بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله أجورنا وأجوركن أخواتي في مصابنا مصاب سيد الشهداء عليه أفضل الصلاة والسلام.

إمرأة اسمها زينب
تأليف: كمال السيّد
تراقصت ألسنة النار المجنونة وهي تلتهم خيام القافلة... بَدَت كشيطانٍ يتميّز من الغيظ.
فرّت النسوة والأطفال هائمين في وجه الصحراء، وقطعانُ الذئاب تجوس خلال الخيام كريحٍ مجنونة.
هبّت القبائل تسلب وتنهب، وتحوّلت تلك القطعة من أرض الله إلى مسرحٍ رهيبٍ، وقد ظهر إبليس ينفخ ويَصفُر... يسخر من آدم... وبدا آدمُ حزيناً على فردوسه المفقود.
وكانت امرأة اسمها «زينب» تتألّق وَسْط الناس... ترتّل نداء السماء: يا نارُ كوني برداً وسلاما.
تقدّمتْ نحو الشمس التي كُوّرت... كانت تتنفس روحَ عليّ... ترتدي حُلّة أيوب النبيّ.
تقدمت نحو آخِرِ القرابين السماوية.
اختفت الزهور والرياحين، وظهرت الأشواك حادّة كأنصال السكاكين... ملأت الطريق... الطريق الذي يؤدي الي الحسين.
قالت زينب وهي تجثو أمام جسد ممزَّق:
ـ الهي تقبّل منّا هذا القربان!
نَهَضتْ تُلملم آلامها... تبحث عن أطفال ونسوة فرّت مذعورة كطيور هاربة من سفن بعيدة غرقت.
العيون الحالمة والقلوب الصغيرة فرّت خائفة. وكان «الرضيع» ما يزال غافياً مصبوغ النحر بلون الأرجوان.
عواء الذئاب يمزّق وداعة الرياحين. واستحالت الأشياء الخضراء إلى رماد تذروه الرياح.
كل شيء بات يهتزّ بشدّة... الموجودات تتأرجح كما لو أن زلزالاً ضرب الأرض، فبدت مجنونة، وهي تمخر غبار الكون.
آن للقافلة أن تستأنف رحلتها، وقد ظهرت امرأة ترتدي صبر الأنبياء... عنفوان الرسالات... وكان اسمها زينب...
للتحميل
للقراءة
