان خشبي وأنا ليس عندي مثله.
فجاءه الإمام عليه السلام به ليفرح ويلعب به.
ولكن الطفل لم يهدأ وبدأ يتذرع بالذرائع الواحدة تلو الأخرى، وقال للإمام عليه السلام:
أريد حصاناً أركبه ويسير بي!
وفي ذلك الليل انحنى أمير المؤمنين وخليفة الرسول صلى الله عليه وآله على المسلمين ليركب الولد على ظهره وقال:
ها أنا قد صرت حصاناً لك.
فاستمر الإمام عليه السلام بإركاب الطفل على ظهره والسير به حتى استحوذ التعب على الطفل وغفا فوق ظهر الإمام عليه السلام فوضعه في سريره وغادر الدار.
--------------------------
لقد رأى الإمام علي (عليه السلام) امرأة في بعض الطرقات تحمل قربة من الماء ، فتقدم لمساعدتها وأخذ القربة وأوصلها ال حيث تريد. وفي الطريق سألها عن حالها. فقالت : إن علياً أرسل زوجي إلى إحدى النواحي فقتل. وقد خلف لي عدة أطفال لا أقدر على إعالتهم ، فاضطررت للخدمة في بعض البيوت. فرجع علي (عليه السلام) وأمضى تلك الليلة من منتهى الإنكسار والإضطراب. وعند الصباح حمل جراباً مملوء بالطعام واتجه إلى دار المرأة. في الطريق كان بعض الأشخاص يطلبون منه أن يحملوا الجراب عنه فيقول لهم : من يحمل عني أوزاري يوم القيامة ؟ وصل الى الدار وطرق الباب. فقالت المرأة : من الطارق
قال الرجل الذي أعانك على حمل القربة البارحة. لقد جئت ببعض الطعام لأطفالك.
فتحت الباب وقالت : رضي الله عنك ، وحكم بيني وبين علي بن ابي طالب.
فقال لها : أتخبزين أم تُسكتين الأطفال فأخبز ؟
قالت : أنا أقدر على الخبز ، فقم أنت باسكات الأطفال.
فأخذت تعجن الدقيق ، وأخذ علي (عليه السلام) يخلط اللحم بالتمر ويطعم الأطفال منه ، وكلما ألقم طفلاً لقمة قال له بمنتهى اللين والرفق : يا بنيّ ، اجعل علي بن أبي طالب في حِلّ.
استوى العجين ، فأوقد علي ( ع ) التنور. وفي الأثناء دخلت امرأة تعرفه ، وما أن رأته حتى صاحت بوجه صاحبة الدار : ويحك ! هذا أمير المؤمنين.
فبادرت المرأة وهي تقول : واحيائي منك يا أمير المؤمنين !
فقال : بل واحيائي منك يا أمة الله في ما قصرت في أمرك
---------------------------
و من أدبه الكامل تسليمه على النساء من قومه،و مشيه مع المرأة لقضاء شأن من شؤونها،حتى و إن جلب له الأمر مشقة،فعن الإمام الباقر (ع) قال:
«رجع الإمام علي (ع) إلى داره في وقت القيظ،فإذا امرأة قائمة تقول:إن زوجي ظلمني،و أخافني،و تعدى علي.فقال الإمام: (يا أمة الله!اصبري حتى يبرد النهارثم أذهب معك إن شاء الله) ،فقالت:يشتد غضبه علي.فطأطأ الإمام (ع) رأسه ثم رفعه و هو يقول: (لا و الله أو يؤخذ للمظلوم حقه غير متعتع!أين منزلك؟) ،و وقف الإمام (ع) على باب المنزل فقال: (السلام عليكم) ،فخرج الشاب.فقال له الإمام (ع) : (يا عبد الله،إتق الله،فإنك قد أخفتها و أخرجتها !) فقال الفتى:و ما أنت و ذاك؟واخذ يتوعد بتعذيبها فقال أمير المؤمنين: (آمرك بالمعروف،و أنهاك عن المنكر،تستقبلني بالمنكر و تنكر المعروف؟) فأقبل الناس من الطرق يلقون التحية على الإمام (ع) و يقولون :سلام عليكم يا أمير المؤمنين!فسقط في يديه،فقال:يا أمير المؤمنين!أقلني عثرتي،فو الله لأكونن لها أرضا تطأني.فالتفت الإمام إلى المرأة قائلا: (يا أمة الله!ادخلي منزلك و لا تلجئي زوجك إلى مثل هذا و شبهه) »
-------
يتبع ...
__________________
رُويَّ عن ابا عبد الله (ع): " ليس شيء إلاّ وله حد " قيل: فما حد التوكل؟ قال: " اليقين "، قيل: فما حد اليقين؟ قال: " إلاّ تخاف مع الله شيئاً ". وعنه (ع): " من صحة يقين المرء المسلم ألا يرضي الناس بسخط الله ولا يلومهم على ما لم يؤته الله فان الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا ترده كراهية كاره، ولو أن أحدكم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت ".
نسالكمـ الدعـــــــــــاء ...
|