بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد
(قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)
(11) سورة السجدة
توفي الشيء أخذه تاما كاملا كتوفي الحق و توفي الدين من المديون.
و في الفقيه،: سئل الصادق (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: «الله يتوفى الأنفس حين موتها» و عن قول الله عز و جل: «قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم» و عن قول الله عز و جل: «الذين يتوفاهم الملائكة طيبين» و «الذين يتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم» و عن قول الله عز و جل: «توفته رسلنا» و عن قوله عز و جل: «و لو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة» و قد يموت في الدنيا في الساعة الواحدة في جميع الآفاق ما لا يحصيه إلا الله عز و جل، فكيف هذا؟.
فقال: إن الله تبارك و تعالى جعل لملك الموت أعوانا من الملائكة يقبضون الأرواح بمنزلة صاحب الشرطة له أعوان من الإنس يبعثهم في حوائجه فيتوفاهم الملائكة و يتوفاهم ملك الموت من الملائكة مع ما يقبض هو، و يتوفاها الله تعالى من ملك الموت.
و في الدر المنثور، أخرج ابن أبي حاتم و أبو الشيخ عن أبي جعفر محمد بن علي قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على رجل من الأنصار يعوده فإذا ملك الموت عند رأسه فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا ملك الموت ارفق بصاحبي فإنه مؤمن فقال: أبشر يا محمد فإني بكل مؤمن رفيق. و اعلم يا محمد إني لأقبض روح ابن آدم فيصرخ أهله فأقوم في جانب من الدار فأقول: و الله ما لي من ذنب و إن لي لعودة و عودة الحذر الحذر و ما خلق الله من أهل بيت و لا مدر و لا شعر و لا وبر في بر و لا بحر إلا و أنا أتصفحهم في كل يوم و ليلة خمس مرات حتى إني لأعرف بصغيرهم و كبيرهم منهم بأنفسهم. و الله يا محمد إني لا أقدر أن أقبض روح بعوضة حتى يكون الله تبارك و تعالى هو الذي يأمر بقبضه.
الميزان في تفسير القرآن