زمالة المدمنين»: 120 متعافياً في 2008 بينهم امرأة // البحرين

[احلى ولاء]

«زمالة المدمنين»: 120 متعافياً في 2008 بينهم امرأة // البحرين


الوسط - زينب التاجر



قرر في لحظة يأس وضع حد لحياته بتعليق مشنقته في إحدى الأشجار القريبة من منزله بعد أن عدم الوسيلة في التخلص من آلام إدمان تنخر ربيع عمره، وقبل ذلك خط رسالتي وداع إحداهما لوالدته والأخرى لصديق عمره وأغمض عينيه مسلماً رقبته لذلك الحبل المتدلي من تلك الشجرة.

إحصاءات وزارة الصحة تشير إلى مئات المدمنين في الوقت الذي يشير الواقع إلى تضاعف أعدادهم لخمس مرات، وبين تزايد أعدادهم ووجود وحدة علاج واحدة لعلاج الإدمان في مملكة البحرين لا تتجاوز طاقتها الاستيعابية 13 سريراً في وحدة المؤيد، كان لـ «الوسط» لقاء مع مدمنيْن آثرا تغيير مسار حياتهما أخيراً بعد أن سئما تحمل آلام الإدمان لأكثر من 15 عاماً طارقين أبواب العلاج.

من وزارة الصحة، السجون، النوادي انطلقت منذ 23 عاماً «زمالة المدمنين» المجهولين في مملكة البحرين والتي تحتضن كل مدمن راغب في العلاج، إذ ذكر رئيس لجنة المعلومات العامة فيها محمد كريم أن 120 مدمناً بحرينياً تشافوا من الإدمان خلال العام الماضي بينهم امرأة.




أحلام «وحوش الإدمان» بين المشانق وأمل «ترميم» حياتهم

زمالة المدمنين المجهولين: 120 متعافياً في 2008 بينهم امرأة

الوسط - زينب التاجر

جمعهم همّ واحد وفرقهم مصير مختلف، ففي الوقت الذي تحدى اثنان منهم غريزة حب الحياة بتعليق مشانقهما هرباً من حياة الإدمان كانت جرعة زائدة سبباً في موت الثالث وجدران السجون ملاذ رابعهم وآثر الأخير فتح صفحة جديدة ومواجهة الإدمان بتجنب أوكارها وتحمل آلام الإدمان وتقبل العلاج ليصدم برفض المجتمع له في العمل والمسجد وصعوبة تشكيل صداقات جديدة بيد أن تلك النظرة لم تثنيه عما عزم رغم مروره بلحظات تقترب إلى اليأس، واليوم هو أحد المتعافين وأحد أعضاء زمالة المدمنين المجهولين مسالم، يعمل ويدرس ويعيد ترميم حياته طاوياً صفحة الماضي بآلامها وعارها ورفاقها وأوكارها إلى مستقبل جديد تحول فيه من وحش يبحث عن أعلى درجات اللذة مهما كان الثمن والوسيلة إلى إنسان يبحث عن الاحترام في عيون كانت في الماضي تحتقره.

مازلنا نستحضر الحادثة التي دقت ناقوس الخطر مجدداً لوجود حالات من المدمنين الراغبين في العلاج والضالين سبيل تحقيق ذلك عندنا قرر منذ شهر مضى شاب في المحافظة الشمالية لا يتجاوز الثانية والعشرين من عمره في لحظة يأس وضع حد لحياته بتعليق مشنقته في إحدى الأشجار القريبة من منزله بعد أن عدم الوسيلة في التخلص من آلام إدمان تنخر ربيع عمره وقبل ذلك خط رسالتي وداع إحداهما لوالدته والأخرى لصديق عمره وأغمض عينيه مسلماً رقبته لذلك الحبل المتدلي من تلك الشجرة.

إحصاءات وزارة الصحة تشير إلى مئات المدمنين في الوقت الذي يشير الواقع إلى تضاعف أعدادهم لخمس مرات، وبين تزايد أعدادهم ووجود وحدة علاج واحدة لعلاج الإدمان في مملكة البحرين لا تتجاوز طاقتها الاستيعابية الـ 13 سريراً في وحدة المؤيد، كان لـ «الوسط» مؤخراً لقاء مع مدمنين آثرا تغير مسار حياتهما أخيراً بعد أن سأما تحمل آلام الإدمان لأكثر من 15 عاماً طارقين أبواب العلاج.

وعلى عجالة سردا بداياتهما مع الإدمان الذي لم يبعد عن شماعة الفراغ وتوافر المواد المخدرة في كل زاوية في البحرين إبان فترة التسعينيات، واليوم هما بلا شهادة، وبلا عمل وبلا أصدقاء وبلا عائلة والأهم بلا صحة وغير قادرين على البدء من جديد. ومن سطور «الوسط» ناشدا وزارة الصحة توفير العلاج لهما للتخلص من هذه الحياة وبدء حياة جديدة. ومن وزارة الصحة، السجون، النوادي انطلقت منذ 23 عاماً زمالة المدمنين المجهولين في البحرين والتي تحتضن كل مدمن راغب في العلاج، إذ ذكر رئيس لجنة المعلومات العامة فيها محمد كريم أن 120 مدمناً بحرينياً امتنعوا عن الإدمان خلال هذا العام بينهم امرأة. وأكد أنها الجهة الوحيدة العالمية والموثقة لاحتواء ضحايا الإدمان وتوجد في 124 دولة وتتحدث بـ 70 بلغة وسبق أن تأسست في العام 1953 في الولايات المتحدة الأميركية لتنطلق في مملكة البحرين العام 1985م لتمسي زمالة غير استثمارية وغير مادية ومستقلة وأعضاؤها كل شخص لديه الرغبة في الامتناع عن تعاطي أي نوع من المخدر وتقدم الدعم النفسي والتأهيل.

العمل في صمت

وتابع أن السرية شعار الزمالة التي تمنح لأعضائها فرصة حضور اجتماعاتها بكل أمان وبلا خوف من القيود القانونية والاجتماعية بعيداً عن الرسمية والتكلف، مستدركاً أن الزمالة ترفض أية مساعدات مالية وتبرعات أهلية ومؤسساتية ورسمية وذلك إيماناً منها بمبدئها في الاعتماد على النفس. وأوضح أن برنامج الزمالة يقوم على 12 خطوة لترميم حياة المدمن الراغب في التعافي وفي كل خطوة عدد من المبادئ، من تلك الخطوات الاعتراف بأن الإدمان ليس جريمة وإنما مرض، الإيمان بالقدرة للصواب واتخاذ القرار لتحقيق ذلك، فضلاً عن الاعتراف بالخطأ والتقرب إلى الله وأن المصلحة المشتركة تأتي في المقام الأول وشرط العضوية الوحيد هو الرغبة في الامتناع عن التعاطي إلى جانب حمل المتعافي الرسالة لكل مدمن والتأكيد أن الزمالة جهة مستقلة ذات نشاط إنساني غير هادف للربحية. وقال إن للزمالة مجموعة تسمى بمجموعة «الأمل» تعمل في السجون مكونة من مجموعة من المدمنين الراغبين في التعافي وتحمل على عاتقها توجيه مدمني السجون، لافتاً إلى أن الزمالة في العالم تدشن 400 ألف اجتماع أسبوعياً ولها مركز خدمة عالمي.

سطور مدمن سابق...



على عجالة ابتسم واصفاً لـ «الوسط» بعبارات مقتضبة ما كان عليه منذ سنين، وهو أحد المدمنين المتعافين اليوم، إذ أطلق عبارات قد لا يعيها الطب بقدر ما يفهم من مر بهذه التجربة القاسية، نوجزها على لسان حاله...

المدمن مدمن قبل أن يقوم بعملية التعاطي وسلوكياته وتهيئه للتعاطي كالانعزالية والمشي ضد التيار في كل شاردة وواردة وإصراره على عدم فهم الجميع لما يدور في مخيلته والحساسية المفرطة تجاه تصرفات، نظرات، همسات وإيماءات الطرف الآخر.

وقد يصل في مرات عديدة لمرحلة اليأس ولاسيما في نوبات شعوره بالآلام الانسحابية وحاجته لوأد تلك الآلام والوصول للقمة الراحة والنشوة وقد يكون الخوف من مرور أحد الأيام دون قدرته على التعاطي دافعه للعدوانية والسرقة والحقد والكراهية، كره يبدأ بنفسه ويصل إلى من حوله وينتهي لكره المجتمع بأسره.

إن أولى خطوات الخروج من هذا الخندق المظلم الاعتراف بالخطأ والعزم على تحمل الآلام وطي صفحة الماضي وتجاوز نظرات المجتمع الظالمة والرافضة لوجوده وغالباً ما تكون تلك النظرة سبباً في انتكاسته، وفيما لو قدر له التعافي سيتحول وحش الإدمان لإنسان مفعم بالإنسانية حنون على نفسه وغيره ومجتمعه.

[معصومة اهل البيت]

[احلى ولاء]

[nono moon]

الله يهدى الجميع

[احلى ولاء]

[لؤلؤة الزهراء]

يسلمو خيو ..

مشكورة ..

بارك الله فيك ..