![]() |
الجدية في حياة المؤمن
http://im31.gulfup.com/65w2G.gif
اللهم صل على محمد وال محمد الجدية في حياة المؤمن: إن الجدية هي السمة الغالبة في حياة المؤمن، لأنه يعتقد بالعبودية لله تعالى، ويستشعر هذا المعنى في وجوده، ومقتضى ذلك أن تكون أوقاته كلها تصب في مرضاة المعبود. أما غير المؤمن فتجد عنده حالة من حالات الاسترخاء في حياته، وتعطيل القوى الفكرية والقلبية والجوارحية، حتى وإن كان له مستوى اجتماعي متميز، ومن ذوي التخصصات العلمية الراقية.. فقد ترى إنسانا متخصصا في الجراحة، وأعقد العمليات الجراحية تجرى على يديه، ولكنه في إجازة الأسبوع ينشغل بما ينشغل به الأطفال والجهال.. وترى بعض كبار المفكرين أو المهندسين أو الجراحين، يقضي فترات الإجازة في معاقرة الخمرة.. لأنه يرى بأنه مقيد فقط بعمله، فيبرمج نفسه على أدائه، أما ما عداه فيدخل في دائرة الحرية الشخصية، وله أن يعمل ما يحب. ولكن المؤمن ليس عنده هذا المعنى أبدا، فهو دائما في حال عمل، والراحة آخر الأسبوع أو التقاعد لا وجود له في حياته، إنما له نظام حياتي ثابت يستمر إلى آخر الحياة، ففي كل يوم تراه يعيش هذا التقسيم الثلاثي: ساعة لراحة بدنه، وساعة لمناجاة ربه، وساعة لأهله وعياله. ولو تعمل إحصائية لكبار علمائنا من المراجع في هذا القرن الأخير، تلاحظ أن مرجعيتهم تبرز وهم في سن السبعين والثمانين.. فيتحملون أعباء المرجعية وهم في هذه السن، والتي من المتعارف أنها سن التقاعد والراحة، لا التكليف بالأعباء الثقيلة. فغير المؤمن داعويته ودوافعه تأتي من الخارج، فما دام هو موظف ويأتيه المال مقابل عمله، فإنه يكون متقنا لعمله.. أما بعد التقاعد، فلعدم وجود الإغراء المادي، فليس فقط أنه يترك العمل، بل إنه ينسى حتى علمه الأكاديمي. بينما المؤمن الذي له علاقة مع ربه، فإن دوافعه ذاتية منطلقة من إيمانه وعبوديته لله تعالى، ولا فرق عنده إن جاءه مال أو ما جاءه، وإن تقاعد أو لم يتقاعد.. بعض علمائنا من المحققين كان أثناء التأليف يبتلى بنقص الأكسجين، فكانت الكمامة على أنفه والقلم بيده، فتراه حتى في آخر عمره وفي حالته تلك لا يترك عمله، إن هذا المعنى لا نجده في التخصصات الدنيوية. وهنا قد يقول قائل كيف يمكن للمؤمن الجمع بين حالة الجدية في الحياة، وبين ممارسة بعض الأعمال التي ظاهرها خلاف الجدية كاللعب مع الأولاد؟.. فنقول: إنه يمكن الجمع بدون منافاة الجدية.. فهذا النبي (ص) أكثر الناس جدية في الحياة، وقد كان-كما يروى عنه- لما يلاعب الحسنين، يركبهما على ظهره، ويقول: (نعم الجمل جملكما، ونعم الراكبان أنتما). والمؤمن كذلك تأسيا بالرسول (ص) وعملا بقوله: (من كان له صبي، فليتصابَ له).. فإن من مهام المؤمن الجلوس مع عياله، ومطلوب منه أن يتنزل إلى مستواهم، ويشبع احتياجاتهم النفسية والمادية.. ولكنه في نفس الوقت ينبغي أن يعيش حالة من حالات النية، بأنه يلاعب الصبي قربة إلى الله تعالى، لأن الصبي بحاجة إلى اللعب، لا أنه هو نفسه يحب أن يكون متلهيا. وكذلك عندما يمارس أي نشاط تلذذي شهوي، ينبغي أن يجعل نيته بأن الله تعالى أمره بذلك.. فالمؤمن في كل تقلباته، يربط أعماله بالله تعالى، بحيث لا تبقى مساحة في الحياة للمباح، أي هو يعمل بالمستحبات، وحتى المباحات حولها إلى مستحبات، لأنه عندما يرتكب المباح ينوي به التقوي على طاعة الله تعالى. http://im31.gulfup.com/hv0Dk.gif |
رد: الجدية في حياة المؤمن
اللهــم صل على محمــد وآل محمـد :)
بـارك الله فيـكِ علـى هـذا المـوضـوع القيــــم وجزاكِ الله خيـر الجـزاء تقبلـي مـروري :) |
رد: الجدية في حياة المؤمن
اللهم صل على محمد وآل محمد مشكوره تسلم ايدك وربي يعطيك العافيه |
رد: الجدية في حياة المؤمن
اللهم صل على محمد وال محمد مشكوره عزيزتي يعطيك ربي ألف عافيه بإنتظار جديدك بكل شوق مودتي |
رد: الجدية في حياة المؤمن
http://im36.gulfup.com/ELvJ1.gif
اللهم صل على محمد وال محمد حياكم الله اخواتي العزيزات نورتوا متصفحي شاكره مروركم العطر وتعليقاتكم الطيبه جزاكم الله خيرا من نور زينب عليها السلام تحياتي لكم http://im36.gulfup.com/AQ2io.gif |
رد: الجدية في حياة المؤمن
احسنت حبيبتي ام حيدوري
موضوع في غاية الروعة سلمت يداك دائما مبدعة ومتألقة زادك الله ابداع وتالق في حب محمد وال محمد جزاك الله خير الجزاء وحشرك مع عليا والزهراء تحياتي واسالكم خالص الدعاء ينقل للركن المناسب |
رد: الجدية في حياة المؤمن
موضوع في غاية الروعة عزيزتي
لقد طرحتي قضية مهمة في اسلوب راقي ولقد جعلتي كلماتك تتسطر في سطور رائعة لتكون سلسة وتوصل لنا فكرة الموضوع جزاك الله خيرا |
الساعة الآن 04:32 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir