منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين

قصّة يرويها الشيخ عبد الهادي الحمود

في اليوم الرابع والعشرين من شهر محرم الحرام
في سنة 1426 هـ مرّ علي كل من
سماحة الشيخ توفيق بوخضر وسماحة الشيخ
عبدالكريم الحواج
للسفر إلى مملكة البحرين لحضور مجالس العزاء
حيث أنها تمتاز بالعزاء البحراني المميز.
عندما وصلنا قمنا بزيارة سماحة الشيخ طه بن حرم
في احدى القرى البحرينية وحضرنا معه
في حسينيتهم الرسمية في قريتهم وكان قد بدأ
أحد الشيبة بقراءة المقدّم
– وهي قراءة ماقبل المجلس الحسيني –
فألفت نظري هذا الشيبة وبنور الصالحين
يظهرمن جبينه الطاهر وأيضاً قراءته المشجية الحزينة.

فسألت سماحة الشيخ طه:
من هذا الشيبة الذي يقرأ المقدّم؟
فقال لي: إنه والدي.
وله قصة عجيبة قد حصلت في العاشرمن محرم
هذه السنة ومنها أصبح حزيناً متأثراً باكياً حتى أننا
إذا نظرنا في وجهه الكريم بكينا!
فشدتني هذه المقدمة وطلبت منه أن يذكر لي
هذه القصة فقال:
كان والدي في كل سنة – ولله الحمد –
يتشرّف بقراءة المقتل أو جزء منه وبعد ذلك
ينظمّ مع المؤمنين بالعزاء – ضرب الصدر أو اللطم –
والبكاء على سيدنا ومولانا
أبي عبدالله الحسين ( عليه السلام )

وفي هذه السنة تشرّف بقراءة جزء من المقتل
وتعب حيث أنه بكى بكاءا شديداً على الأصحاب
– أي أصحاب الإمام الحسين ( عليه السلام ) –
وبعد ذلك استلم القراءة أحد المؤمنين
ونزل والدي من على المنبر وصار يلطم ويبكي!
وأنا ألحظ صوته من بين أصوات المؤمنين
بالبكاء والصراخ على سيدنا ومولانا
أبي عبدالله الحسين (عليه السلام)
وأهل بيته وأصحابه.
عندما وصل القارئ إلى مصرع العباس(عليه السلام)
بدأ صوت أبي يرتفع بشكل واضح في الحسينية
ومن بين أصوات المؤمنين !
فإلتفت عليه وإذا به يبكي بكاءا شديداً لأول مرة
أراه على هذه الحال !!!
وعندما بدأ القارئ بمصرع الإمام الحسين(عليه السلام)
اختفى صوت والدي تماماً !!!
فقلت في نفسي ربما انشغل في الحسينية
بإعتباره مسؤول شرعي عن الحسينية.

ولكني أفاجئ عندما انتهى القارئ من قراءة المقتل
والمؤمنين في حالة شديدة من اللطم والعزاء
على سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين (عليه السلام)
وإذا بأبي متكئاً على كتفي
أخي ومغماً عليه !!!!!!
بادرت بالمساعدة وأسندت والدي على كتفي
وأخذته وأخي إلى بيتنا القريب من الحسينية.
وهو يقول ويردد (((المشتكى لله والحكم رسوله))) !!!

عندما وصلنا إلى بيتنا فقال لنا والدنا إذهبا – أي أنا وأخي –
إلى الحسينية وأنا سأقوم وأصلي صلاة الظهرين!
فقلت له: أطال الله عمرك بقي على الصلاة ساعة
ونصف فتعجّب !!!
وقال: ألم يحن وقت الصلاة ؟؟؟؟
فأجبته بأنه بقي على الصلاة ساعة ونصف!

وردد العبارة (((المشتكى لله والحكم رسوله))) !!!
فقلت له: أبي لأول مرة أسمع منك هذه العبارة ؟؟؟
ومالذي جرى لك ؟؟
فإن أخي أخبرني بأنه قد غمي عليك !!!
فقال لي: ولدي، عندما قرأ القارئ مصرع العباس
أحسست بأن روحي بدأت تخرج من جسمي!
وأن جسمي أصبح خفيفاً جداً! ولكنه عندما وصل
إلى مقتل الإمام الحسين(عليه السلام)وصار يبكي
،، بكى ،، بكى ،، حتى أبكاني معه ...

فقال: عندما وصل إلى مقتل الإمام الحسين(عليه السلام)
رأيت نفسي وكأنني بأرض كربلاء
فبحثت بنظري عن امامي الحسين(عليه السلام)
وإذا بي أرى القتلى ممددين على الرمضاء!
فبحثت يمينا يساراً
وإذا بي أرى الشمر متربعاً
على صدر الحسين(عليه السلام)
وزينب فوق تلّة قريبة منه تصرخ وتقول
(((المشتكى لله والحكم رسوله))) فأغمي عليّ !

وهكذا عندما أفقت وإذا بي بين يدي أخوك
وبعض المؤمنين!
فقال: تمنيت أن لاأعود وأنصر مولاي
الإمام الحسين (عليه السلام) وصار يبكي بكاءاً شديداً
وأبكاني معه.
ومنذ تلك القضية وهو في حالة من الحزن الشديد
وكثير البكاء على أهل البيت(عليهم السلام).
حتى أنه أي شخص يذكر الإمام الحسين (عليه السلام)
فإن دمعته تسبق المتحدث في النزول من عينه الكريمة.

صلوات الله وسلامه عليك ياسيدي ويامولاي
ياأباعبدالله الحسين ..
السلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين ..
السلام عليك ياسيدي ويامولاي ياأبا الفضل العباس ..
السلام عليكِ ياسيدتي ويامولاتي يازينب ..
ياأم المصائب ..

:nadismilyyahussaina