بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة :
من معتقدات الشيعة الامامية في المعصومين - عليهمـ السلامــ - أنهم لم ينتقلوا إلا من صلب طاهر إلى رحم مطهر ، وذلك من أبينا آدم - عليهـ السلامـ -
وأمنا حواء - عليها السلامـ - حتى قدموا الى هذه الدنيا .
فلا يمكن أن يودع المعصوم - والعياذ بالله - في صلب غير طاهر أو ليس بموحد ، أو أنه يبقى في رحم غير مطهر . .
فمن المؤسف أن البعض من الناس يقول:
ان السيدة آمنة بنت وهب - عليها السلامـ - والدة النبي لم تكن مؤمنة ، ويزعمون انها ماتت على ذلك ،
ولولا أن الرسول - صل الله عليه وآله - استشفع لها واستوهبها من الله فوهبها له ، لكانت من المخلدين في النار . . !
.......
السيدة آمنة بنت وهب - عليها السلامـ - :
هي السيدة آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب ، والدة - النبي صل الله عليه وآله - ، يجتمع نسبها مع عبد الله
والد النبي - صل الله عليه وآله - في كلاب . .
اُمها : برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب . .
فكانت آمنة - عليها السلامـ - من بنات أعمام عبد الله - عليهـ السلامـ -
فهي قريشية كلابية من الأبوين.
وقد تزوجها عبد الله وهو ابن الثلاثين سنة أو خمس وعشرين سنة . .
وهب يخطب عبد الله لابنته :
إنّ اليهود لما عرفوا أه سيخرج رسول الله - صل الله عليه وآله - من صلب عبد الله - عليهـ السلامـ - هموا بقتله ،
فرآهم وهب بن عبد المناف في المعركة ، فأتى الحرم المكي وأخبر بني هاشم فهبوا مسرعين لإنقاذ عبد الله .
ولما رآهم اليهود أيقنوا بالهلاك وتظاهروا أنهم لم يقصدوا أذيته إلا أنه لم يقبل منهم ، وطاردهم مع بني هاشم وقتلوا منهم قسما والبقية اخذوهم
إلى مكة اُسارى .
وفي نفس الليلة أقبل وهب على زوجته برة وقال لها:
لقد رأيت اليوم عجبا من عبد الله ما رأيته من أحد ، رأيته وهو يكر على اليهود كالليث وكلما رماهم بنبلة قتل منهم انسانا، وهو أجمل الناس وجها ،
فامضي إلى والده واخطبيه لآمنه واعرضيها عليه ، فعسى أن يقبلها ، فإن قبلها سعدنا سعادة عظيمة.
فقالت له:
يا وهب ان رؤساء مكة وأشراف العرب قد رغبوا فيه فأبى عن ذلك ، فكيف يتزوج من ابنتنا وهي قليلة المال . . ؟
فقال لها:
إن لي علهم فضلاً حيث انني اخبرتهم بأمر عبد الله مع اليهود .
ثم ان مرة ذهبت إلى بينت عبد المطلب - عليهـ السلامـ - فرحب بها كثيرا وقال لها :
لقد كان لزوجك اليوم علينا فضل لا نقدر ان نكافيه ابدا ولد أياد بالغة بذلك وسنجازيه بما فعل ان شاء الله تعالى
فاذهبي إليه وأبلغيه عنا التحية والاكرام وقولي له: ان كانت له الينا حاجة تقضى ان شاء الله مهما كانت.
فاسترت برة وقالت:
قد علمنا ان ملوك الشام والعراق وغيرهم رغبوا في ولدكم يطلبون أنواركم المضيئة ونحن ايضا طمعنا في ولدكم عبد الله
وقد رجا وهب ان يكون عبد الله زوجا لإبنتنا وقد جئناكم طامعين ونسألكم ان تقبلونا فإن كان مالها قليلا فعلينا ما نجمله به وهي هدية منا لابنك
عبد الله .
فلما سمع عبد المطلب كلامها نظر الى عبد الله وكان قبل ذلك اذا عرض عليه التزويج من بنات الملوك يظهر في وجهه الامتناع وقال له :
ما تقول يا بني فيم سمعت ؟ فو الله ما في بنات أهل مكة مثلها ،فهي المحتشمة في نفسها الطاهرة المطهرة .
فسكت عبد الله ولم يجب .
فعلم عبد المطلب أنه قد مال إليها فقال:
قد قبلنا دعوتكم ورضينا بابنتكم .
وحينذاك قالت فاطمة زوجة عبد المطلب :
أنا امضي معك اليها لأنظر إلى آمنة ، فإن كانت تصلح لولدي رضينا بها .
فرجعت برة مسرورة بما سمعت ، وقد سمعت هاتفا في الطريق يقول :
بخ بخ لكم ، قد قرب خروج المصطفى - صل الله عليه وآله -
فدخلت على زوجها ، فقال: وما وراءك؟
فأخبرته الخبر وقالت له : اعلم ان عبد المطلب قد رضي بابنتك الا ان والدته تريد ان تنظر الى ابنتك آمنه فإن رضيت بها وإلا لم يكن شيئا ، وإني أخاف
أن لا ترضى بها.
فقال لها وهب: اخرجي الى ابنتك وزينيها فعسى ان ترغب فاطمة فيها ؟!
فعمدت برة إلى بنتها وألبستها أفخر ما عندها من الثياب وقالت لها:
يا بنية اذا اتتك فاطمة فتأدبي معها بأحسن الأدب .
وبينما هي على ذلك اذ اقبلت فاطمة وخرج وهب من المنزل واذا بعبد المطلب فادخلوا فاطمة ، فقامت السيدة آمنه
اجلالا وتعظيما ورحبت لها احسن الترحيب.
فنظرت اليها فاطمة فاعجبت بها جدا وقالت لوالدتها :
يا برة ما عهدت ان آمنه على هذه الصورة ؟ علما أنني كنت قد رأيتها قبل ذلك مرارا وكرارا .
فقالت برة :
يا فاطمة كل ذلك ببركتكم علينا .
فقامت فاطمة وواتت عبد المطلب وعبد الله - عليهم السلام - وقالت:
ياولدي ما في بنات العرب مثلها ابدا ولقد ارتضيتها ، وان الله تعالى لا يودع هذا النور الا في مثل هذه .
..................
وفاتها :
لما كبر النبي - صل الله عليه وآله - ردته مرضعته حليمة السعدية الى امه فافتطمته واخذته إلى اخواله من بني عدي بن النجار بالمدينة ، ثم رجعت به
حتى بلغا <<الابواء>> فماتت بها - سلامـ الله عليها - فيتم النبي - صل الله عليه وآله - وكان عمرة آنذاك 6 سنين . .
فرجعت به أم ايمن إلى مكة وكانت تحضنه .
وقبرها في منطقة الأبواء ، وهي قرية بين المدينة ومكة ، وقد ولد الامام الكاظم - عليه السلام - بها -.
وقد زار النبي - صلى الله عليه وآله - قبر امه وأمر بزيارتها .
السلامـ عليكـِ يا أم خاتم المرسلين .. وحبيب رب العالمين ..
تحياتي:
النوراء