أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع)

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 18-12-2010, 10:33 PM   #11
نبض حنين
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 57
معدل تقييم المستوى: 17
نبض حنين will become famous soon enoughنبض حنين will become famous soon enough
افتراضي رد: زينب الكبرى عليها السلام

وأول من تقدم منهم إلى ميدان الشرف : هو علي بن الحسين الأكبر ( عليهما السلام ) ، فقاتل قتال الأبطال ، وأخيراً .. إنطفأت شمعة حياته المستنيرة ، وسقط على الأرض كالوردة التي تتبعثر أوراقها.
وتبادر الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى مصرع ولده ، ليشاهد شبيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مقطعاً بالسيوف إرباً إرباً.
ولا أعلم كيف علمت السيدة زينب بهذه الفاجعة المروعة ، فقد خرجت تعدو ، وهي السيدة المخدرة اللمحجبة الوقورة !
خرجت من الخيمة مسرعة وهي تنادي : « وا ويلاه ، يا حبيباه ، يا ثمرة فؤاداه ، يا نور عيناه ، يا أخياه وابن أخياه ، واولداه ، واقتيلاه ، واقلة ناصراه ، واغريباه ، وامهجة قلباه.


(198)
ليتني كنت قبل هذا اليوم عمياء ، ليتني وسدت الثرى ».
وجاءت وانكبت عليه ، فجاء الإمام الحسين ( عليه السلام ) فأخذ بيدها ، وردها إلى المخيم ، وأقبل بفتيانه إلى المعركة وقال : إحملوا أخاكم ، فحملوه من مصرعه وجاؤا به حتى وضعوه عند الخيمة التي كانوا يقاتلون أمامها. (1)

1 ـ كتاب ( معالي السبطين ) للشيخ المازندراني ، ج 1 ، الفصل التاسع ، المجلس الثالث عشر.

وإلى أن وصلت النوبة إلى أولاد السيدة زينب عليها السلام وأفلاذ كبدها.
أولئك الفتية الذين سهرت السيدة زينب لياليها ، وأتبعت أيامها ، وصرفت حياتها في تربية تلك البراعم ، حتى نمت وأورقت.
إنها قدمت أغلى شيء في حياتها في سبيل نصرة أخيها الإمام الحسين عليه السلام.
وتقدم أولئك الأشبال يتطوعون ويتبرعون بدمائهم وحياتهم في سبيل نصرة خالهم ، الذي كان الإسلام متجسداً فيه وقائماً به.
وغريزة حب الحياة إنقلبت ـ عندهم ـ إلى كراهية تلك الحياة.
ومن يرغب ليعيش في أرجس مجتمع متكالب ، يتسابق على إراقة دماء أطهر إنسان يعتبر مفخرة أهل السماء والأرض ؟!


(200)
وكان عبد الله بن جعفر ـ زوج السيده زينب ـ قد أمر ولديه : عوناً ومحمداً ان يرافقا الإمام الحسين ( عليه السلام ) ـ لما أراد الخروج من مكه ـ والمسير معه ، والجهاد دونه.
فلما انتهى القتال إلى الهاشميين برز عون بن عبد الله بن جعفر ، وهو يرتجز ويقول :
إن تنكروني فأنا ابن جعفريطيـر فيها بجناح أخضرشهيد صدق في الجنان أزهركفى بهذا شـرفاً في المحشر فقتل ثلاثة فرسان ، وثمانية عشر راجلاً ، فقتله عبد الله بن قطبة الطائي. (1)
ثم برز أخوه محمد بن عبد الله بن جعفر ، وهو ينشد :
أشكـو إلى الله من العدوانقـد بدلـوا معـالم القرآنفعال قوم في الردى عميانومحكـم التنزيـل والتبيان
وأظهروا الكفر مع الطغيان
فقتل عشرة من الأعداء ، فقتله عامر بن نهشل التميمي. (2)
1 ـ وفي نسخة : عبد الله بن قطنة الطائي.
2 ـ كتاب ( مناقب آل ابي طالب ) لابن شهر آشوب ، ج 4 ص 106. وبحار الأنوار ج 45 ص 33.


(201)
ولقد رثاهما سليمان بن قبة بقوله :و سمي النبـي غودر فيهمفإذا ما بكيت عيني فجوديواندبي إن بكيت عوناً أخاهقد علوه بصارم مصقولبدمـوع تسيل كل مسيلليس فيما ينوبهم بخذول (1) أقول : لم أجد في كتب المقاتل أن السيدة زينب الكبرى ( عليها السلام ) صاحت أو ناحت أو صرخت أو بكت في شهادة ولديها ، لا في يوم عاشوراء ولابعده.
ومن الثابت أن مصيبة ولديها أوجدت في قلبها الحزن العميق ، بل والهبت في نفسها نيران الأسى وحرارة الثكل ، ولكنها ( عليها السلام ) كانت تخفي حزنها على ولديها ، لأن جميع عواطفها كانت متجهة إلى الإمام الحسين عليه السلام. (2)

1 ـ كتاب ( مقاتل الطالبيين ) لأبي الفرج الأصفهاني ، ص 91.
2 ـ وقد جاء ذكر هذين السيدين الشهيدين في إحدى الزيارات الشريفة ، التي ذكرت فيها أسماء شهداء كربلاء في يوم عاشوراء ، ومنها هذه الكلمات :
« ... السلام على عون بن عبد الله بن جعفر الطيار في الجنان ، حليف الإيمان ، ومنازل الأقران ، الناصح للرحمن ، التالي للمثاني والقرآن ، لعن الله قاتله عبد الله بن قطبة النبهاني.
السلام على محمد بن عبد الله بن جعفر ، الشاهد مكان إبيه ، والتالي لأخيه ، وواقيه ببدنه ، لعن الله قاتله عامر بن نهشل التميمي ... ».


(202)
وهناك وجه آخر قد يتبادر إلى الذهن : وهو أن بكاءها على ولديها قد كان يسبب الخجل والإحراج لأخيها الإمام الحسين ، باعتبار أنهما قتلا بين يديه ودفاعاً عنه ، فكان السيدة زينب ـ بسكوتها ـ تريد أن تقول للإمام الحسين ( عليه السلام ) : ولداي فداء لك ، فلا يهمك ولا يحرجك أنهما قتلا بين يديك. والله العالم.
وأما مصدر هذه الزيارة ، فقد حكى الشيخ المجلسي في كتاب ( بحار الأنوار ) طبع لبنان ، عام 1403 هـ ، ج 98 ص 269 ، وص 271 ، عن كتاب ( إقبال الأعمال ) عن الشيخ الطوسي ... قال : خرج من الناحية سنة 252 على يد الشيخ محمد بم غالب : « بسم الله الرحمن الرحيم ، إذا أردت زيارة الشهداء ( رضوان الله عليهم ) فقف عند رجلي الحسين ( عليه السلام ) وهو قبر علي بن ا لحسين ، فاستقبل القبلة بوجهك ، فإن هناك حومة الشهداء ... ».
والمقصود من جملة « خرج من الناحية » : هو كلما كان يصل إلى الشيعة من جانب الإمام علي الهادي ، ثم الإمام الحسن العسكري ، ثم الإمام المهدي ( صلوات الله عليهم ). والذي يناسب التاريخ المذكور ـ وهو سنة 252 ـ أن تكون الزيارة قد صدرت من ناحية الإمام علي الهادي عليه السلام ، والله العالم. المحقق


لقد كانت العلاقات الودية بين السيدة زينب وبين أخيها أبي الفضل العباس ( عليهما السلام ) تمتاز بنوع خاص من تبادل المحبة والإحترام ، فقد كانت السيدة زينب تكن إخوتها من أبيها كل عكاطفة وود ، وكان ذلك العطف والتقدير يظهر من خلال كيفية تعاملها مع إخوانها الأكارم.
وكان سيدنا أبو الفضل العباس ـ بشكل خاص ـ يحترم أخته زينب احتراماً كثيراً جداً.
وفي طوال رحلة قافلة الإمام الحسين ( عليه السلام ) من مكة نحو العراق .. كان العباس هو الذي يقوم بشؤون السيدة زينب ، من مساعدتها حين الركوب أو النزول من المحمل ويبادر إلى تنفيذ الأوامر والطلبات بكل سرعة .. ومن القلب.
فالسيدة زينب ( عليها السلام ) محترمة ومحبوبة عند الجميع ،


(204)
يحبونها لعواطفها وأخلاقها المثالية ، يضاف إلى ذلك : أنها عميدة الأسرة ، وعقيلة بني هاشم ، وابنة فاطمة الزهراء ، وسيدة نساء أهل البيت.
ومنذ وصول قافلة الإمام الحسين إلى أرض كربلاء في اليوم الثاني من شهر محرم ، إختار سيدنا العباس بن أمير المؤمنين ( عليهما السلام ) لنفسه نوعاً خاصاً من العبادة : وهي أنه كان إذا جن الليل يركب الفرس ويحوم حول المخيمات لحراسة العائلة.
والعباس : إسم لامع وبطل شجاع ، تطمئن إليه نفوس العائلة والنساء والأطفال ، ويعرفه الأعداء أيضاً ، فقد ظهرت منه ـ يوم صفين ـ شجاعة عظيمة جعلت إسمه يشتهر عند الجميع بالبطولة والبسالة ، ولا عجب من ذلك فهو ابن أسد الله الغالب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
وفي يوم عاشوراء ، لما قتل أكثر أصحاب الإمام الحسين ( عليه السلام ) أقبل العباس إلى أخيه الحسين واستأذنه للقتال ، فلم يأذن له ، وقال : « أخي أنت صاحب لوائي ، فإذا غدوت يؤول جمعنا إلى الشتات ».
فقال العباس : يا سيدي لقد ضاق صدري وأريد أخذ الثأر من هؤلاء المنافقين.
فقال له الإمام الحسين ( عليه السلام ) : « إذن .. فاطلب


(205)
لهؤلاء الأطفال قليلاً من الماء ». (1)
فأقبل العباس وحمل القربة وتوجه نحو النهر ليأتي بالماء ... ، وإلى أن وصل إلى الماء وملأ القربة ، وتوجه نحو خيام الإمام الحسين ( عليه السلام ). فجعل الأعداء يرمونه بالسهام ـ كالمطر ـ حتى صار درعه كالقنفذ ، ثم قطعوا عليه الطريق وأحاطوا به من كل جانب ، فحاربهم وقاتلهم قتال الأبطال ، وكان جسوراً على الطعن والضرب.
فكمن له زيد بن ورقاء من وراء نخلة وضربه بالسيف على يمينه فقطعها ، فأخذ السيف بشماله واستمر في القتال ، فضربه لعين على شماله فقطع يده ، وجاءته السهام والنبال من كل جانب ، وجاء سهم وأصاب القربة فأريق ماؤها ، وضربه الأعداء بعمود من حديد على رأسه ، فسقط على الأرض صريعاً ، ونادى ـ بأعلى صوته ـ : أدركني يا أخي !
وكان الإمام الحسين ( عليه السلام ) قد وقف على ربوة عند باب الخيمة .. وهو ينظر إلى ميدان القتال ، وكانت السيدة زينب واقفة تنظر إلى وجه أخيها ، وإذا بالحزن قد غطى ملامح الإمام الحسين ! فقالت زينب : أخي مالي أراك قد تغير وجهك ؟

1 ـ كتاب « تظلم الزهراء » ص 210.

(206)
فقال : أخيه لقد سقط العلم وقتل أخي العباس !
فكان السيدة زينب إنهد ركنها ، وجلست على الأرض وصرخت : وا أخاه ! وا عباساه !
وا قلة ناصراه ، واضيعتاه من بعدك يا أبا الفضل !
فقال الإمام الحسين : « إي والله ، من بعده وا ضيعتاه ! وا إنقطاع ظهراه !
وأقبل الحسين ـ كالصقر المنقض ـ حتى وصل إلى أخيه فرآه صريعاً على شاطئ الفرات ، فنزل عن فرسه ووقف عليه منحنياً ، وجلس عند رأسه ، وبكى بكاءً شديداً ، وقال : « يعز ـ والله ـ علي فراقك ، الآن إنكسر ظهري ، وقلت حيلتي ، وشمت بي عدوي ».


قال السيد ابن طاووس (1) : لما رأى الحسين ( عليه السلام ) مصارع فتيانه وأحبته عزم على لقاء القوم بمهجته ، ونادى :
هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله ؟
هل من موحد يخاف الله فينا ؟
هل من مغيث يرجو الله بإغاثتنا ؟
هل من معين يرجو ما عند الله بإعانتنا ؟
فارتفعت اصوات النساء بالعويل ، فتقدم الإمام ( عليه السلام ) إلى باب الخيمة وقال لأخته زينب : ناوليني ولدي الرضيع حتى أودعه.

1 ـ في كتاب الملهوف ص 168 / وذكر في كتاب بحار الأنوار ج 45 ص 46.

(208)
فأخذه وأوما إليه ليقبله فرماه حرملة بن كاهل بسهم فوقع في نحره فذبحه.
فقال الحسين لأخته زينب : خذيه.
ثم تلقى الدم بكفيه فلما امتلأتا رمى بالدم نحو السماء وقال : هون علي ما نزل بي أنه بعين الله.
قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) : فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض. (1)
وفي رواية أخرى : أن الإمام الحسين ( عليه السلام ) حينما طلب طفله الرضيع ليودعه ، أقبلت السيدة زينب ( عليها السلام ) بالطفل ، وقد غارت عيناه من شدة العطش ، فقالت : يا أخي هذا ولدك له ثلاثة أيام ما ذاق الماء ، فاطلب له شربة ماء.
فأخذه الإمام الحسين ( عليه السلام ) على يده ، وأقبل نحو أهل الكوفة وقال : « يا قوم : قد قتلتم أخي وأولادي وأنصاري ، وما بقي غير هذا الطفل ، وهو يتلظى عطشاً ، من غير ذنب أتاه إليكم ، فاسقوه شربةً من الماء ، ولقد جف اللبن في صدر أمه !
يا قوم ! إن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل ، فبينما

1 ـ كتاب « معالي السبطين » ، ج 1 ، ص 259 ، المجلس السادس عشر.

(209)
هو يخاطبهم إذا أتاه سهم فذبح الطفل من الأذن إلى الأذن !!
فجعل الإمام الحسين ( عليه السلام ) يتلقى الدم حتى امتلأت كفه ، ورمى به إلى السماء ، وخاطب نفسه قائلاً : « يا نفس اصبري واحتسبي فيما أصابك » ثم قال : إلهي ترى ما حل بنا في العاجل ، فاجعل ذلك ذخيرةً لنا في الآجل ». (1)
وجاء في بعض كتب التاريخ : أن الإمام الحسين ( عليه السلام ) لما رجع بالرضيع مذبوحاً إلى الخيام ، رأى الأطفال والبنات ـ ومعهن أم الرضيع ـ واقفات بباب الخيمة ينتظرن رجوع الإمام ، لعلهن يحصلن على بقايا من الماء الذي قد يكون الإمام سقاه لطفله.
فلما رأى الإمام الحسين ذلك ، غير طريقه ، وذهب وراء الخيام ، ونادى أخته زينب لتأتي وتمسك جثمان الرضيع لكي يخرج الإمام خشبة السهم من نحر الطفل !!
ويعلم الله ماذا جرى على قلب الإمام الحسين وقلب السيدة زينب ( عليهما السلام ) ساعة إخراج السهم من نحر الطفل.
ثم إن الإمام حفر الأرض ودفن طفله الرضيع تحت التراب.
نبض حنين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فواصل بذكرى استشهاد السيدة زينب الكبرى عليها السلام ::: يا فاطمة الزهراء ::: الميامين فواصل وأكسسوارات لتزيين المواضيع والردود 22 29-04-2016 07:35 PM
تصميم زيارة العقيلة زينب الكبرى عليها السلام يقع في 4 صفحات ::: يا فاطمة الزهراء ::: الميامين سما الأبداع - برامج التصميم فوتوشوب,فلاش - موسوعة تصاميم 19 23-04-2016 05:43 AM
المكتبة المصورة لمرقد السيدة زينب الكبرى عليها السلام ... عدد 35 ::: يا فاطمة الزهراء ::: الميامين الملحقات الولائية و الاسلامية و الدينية :: لا للمنقول :: 15 03-05-2015 09:55 PM
صورتين لمرقد السيدة زينب الكبرى سلام الله عليها ... مفرغة الخلفية عالية الدقة ::: يا فاطمة الزهراء ::: الميامين الملحقات الولائية و الاسلامية و الدينية :: لا للمنقول :: 8 29-04-2012 02:59 PM
أمّ المؤمنين السيدة خديجة الكبرى عليها السلام nono moon أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) 1 23-09-2010 12:42 PM


الساعة الآن 08:26 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir