نور الإمام المهدي (عج) , بقية الله , صاحب العصر و الزمان ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-11-2010, 05:52 AM   #1
زينب الهاشمي
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
العمر: 44
المشاركات: 16
معدل تقييم المستوى: 0
زينب الهاشمي is on a distinguished road
افتراضي أطروحة معاصرة رجعة المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام)

أطروحة معاصرة رجعة المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام)

أطروحة معاصرة
رجعة المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام)
ليس خفياً علىالمسلمين رجوع النبي عيسى عليه وعلى نبينا واله أفضل الصلاة والسلام في آخر الزمانمع الإمام المهدي (عليه السلام)، فقد أجمعت على ذلك أحاديث وروايات كلا الفريقينالسنة والشيعة.
وليس هناك أدنى شك في ذلك فالكل مجمعون على انه (عليه السلام) يخرج في آخر الزمان ويصلي خلف الإمام المهدي (عليه السلام). كما أن المسيحيينمتفقون هم أيضا على رجعة عيسى بن مريم التي يسمونها عندهم بالقيام الثاني، فهميعتقدون بأن المسيح (عليه السلام) قد قتل وانه قام في اليوم الثالث من قتله واختفىبعد ذلك وانه يقوم في أخر الزمان .
كما أن اليهود أيضا ينتظرون ظهور المسيح الذيوعدهم به موسى (عليه السلام) لأنهم لا يعتقدون بان عيسى بن مريم هو المسيح الموعودوبهذا يتضح إن الديانات السماوية الثلاثة قد أجمعت على ظهور السيد المسيح في أخرالزمان إلا إن الاختلاف بينهم حول ظهور السيد المسيح في أخر الزمان يتركز في ثلاثمحاور لا رابع لها.
فالمسلمين يقولون إن عيسى (عليه السلام) لم يقتل بل إن اللهعز وجل قد رفعه إلى السماء والقى شبهه على أحد تلاميذه سواء أكان التلميذ يهوذاالاسخريوطي الذي سلمه أم غيره وانه بقي حياً طوال هذه الفترة استناداً إلى قولهتعالى: {وَقَوْلِهِمْ إنا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَاللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَان الَّذِينَاخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ أتباعالظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِـيناً}( ) .
ثم انهم يقولون إن الله تبارك وتعالىسوف ينزله في أخر الزمان عند بيت المقدس أثناء إقامة الإمام المهدي (عليه السلام) لصلاة الظهر أو الصبح على اختلاف الروايات، وعندئذ سوف يصلي خلف المهدي (عليهالسلام) وقد استدلوا بأحاديث وروايات كثيرة في ذلك .
ففي الحديث الشريف المرويعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) انه قال: (لا تقوم الساعة حتى ينزلعيسى بن مريم حكماً مقسطاً وإماما عدلاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويقبض المال)( - بحار الأنوار ج51 ص61) .
وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلمتسليما):
(
فعند ذلك ينزل أخي عيسى بن مريم من السماء على جبل أفيق إماماًهادياً وحكماً عدلاً عليه برنس له مربوع الخلق أصلت سبط الشعر بيده حربه يقتلالدجال )( تاريخ مدينة دمشق ج47 ص505) .
والروايات في هذا الصدد كثيرة جداًنتركها مراعاة للاختصار .
أما المسيحيون فإنهم يعتقدون إن عيسى بن مريم (عليهماالسلام) قد قتل وصلب ثم قام بعد ثلاثة أيام من ذلك ورآه تلاميذه ولم يتطرقوا إلىكيفية موته بعد ذلك واكتفوا بالقول انه يقوم مرة أخرى في آخر الزمان ويكون خلاصالناس وصلاحهم على يديه .
فقد ورد في نص الإنجيل:
(
فكما بقي يونان ثلاثةأيام بلياليها في بطن الحوت، كذلك يبقى ابن الإنسان ثلاثة أيام بلياليها في جوفالأرض )( - متى 12) .
يريد بيونان النبي يونس (عليه السلام) وانه سيجري علىعيسى ما جرى على يونس في بطن الحوت .
وجاء فيه أيضا:
(
ولما مضى السبت وطلعفجر الأحد جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لزيارة القبر. وفجأة وقع زلزال عظيم،حين نزل ملاك الرب من السماء ودحرج الحجر عن باب القبر وجلس عليه. وكان منظرهكالبرق وثوبه ابيض كالثلج. فأرتعب الحرس لما رأوه وصاروا مثل الأموات.
فقالالملاك للمرأتين: ( لا تخافا أنا أعرف إنكما تطلبان يسوع المصلوب. ما هو هنا لأنهقام كما قال. تقدما وانظرا المكان الذي كان موضوعاً فيه. وأذهبا في الحال إلىتلاميذه وقولا لهم: قام من بين الأموات، وها هو يسبقكم إلى الجليل، وهناك ترونه. هاأنا قلت لكما)( متى 28).
وجاء أيضاً :
(
أما التلاميذ الأحد عشر، فذهبواإلى الجليل، إلى الجبل، مثلما أمرهم يسوع، فلما رأوه سجدوا له، ولكن بعضهم شكوا. فدنا منهم يسوع وقال لهم: نلت كل سلطان في السماء والأرض فاذهبوا وتلمذوا جميعالأمم )( متى 28).
وبهذا يتبين لنا أمران مهمان:
الأمر الأول: هو إنالمسيحيين مطلقا يؤمنون بالرجعة أي قيامة الأموات كما يسمونها.
الأمر الثاني: هو إن عيسى بن مريم (عليه السلام) لابد أن يرجع في آخر الزمان أي يقوم كما يقولونالقيام الثاني .
أما بالنسبة لليهود فهم ينقسمون إلى فئتين فئة تقول بالرجعة أيقيامة الأموات ورجوعهم إلى الحياة الدنيا، وفئة تنكر ذلك، فالذين يقولون بالرجعةوقيامة الأموات هم الفريسيون، وأما من ينكرون ذلك فهم الصديقيون .
أذن فالقول فيرجعة عيسى بن مريم (عليهما السلام) ينقسم إلى قولين:
فالمسلمون يقولون إن رجعةعيسى بن مريم ليست بمعنى انه مات ودفن وسيرجع إلى الحياة الدنيا بعد الموت، لأنهماستدلوا على ذلك بالآيات القرآنية التي تنفي القتل والصلب عن النبي عيسى (عليهالسلام) والأحاديث والروايات التي تشير إلى نزول عيسى (عليه السلام) من السماء فيآخر الزمان مع الإمام المهدي (عليه السلام) .
أما المسيحيون فإنهم يؤمنون برجعةعيسى أو قيامته كما يسمونها ( القيام الثاني ) وهي رجعة بعد الموت، لأنهم استدلواببعض الآيات الواردة في الإنجيل التي تشير إلى أن عيسى (عليه السلام) قتل وصلب وانهقام بعد ثلاثة أيام وسيقوم مرة ثانية في آخر الزمان، وهذا الأمر في الواقع من أهمنقاط الخلاف بين المسلمين والمسيحيين وأستمر هذا الخلاف منذ فجر الإسلام الأول وإلىيومنا هذا.

ماهية هذه الأطروحة

نعتقد إن هذه الأطروحة المعاصرة في مسألةرجعة عيسى بن مريم (عليهما السلام) متكفلة برفع الخلاف بين الديانتين في هذهالمسالة، والحقيقة إن هذه الأطروحة قد أوردنا على صحتها أدلة عديدة جعلت منها ممكنةالوقوع والصحة والأطروحة الجديدة تقوم على أساس مناقشة الآيات القرآنية التي تشيرعلى عدم قتل وصلب النبي عيسى (عليه السلام) أو إن ذلك لم يقع إلا انه (عليه السلام) قد توفاه الله عز وجل ومعنى ذلك انه ليس كل ما قاله المسلمون صحيحاً ، فالصحيح إنعيسى بن مريم (عليهما السلام) لم يقتل ولم يصلب ، كما اخبر المولى تبارك وتعالى فيالقران { وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ} إلا إن ذلك لايعني انه حي وانه ينزل في أخر الزمان من السماء بنفس ذلك الجسد الذي عاش فيه قبلأكثر من ألفي سنة بل انه مات (عليه السلام) ورفع الله روحه إلى السماء .


ابن الله وابن الإنسان
أما بالنسبة لما جاء في الأحاديث والرواياتالتي ذكرت نزوله في أخر الزمان من السماء في وقت خروج الإمام المهدي (عليه السلام) فانه سيكون بحسب الرجعة الروحية أي نزول روح عيسى بن مريم (عليه السلام) ورجوعهاإلى هذه الحياة الدنيا لتسدد شخصاً مؤمناً له شبه كبير بعيسى بن مريم من حيث الخَلقوالخُلق، وسوف يكون ذلك الشخص مولود من أم و أب آدميين لذلك فانه يدعى (ابنالإنسان).
وبذلك نفهم السر في إطلاق الإنجيل لهذا اللقب بكثرة حينما يتحدث عنقيامة عيسى (عليه السلام) في أخر الزمان بينما كان يطلق ابن الله على عيسى (عليهالسلام) في ذلك الزمان وقد وقع خلاف كبير ولا يزال مستمراً إلى يومنا هذا حول هذااللقب فالكثير من المسيحيين يعتقدون إن عيسى (عليه السلام) هو ابن الله لأنه لميولد من أب .
بينما يرفض المسلمون ذلك بشدة إيمانا منهم بان الله سبحانه وتعالىواحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له صاحبة أو ولداً، كما ذكرت ذلك الآياتالقرآنية الكثيرة.
والحقيقة هناك شبهة قد وقع بها المسيحيون، فالحق إن عيسى (عليه السلام) ابن الله بالتبني وليس بالمعنى المعهود في الأبوة والبنوة أي بالمعنىالمادي لأنه (عليه السلام) لم يكن له أب يرعاه فكان المربي له والمتكفل به بصورةمباشرة هو المولى تبارك وتعالى وذلك من خلال تأييده بالروح القدس منذ صغره.
قالتعالى: { إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَوَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِيالْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَوَالانجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِيفَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَبِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَعَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إنهَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }( ).
وبناءاً على هذا فيكون الكلام مقبولاً ولاإشكال فيه فإن الخلق كلهم أبناء الله أو على الأقل إن الأنبياء هم أبناء الله إلاإن هذا اللقب أشتهر به عيسى (عليه السلام) لهذا المعنى المذكور آنفاً.
أمامسألة ابن الإنسان فإننا لو تتبعنا الأناجيل لوجدنا أكثر الآيات التي ذكرت ابنالإنسان تتحدث عن مجيئه في آخر الزمان وهذا اللقب لا يكون منطبقاً انطباقاً تاماًوكاملاً إلا أن يكون الشخص مولود من أب وأم عندها يمكن أن نطلق عليه ابن الإنسانويكون الإطلاق حينها مناسباً تماماً، نعم يصح أن يطلق هذا اللقب على مولود من أمفقط كما حصل مع عيسى (عليه السلام) إلا أن إطلاقه كاملاً وتاماً لا يستقيم لو كانالمولود لام فقط .
وبهذا يتبين إن ابن الإنسان الذي هو عيسى آخر الزمان يكونمولود من أب وأم ويكون مسدداً من قبل روح عيسى (عليه السلام) ومؤيداً بها، والواقعإن إطلاق ابن الله على ابن الإنسان ليس مقبولاً تماماً بل إن ابن الله غير ابنالإنسان كما تبين، ولا ادري كيف يعتقد المسيحيون وفيهم المثقفون والعلماء والباحثونبان النبي عيسى هو ابن الله بالمعنى المتعارف عندهم فكيف قبلوا أن يكون لله ولداً ،كما كان من شان خلقه الذين جعلهم يتزاوجون ويولدون .
ومما يؤكد إن ابن الإنسانالذي يأتي في أخر الزمان هو شخص آخر شبيه لعيسى في الخلق والخلق ويكون مسدداً بروحعيسى (عليه السلام) وليس هو عيسى (عليه السلام) نفسه ما جاء في رؤيا دانيال حيث جاءفيها :
(
كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلىالقديم الأيام ، فقربه قدامه )( دانيال 13).
فانه رأى مثل ابن الإنسان ولم يرابن الإنسان نفسه على فرض إن ابن الإنسان هو عيسى فلو كان ابن الإنسان عيسى (عليهالسلام) فمن هو الذي رآه دانيال وقال عنه مثل ابن إنسان.
وهذا النص الموجود فيالتوراة يثبت عدم صحة من أعتقد من المسلمين إن ابن الإنسان هو الإمام المهدي (عليهالسلام) لأنه جاء فيهمثل ابن إنسان جاء إلى القديم الأيام )
فلو كان ابن الإنسان هو الإمام المهدي (عليه السلام) فمن هو قديم الأيام ياترى ؟!.
وإذا فرضنا إن قديم الأيام شخصاً آخر فكيف يستقيم المعنى إن الإمامالمهدي (عليه السلام) على فرض هو ابن الإنسان يأتي ويسلم إلى شخص آخر علماً إنعقيدتنا في الإمام المهدي (عليه السلام) انه هو القائد والمنقذ في آخر الزمان وليسهناك ثمة شخص آخر أعلى مقاماً منه .
وللأسف فقد أخطأ الكثير من المسلمين وخاصةالعلماء منهم حينما اعتقدوا إن ابن الإنسان هو الإمام المهدي (عليه السلام)، حيثتسالم عليه عندهم وفي دراساتهم للإنجيل إن ابن الإنسان هو الإمام المهدي (عليهالسلام) .
وإن هناك الكثير من الأدلة التي تؤكد على إن ابن الإنسان غير الإمامالمهدي (عليه السلام) حيث وردت الكثير من النصوص في الإنجيل بلفظ ابن الإنسان وكانفيها دلالة واضحة وأكيدة على انه عيسى (عليه السلام) ولا يمكن أن نحمل ألفاظ تلكالنصوص على غيره فقد ورد : ).
(وابن الإنسان سيموت كما جاء عنه في الكتبالمقدسة، ولكن الويل لمن يُسلَّمُ ابن الإنسان أكان خيراً له أن لا يولد)( مرقس (14)).
فهذا النص لا يمكن حمله على غير النبي عيسى (عليه السلام) .
وقد وردأيضا:
(
فقالوا له من أنت ؟ فقال يسوع: أخبرتكم من البدء. عندي أشياء كثيرةأقولها فيكم، وأشياء كثيرة احكم بها عليكم. لكن الذي أرسلني صادق، وما سمعته أقولهللعالم. فما فهموا انه يحدثهم عن الأب، فقال لهم: متى عرفتم ابن الإنسان عرفتم إنيأنا هو )( يوحنا 8) .
فمن هذا النص يتبين لنا واضحاً وبما لا يقبل الشك إن ابنالإنسان هو نفسه عيسى بن مريم (عليه السلام) ، فلماذا يقول الباحثون والعلماء حينمايذكرون إن ابن الإنسان هو الإمام المهدي خاصة إذا ما سألهم المسيحيون عن ذلك؟.
وقد ورد أيضا:
(
سيسلم ابن الإنسان إلى أيدي الناس فيقتلونه، وفي اليومالثالث يقوم من بين الأموات )( متى17).
وهناك الكثير من النصوص التي تؤكد وتدلعلى إن لفظ ابن الإنسان لا يصح حمله على غير عيسى (عليه السلام)، نعم فقد وردت بعضالنصوص التي لا يصح حملها على عيسى (عليه السلام) الذي عاش في ذلك الزمان إلا أنذلك لا يعني إن ابن الإنسان هنا هو الإمام المهدي (عليه السلام)، بل هناك أدلةكثيرة تؤكد إن ابن الإنسان هو أحد ممهدي الإمام (عليه السلام) وهو اليماني الموعودأشبه الناس بعيسى بن مريم (عليه السلام).
فقد ورد في التوراة هذا النص:
(
وبينما كنت أرى، نصبت عروش، فجلس شيخ طاعن في السن وكان لباسه ابيض كالثلج، وشعررأسه كالصوف النقي، وعرشه لهيب نار، وتخدمه ألوف ألوف، وتقف بين يديه ربوات ربواتفجلس أهل القضاء وفتحت الأسفار- إلى إن قال- ورأيت في منامي ذلك الليل فإذا بمثلابن إنسان آتيا على سحاب السماء، فأسرع إلى الشيخ الطاعن في السن فقرب إلى أمامهوأعطي سلطاناً ومجداً وملكاً حتى تعبده الشعوب من كل امة ولسان ويكون سلطانهسلطاناً أبدياً لا يزول وملكه لا يتعداه الزمن )( رؤيا دانيال (6-7)).
وفي ترجمةأخرى للإنجيل ورد بدلاً من الشيخ الطاعن في السن (قديم الأيام) فإذا كان ابنالإنسان هو الإمام المهدي (عليه السلام) فمن هذا الشيخ الطاعن في السن أو القديمالأيام الذي ينصب له عرش يا ترى ؟ .
أليس في هذا الكلام (الشيخ الطاعن) أو(قديمالأيام) إشارة ودلالة واضحة على الإمام المهدي (عليه السلام)، وان المقصود من الشيخالطاعن أو القديم الأيام هو طول عمره الشريف (عليه السلام) .
ومن المعلوم انالإمام (عليه السلام) ليس فوقه أحد حتى إن المسيح يكون تابعاً له، فإذا تنزلناجدلاً وقلنا إن ابن الإنسان هو الإمام (عليه السلام) فكيف يسلم ويأتي ويقدم أمامالشيخ الطاعن؟ ومن يكون ذلك الشيخ يا ترى حتى يسلم له ابن الإنسان؟.
ثم إننا لوتابعنا النص التوراتي المتقدم الذكر لوجدنا له انطباقاً في القران فقد قال تعالى {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَبِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَايُظْلَمُونَ }( ).
وقد ورد أن الإمام يحكم بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهلالإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل القرآن بقرآنهم .
فيتضح منذلك إن هذه الآية هي عين ذلك النص الوارد في رؤيا دانيال وبذلك يتبين إن الشيخالطاعن الذي يجلس على العرش فجلس أهل القضاء وتفتح الأسفار هو الإمام المهدي (عليهالسلام) كما اخبر بذلك الإمام الصادق (عليه السلام) في تأويل الآية المتقدمة .
ثم انه ورد: (فَقَالَ يَسُوعُ أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنالإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا فِي سَحَابِ السَّمَاءِ) (مرقس 14 :62).
وهذا النص لا يدل على إن ابن الإنسان هو الإمام المهدي (عليهالسلام) نعم فهو لا ينطبق على عيسى (عليه السلام) إلا إننا لو عرضنا هذا النص علىأحاديث وروايات النبي (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) وأهل بيته (عليه السلام) لوجدناه مطابقاً لتلك الأحاديث والروايات .
فقد جاء في الرواية الواردة عنالمفضل بن عمر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
(
إذا أذن الإمام (عليهالسلام) دعا الله باسمه العبراني فإنتخب له صحابته الثلاثمائة والثلاثة عشر قزعكقزع الخريف فهم أصحاب الألوية منهم من يفقد عن فراشهم ليلاً ومنهم من يرى يسير فيالسحاب نهاراً يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه .( غيبة النعماني ص326).
فهذه الرواية وغيرها كثير من الروايات تؤكد إن أصحاب الإمام (عليه السلام) ينتقلون بوسائل نقل متعددة وحديثة ومتطورة .
وأما من يقول بان ذلك معجزة ولاتكون المعجزة في آخر الزمان إلا للإمام (عليه السلام) فأقول جاء في الرواية عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) :
(
يركب المهدي الهواء لا بسحر ولا بفتنة عين، بل بعلميعرفه من سبقوه .... )( المفاجأة ص47).
وبهذا يتبين إن المسير في السحاب يكونعن طريق العلم الحديث والذي يتضح من هذه الروايات التي تتحدث عن كيفية انتقال أصحابالإمام المهدي ووصولهم إلى مكة بغاية من السرعة .
أقول يتضح إن منهم شخصاًواحداً يسير في السحاب يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه وان هذا الشخص كما أشارتالروايات هو أفضلهم أي أفضل الثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، إذن فهو وزير الإمامالمهدي (عليه السلام) وهو صاحب دعوته لذلك يكون معروفاً باسمه واسم أبيه ومعروفالأوصاف والنسب من قبل الناس.
ومعنى هذا إن الشخص المذكور في النص الإنجيليالمتقدم هو نفسه هذا الشخص لأن الاثنين يسيران في السحاب، فدل هذا على أنهما شخصواحد لا شخصان، ولم تخبرنا الروايات إن الإمام المهدي حينما يخرج في مكة المكرمةيأتي محمولاً على السحاب بل إن الروايات دلت وأشارت إلى وزيره والذي هو أحد أصحابهوالذي يأتي محمولاً على السحاب .
(
وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْن الإِنْسَانِجَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا فِي سَحَابِ السَّمَاءِ)
إن ابنالإنسان وهو وزير المهدي (عليه السلام) يأتي في السحاب بقوة وتسديد من الإمام (عليهالسلام)، ودلت على ذلك رواية صريحة في هذا المعنى فقد وردت عن أبي بصير عن أبي عبدالله (عليه السلام) حيث قال:
(
ما كان قول لوط (عليه السلام) لقومه { لو كان ليبكم قوة أو آوي إلى ركن شديد} إلا تمنياً لقوة القائم المهدي وشدة أصحابه وهم الركنالشديد ....( كمال الدين وتمام النعمة ص673) .
فالقوة التي تمناها لوط (عليهالسلام) والتي ذكرها المولى في كتابه والتي بينها الصادق (عليه السلام) ،هي قوةالقائم المهدي (عليه السلام)، إذن فالقوة في النص الإنجيلي المذكور هي قوة القائمالمهدي أي إن ابن الإنسان حينما يأتي على السحاب يكون مؤيداً ومسدداً بقوة القائمالمهدي (عليه السلام) .
وبهذا يتأكد إن ابن الإنسان غير الإمام المهدي (عليهالسلام) ولمزيد من البيان نقول إن ابن الإنسان هو عيسى بن مريم (عليه السلام) فيزمان بعثته والنصوص التي ذكرناها في بداية الجواب ، والتي قلنا انه لا يمكن حملهاعلى غيره تتحدث عنه أما النصوص التي تحكي عن المستقبل ، والتي تبشر بمجيء ابنالإنسان في آخر الزمان فهي تتحدث عن اليماني الموعود والذي يخرج مسدداً ومؤيداًبروح عيسى (عليه السلام) وهو من يسير على السحاب كما بينا، وبحسب الروايات الشريفةفهو شبيه عيسى بن مريم (عليه السلام)، فكما كان للمسيح شبيه في زمانه قال تعالى {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ }( ) .
وقد دلت الروايات علىانه ألقى الشبه على أحد أصحابه ورفع إلى السماء وكذلك سيكون له شبيه في آخر الزمان،فإن مسألة الشبه ليست مستعصية أو صعبة بل هي حقيقة مؤكدة أثبتتها الكثير منالأحاديث والروايات والأخبار والقصص، بل إن واقعنا لا يكاد يخلو منها، ففي الكثيرمن الأحيان نلتقي أو نرى أناس متشابهون إلى درجة بحيث يصعب التفريق أو التمييزبينهم وهذا ما أثبته العلم الحديث( ).
فقد اكتشف علم الوراثة والجينات بان هناكأطلس كامل للجينات البشرية تحمل جميع صفات الإنسان الجسدية والسلوكية والأخلاقيةبحيث يكون لكل صفة جين (موروث) ينتقل من الآباء إلى الأبناء حتى الوصول إلى المبدأالبشري وهو آدم (عليه السلام)، فالجينات الموجودة في الناس اليوم هي مجموعة الجيناتالوراثية الواصلة إليهم من إبائهم وأجدادهم في القرون الأولى ولو نضدت هذه الجيناتفي مولود في زماننا هذا بنفس التنضيد لأحد أبائه في القرون الأولى لكان المولودشبيه لذلك الشخص الذي وجد قبل آلاف السنين مثلاً بل انه يصعب على الآخرين التمييزبينها لو أمكن وشوهد الاثنين معاً. وبناءً على هذا أمكن ظهور شخص في آخر الزمانيشبه عيسى بن مريم (عليهما السلام) .
فقد جاء في الرواية الشريفة التي أوردهاالحر العاملي في الجزء الثالث من كتابه إثبات الهداة والتي جاء فيها :
(
إنالقائم المهدي من ولد علي أشبه الناس بعيسى بن مريم خَلقاً وخُلقاً وسُمتاً وهيبة .( غيبة النعماني ص149).
والمقصود بالقائم المهدي في هذه الرواية اليمانيالموعود كما سيأتي.
فإن من المعلوم إن الإمام المهدي (عليه السلام) شبيه نبيالله موسى (عليه السلام).
ومعنى هذا إن هذا الممهد الذي يسير في السحاب يكون منولد علي (عليه السلام) وهو شبيه عيسى (عليه السلام) لذلك فهو من يطلق عليه عيسى آخرالزمان ويسدد بروحه (عليه السلام) ، ومما يؤكد ذلك ما جاء عن أمير المؤمنين (عليهالسلام) :
(
هناك ينادي مناد من السماء أظهر يا ولي الله إلى الإحياء وسمعه أهلالمشرق والمغرب فيظهر قائمنا المتغيب يتلألأ نوره يقدمه الروح الأمين وبيده الكتابالمستبين ثم مواريث النبيين والشهداء والصالحين يقدمهم عيسى بن مريم فيبايعونه فيالبيت الحرام .( إلزام الناصب ج2 ص195) .
فمن هذه الرواية يتبين لنا إن عيسى (عليه السلام) يبايع الإمام في مكة المكرمة والمعلوم عندنا والذي دلت عليه الرواياتإن الذين يبايعون الإمام في مكة هم أصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر، ومعنى هذا إنعيسى (عليه السلام) أحدهم وهو أفضلهم، وان خروجه قد سبق قيام الإمام في مكة ممايعني انه أحد الممهدين للأمام بل هو أفضل الممهدين على الإطلاق والمعلوم إن أفضلممهدي الإمام هو وزيره اليماني، إذن فعيسى في آخر الزمان هو اليماني الموعود.
ونختم الكلام في هذه الفقرة حول ما جاء في الرواية الواردة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد قال:
( …
بعد ذلك يموت المهدي ويدفنه عيسى بن مريم فيالمدينة بقرب قبر جده رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) .( الزامالناصب ج2 ص182) .
فمن هذه الرواية يتبين إن الذي يلي تجهيز المهدي عند وفاته هوعيسى بن مريم (عليه السلام) إلا إن هناك روايات تؤكد إن الحسين (عليه السلام) هو منيتولى تجهيز المهدي (عليه السلام) ، فقد جاء عن أبي عبد الله :
(
ويقبل الحسين (عليه السلام) في أصحابه الذين قتلوا معه ، ومعه سبعون نبياً كما بعثوا مع قوم موسىبن عمران فيدفع إليه القائم (عليه السلام) الخاتم فيكون الحسين (عليه السلام) هوالذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ويواريه في حفرته)( بحار الأنوار ج53 ص103).
بينماتؤكد روايات أخرى إن الذي يخلف المهدي (عليه السلام) هو السيد القحطاني فقد جاء فيالرواية الشريفة عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) انه قال: ( سيكونمن أهل بيتي رجل يملئ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، ثم من بعده القحطاني والذي بعثنيبالحق ما هو دونه )( الملاحم والفتن لابن طاووس ص77).
وجاء عنه ( صلى الله عليهواله وسلم تسليما) أيضا :
وجاء عنه ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) أيضا :
(
القحطاني بعد المهدي والذي بعثني بالحق ما هو دونه )( الفتن لأبن حماد ص245 . فكما يتضح من هذين الحديثين إن القحطاني هو من يلي المهدي ويخلفه ، والقحطاني كمادلت عليه الأخبار هو اليماني ، فإن القحطاني لقب من ألقابه .
وهنا لابد منالقول بان عيسى هو نفسه الحسين وهما نفسهما اليماني وزير المهدي (عليه السلام) الذييكون مسدداً بروحيهما . الأدلة على موت عيسى (ع)
وسنورد الآنالأدلة التي تؤكد موت النبي عيسى (عليه السلام) وان المرفوع إلى السماء هي روحهفقط، وليس روحه وجسده، علماً إننا على يقين تام ومطلق من إن عيسى المسيح (عليهالسلام) لم يقتل ولم يصلب كما اخبر عن ذلك المولى عز وجل في كتابه، وهذا مما لايحتاج إلى نقاش إلا إننا نقول إن الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة نفت عن عيسى (عليه السلام) القتل والصلب ولكنها لم تنف الموت، بل إن المتتبع للآيات القرآنيةيظهر له واضحاً إن عيسى (عليه السلام) ميت وإن المرفوع إلى السماء هي روحه بعد أنمات وفارقت روحه جسده.
قال تعالى {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى انيمُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْوَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إلى يَوْمِالْقِيَامَةِ}( ).
فمن الآية الشريفة يتبين لنا إن عيسى (عليه السلام) مات لأنمعنى قوله ( متوفيك ) من الاستيفاء وهو قبض الروح ولا يكون ذلك إلا عند الموت وممايؤكد هذا المعنى قوله تعالى { وَرَافِعُكَ إِلَيَّ }، فلا يكون الرفع إلى اللهتبارك وتعالى رفعاً مادياً، أي إن المرفوع بدن عيسى وروحه أي انه رفع إلى الله أوالسماء وهو حي لان الله سبحانه وتعالى لا يؤين بأين ولا يكيف بكيف فهو لا تحدهالحدود بل هو في كل مكان ولا يحل بمكان، فلا يصح أن يقال انه في السماء، إنما اقترنذكر الله مع السماء للإشارة إلى العلو والارتفاع والمعنى، وبذلك فمن غير الصحيح إنيكون رفع عيسى كما يفهمه البعض رفعاً مادياً.
وبهذا يتبين لنا واضحاً إن رفععيسى (عليه السلام) رفعاً معنوياً أي إن المرفوع إلى الله هي روحه الطاهرة لا جسدهالشريف، كما يعتقد البعض فمن غير الممكن إن تسري قوانين عالم الملك على عالمالملكوت فعالم الملكوت عالماً معنوياً وروحياً، وليس عالماً مادياً جسمانياً، وقدحاول بعض المفسرين تفسير الوفاة تفسيراً لغوياً من قبيل المجازات وما شابه لكييتلاءم مع تصورهم بان عيسى (عليه السلام) حي لم يمت، فقالوا إن الوفاة من الاستيفاءأي قبض الشيء واستيفاءه كاملاً من دون نقص فيه وما إلى ذلك من المعاني اللغويةللكلمة إلا إنهم لم يلتفتوا إلى إن المولى عز وجل قرن ذكره للوفاة في القرانبالموت، فكلما ذكر الوفاة أشار إلى الموت من قبيل قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّىالْانفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا }( ).
وقالتعالى {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَإِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ }( ) .
وقال تعالى { إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إني مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَإِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ }( ).
وقوله عز وجل { فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَاللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً}( ).
وقوله تعالى {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُالْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ}( ).
وقولهتعالى:
{
إن الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي انفُسِهِمْ قَالُواْفِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ }( ).
وقولهتعالى:
{
الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي انفُسِهِمْفَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إن اللّهَ عَلِيمٌبِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}( ).
وقوله تعالى:
{
الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُالْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَبِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}( ) .
وقوله تعالى:
{
وَلَوْ تَرَى إِذْيَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْوَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ}( ) .
وقوله تعالى :
{
وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ }( ) .
وقال تعالى :
{
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُواأَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}( ) .
وقال تعالى :
{
وَكُنتُعَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ انتَالرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وأنت عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}( ) .
فهذه هي الآياتالتي ذكرت الوفاة في القران، وكلها كما هو واضح تتحدث عن الموت، ولم ترد آية واحدةتحدثت عن الوفاة في غير حال الموت، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على إن المولىعندما يذكر الوفاة ويتحدث عنها إنما يريد الموت ليس إلا فلا مبرر ولا مسوغ للمفسرينفي تفسير الوفاة بحسب المعاني اللغوية كاستيفاء الشيء وغيره.
ثم إننا وبالرجوعإلى نفس الآية يتبين لنا من قوله تعالى {إلي مرجعكم} إن المقصود هنا هو الموت لأنهإشارة إلى القيامة والحساب في (مرجعكم) ولا تكون القيامة والحساب إلا بعد الموت .
وبهذا تبين لنا واضحاً أن الآيات التي تحدثت عن وفاة النبي عيسى (عليه السلام) كانت تشير إلى موته سلام الله عليه، أما إذا قيل فما معنى قوله عز وجل ورافعك إليأليس في ذلك دلالة على انه لم يمت ؟ .
فأقول : ليس في ذلك دلالة على إن عيسى رفعحياً إلى السماء بل العكس هو الصحيح والحق إن المرفوع إلى السماء روحه دون بدنه (عليه السلام) على نحو العروج كما كان في عروج روح النبي محمد (صلى الله عليه والهوسلم تسليما) ليلة الإسراء والمعراج .
وهذا ما جاء في الروايات فقد جاء فيالرواية الشريفة الواردة عن أبي إسحاق السبيعي وغيره قال: (خطب الحسن بن علي (عليهالسلام) في صبيحة الليلة التي قبض فيها أمير المؤمنين (عليه السلام) فحمد اللهوأثنى عليه وصلى على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) ثم قال: ( لقد قبضفي هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون بعمل ولم يدركه الآخرون بعمل - إلى أن قال - ولقد توفي في الليلة التي عرج فيها عيسى بن مريم والتي قبض فيها يوشع بن نون وصيموسى(بحار الأنوار ج43 ص362.
وفي أثناء هذا العروج قبض الله عز وجل روح نبيهعيسى (عليه السلام) بين السماء والأرض بينما كان جسده في الأرض كما كان من شانإدريس النبي (عليه السلام) حيث قبضت روحه في السماء كما ذكرت ذلك الأخبار .
واليك ما يؤكد ذلك فعن علي بن الحسن الفضال عن أبيه عن الرضا (عليه السلام) انه قال في حديث طويل في وصف ألائمة (عليهم السلام) وإنهم يقتلون بالسيف أو بالسموساق الحديث إلى أن قال (عليهالسلام) :
(
ما شبه أمر أحد من أنبياء الله وحججهعليهم السلام للناس إلا أمر عيسى ابن مريم وحده لأنه رفع من الأرض حياً - أشار إلىعروج روحه (عليه السلام) وهو حي - وقبض روحه بين السماء والأرض ثم رفع إلى السماءورد عليه روحه وذلك قوله عز وجل {إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهركمن الذين كفروا} . وقال عز وجل حكاية لقول عيسى(عليه السلام) :
(
وكنت عليهمشهيداً مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد )( بحارالأنوار ج14 ص338) .
أما إذا قيل فما معنى قول الإمام الرضا (عليه السلام) (ردعليه روحه). والصحيح إن معنى (رد عليه روحه) أي أطلقها بعد إن قبضها ملك الموتواعوانه على غرار إطلاق أرواح الأنبياء والأئمة والأولياء (عليهم لسلام) لتنعم فيالجنان التي أعدها الله لأنبيائه ورسله وعباده المتقين كما أطلق أرواح الأنبياء (عليهم السلام) من قبل وليس في ذلك دليل على إحياءه بعد موته كما قد يتصور البعض،وهذا المعنى يظهر واضحاً وجلياً في حديث الإسراء والمعراج حيث عاين النبي محمد (صلىالله عليه واله وسلم تسليما) اخوانه من أنبياء الله ورسله في السموات وسلم عليهموسلموا عليه فقد عاين نوح وإبراهيم وموسى وعيسى (عليهم السلام).
والسؤال الذييطرح نفسه الآن بقوة هو عن معنى وماهية وجود الأنبياء المذكورين والذين رآهم الرسولالكريم (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) في السماء هل إن وجودهم بأرواحهم وأبدانهمأم بأرواحهم فقط؟.
علماً إن الأول مخالف لما عليه عقائد المسلمين، ثم إن هؤلاءالأنبياء ماعدا عيسى (عليه السلام) لا نقاش في موتهم ودفن أجسادهم في الأرض وبهذايتعين إن الذين رآهم النبي (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) في السماء هي أرواحالأنبياء (عليهم السلام) .
فيكون النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) قد رأى أيضا روح عيسى (عليه السلام) لا روحه وبدنه كما عاش في الدنيا لأنه أما أننقول كل الأنبياء في السماء أحياء بأرواحهم وأبدانهم كما عاشوا في الدنيا وهذا قدتبين بطلانه، وإما أن نقول إن جميع من في السماء من الأنبياء هم أحياء بأرواحهم فقطمن دون وجود لهذه الأبدان لأن طبيعة وماهية العوالم التي تمر بها الروح مختلفةوليست هي ذو طبيعة وماهية واحدة .
وتلك الحياة على غرار حياة الذين قتلوا فيسبيل الله فهم قد دفنت أبدانهم في الأرض إلا إن المولى تبارك وتعالى عبر عنهم بأنهمأحياء عند ربهم يرزقون ومعنى ذلك حياتهم بأرواحهم في الجنان قال تعالى {وَلاَتَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءعِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }( ) .
وبهذا يتبين لنا إن النبي عيسى عليه وعلىنبينا أفضل الصلاة والسلام حي عند الله يرزق على غرار حياة الأنبياء والأئمةوالأولياء والصالحين والشهداء الذين قتلوا في سبيل الله، وقد يسأل سائل لماذا اقترنذكر عيسى (عليه السلام) بالحياة دون باقي المقتولين في سبيل الله ممن ذكر آنفا لوكان الأمر كما تقولون ؟ .
فأقول : خصه بذلك لأنه سلام الله تعالى عليه لم يقتل،بل إن الله توفاه وأماته من دون إن يتدخل في ذلك إنسان كان قتله أو سمه وما إلىذلك، فلكي لا يتوهم البعض إن عيسى (عليه السلام) دون غيره من الأنبياء في المرتبةوعلو المقام أشعرت بعض الآيات والأحاديث والروايات بأنه حي لم يمت كما هو الحال فيإدريس (عليه السلام) فقد توفاه الله وقبض روحه في السماء كما دلت الأحاديث على ذلكوقال الله عز وجل عنه {ورفعناه مكاناً علياً} .
أما بالنسبة لمسألة نزوله (عليهالسلام) في آخر الزمان من السماء في عصر الظهور الشريف فأقول: إن معنى ذلك هو نزولروحه الطاهرة إلى الأرض لكي تسدد وتؤيد شخص يدعو المسيحيين لنصرته بحسب مفهومالرجعة الروحية التي تقدم الكلام عنها وقد أثبتنا صحة وقوعها وتحققها. الخلاصة :-
وأخيراً نوردأقوال بعض العلماء الذين اعتقدوا بموت عيسى بن مريم (عليه السلام) فقد قال العالموالعارف ابن العربي ما هذا نصه: ( ولما كان مرجعه إلى مقره الأصلي ولم يصل إلىالكمال الحقيقي وجب نزوله في آخر الزمان ببدن أخر )( تفسير ابن عربي ج1 ص184) .
وفي هذا القول إشارة واضحة إلى الرجعة الروحية .
وذكر الرازي في تفسير قولهتعالى: {إني مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} اي رافعك إلى محل كرامتي، وجعل ذلكرفعاً إليه للتفخيم والتعظيم (تفسير الرازي ج8 ص73
).
وأما ما جاء فيالرواية الواردة والتي تقول (لا مهدي إلا عيسى بن مريم)( بحار الأنوار ج51ص93).
والتي حاول البعض التشكيك فيها وردها بدلاً من محاولة فهمها ومعرفتها،فنقول إن هناك نقطة استدلال لجميع البشر في العالم:
فإن المسلمين ينقسمون إلىسنة وشيعة، فأما السنة فإنهم ينتظرون المهدي الحسني الذي يولد في أخر الزمان فهم لايؤمنون بالإمام المهدي (عليه السلام) إلا عن طريق هذه النقطة.
أما الشيعة فإنهمموعودين منتظرين لليماني الموعود صاحب دعوة الإمام والممهد له أما بالنسبةللمسيحيين فإنهم ينتظرون المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام) .
أما اليهود فإنهمينتظرون المسيح المنتظر، والحقيقة إن نقطة الاستدلال لابد أن تكون واحدة وإلا لماأمكن توحيد الشعوب وإيمانهم بقضية المنقذ الإلهي الإمام المهدي (عليه السلام) .
فلا بد أن يكون المهدي الحسني الذي ينتظره السنة هو نفسه اليماني الذي تنتظرهالشيعة، وهو نفسه شبيه عيسى بن مريم (عليه السلام) والذي يدعو المسيحيين فيؤمنبدعوته الكثير منهم كما إنه هو من يقيم الحجة على اليهود ويثبت لهم انه هو منينتظرونه وليس ثمة شخص آخر، فإذا اجتمعت كلمة الناس وآمنوا بأنه هو من كان ينتظرونعندئذ سوف يقوم بتسليم الأمر للإمام المهدي (عليه السلام) ويجمع الأمم تحت رايته .
وبهذا يتضح إن هناك نقطة استدلال للإمام (عليه السلام) على الأمم والشعوب وهذهالنقطة لا بد إن تكون واحدة تستدل بها كل أمة على أمر المنقذ في آخر الزمان وبهذايتضح لنا معنى الرواية المتقدمة ( لا مهدي إلا عيسى بن مريم ) أي إن المهدي الحسنياليماني هو نفسه عيسى بن مريم في آخر الزمان على حسب مفهوم الرجعة الروحية.
ويكون ذلك الشخص حتماً هو ابن الإنسان في آخر الزمان لأنه مولود من أم وأب ولهشبه خلقي وخلقي كبير من النبي عيسى (عليه السلام) كما سبق إن قلنا وهذا الشخص هو منيتكفل بدعوة المسيحيين في آخر الزمان، وتكون دعوته للمسيحية الحقة التي دعا لهاعيسى بن مريم (عليهما السلام) من قبل والتي هي في الواقع منبثقة من الإسلامالحقيقي، كما قال تعالى: { فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْانصَارِي إلى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ انصَارُ اللّهِ آمَنَّابِاللّهِ وَاشْهَدْ بِانا مُسْلِمُونَ
وقال تعالى :
{
وَإِذْأَوْحَيْتُ إلى الْحَوَارِيِّينَ إن آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّاوَاشْهَدْ بِاننَا مُسْلِمُونَ
وسوف يؤمن البعض من المسيحيين بدعوة هذاالشخص بل إنهم سوف يعتقدون بأنه هو عيسى بن مريم (عليه السلام) كما يعتقد المسلمينذلك إلا إنه سوف يبين لهم حقيقة الأمر الذي بات خافياً على الناس طوال هذه العقودمن الزمن .
(منقول من موسوعة القائم للباحث الاسلامي السيد القحطاني )
والحمد لله رب العالمين
زينب الهاشمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
---


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المسجد المكتشف حديثآ الامام علي عليه السلام ام حسون صور الدينيـة,صور أسلامية - صور علماء - صور مراقد و أضرحة المعصومين 4 20-08-2010 12:57 PM
الصخرة البيضاء المباركة التي وضعت عليها مريم (ع)وليدها عيسى(ع) ولاية علي حصني صور الدينيـة,صور أسلامية - صور علماء - صور مراقد و أضرحة المعصومين 5 05-07-2010 02:27 PM
صور لقبر السيدة مريم عليها السلام loole صور الدينيـة,صور أسلامية - صور علماء - صور مراقد و أضرحة المعصومين 4 29-01-2010 03:27 PM
رجعت رجعت رحبو فيني يالله حيالله جيتي QUEEN الأهداءات و التهاني و الترحيب بالفاطميات الجدد و التهاني و التبريكات و المناسبات السعيدة 45 09-09-2009 04:03 PM


الساعة الآن 04:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir