الامام الجواد عليه السلام
لقد انطلق الامام الجواد عليه السلام في حياته مع أصحابه ومع الناس من حوله من مسؤلية الامامة في توجيه الناس وفي تعويدهم على التسامح والانفتاح حتى مع الذين يختلفون معه في الرأي, لا سيما اذا كانوا من الاقرباء...
وقد كتب شخص اليه وقال له: ان أبي ناصب من النواصب خبيث الرأي يبغضكم ويسبكم ويعاديكم,وقد لقيت منه شدة وجهدا, فرأيك في الدعاء لي وما ترى -جعلت فداك - أفترى أن أكاشفه أو أداريه؟
فكتب اليه الامام الجواد عليه السلام: ((قد فهمت كتابك وما ذكرته من أمر أبيك,ولست أدع الدعاء لك ان شاء الله, والمداراة خير من المكاشفة -يعني ما دام أنّه أبوك فحاول معه باللطف والحسنى - فلعله يميل اليك , والى ما أنت فيه بعد ذلك , ومع العسر يسر,فاصبر فان العاقبة للمتقين , ثبّتك الله على ولاية من توليت , نحن وأنتم في وديعة الله الذي لا تضيع ودائعه)), ويقول هذا الرجل ان أباه بعد ذلك انفتح عليه وأصبح لا يخالفه في أي شيء من أموره, وذلك بفضل دعاء الامام وتوجيهه له.
|