*أم المثـاليـة والمربيـة الفاضـلـة ..

[براءةْ فآطمةُ الزهرآءْ]

✿صباااح الخير ..صباح معطر بذكر الصلاة على الرسول صلى الله عليه واله وسلم ..صبحكم الله بالخير جميع الامهات الفاظلات ..جمعة مبارك عليكم ..



استيقظت الأم باكرا لأداء صلاة الفجر .. توضـأت ولبست خمارها وجلست على سجادتها تذكر الله تعالى وتسبّحه ريثما تقام الصـلاة .. وجلست لقراءة الأدعية والأوراد اليومية و تدعو لولدها المراهق الذي يبلغ من العمر 17 عاما بالهداية والصلاح و التوفيق .. انتهت من أورادها ونظرت لساعتها لترى الوقت حتى توقظ ولدها من نومه كي يتوضـأ ويصلي فاستلقت حتى يحين الوقت الذي تقام فيه الصلاة فأخذتها الغفـوة فغفـت فرأت ولدها في المنام وعيناه تشتعلان بالنار فاستيقظت مفزوعة مما رأت فذهبت بسرعة كي تطمئن على ولدها ولكنها رأت أنوار غرفته مضاءة ففتحت الباب بهدوء شديد فرأت ابنها على جهاز الكمبيوتر وكان زجاج الشباك يعكس للواقف خلف الباب ما يراه الجالس على الكمبيوتر فرأت ولدها وهو يشاهد فيلمًـا إباحيًّـا فانصدمت لموقف ولدها فأغلقت الباب بهدوء واحتارت ماذا تصنع مع ولدها المراهق !! هل تخبر أباه بأمره فيعاقبه عقابا شديدا لا تدري ما هي نتائجه ذهبت لأداء الصلاة .. و تركت ابنها فتوصلت إلى حلّ هادئ تنصح به ابنها و في نفس الوقت لاتؤذيه فتخسره ..انتهت من صلاتها فخرج الولد ذاهبا للحمام كي يغتسل ويصلي .. فألقى على أمه تحية الصباح وهو لا يعلم بأنها قد علمت بأمره فردت عليه التحية وقالت له :

ولدي و قرة عيني .. ما ان تنتهي من حمامك وتصلي اجلس معي حتى نتناول إفطارنا معاً ونتحدث قليلا عن بعض الأمور ؟

فأجابها الولد : حسنًا يا أمي ..

أقبل الولد بعد انتهاءه من الاستحمام وأداء الصلاة فوجد أمه قد أعدّت له الإفطار فجلس امامها فابتسمت له الأم وقالت :

ولدي العزيز .. لقد احترت في أمر أريد أن آخذ رأيك فيه فانت اليوم قدج أصبحت رجلاً ويجب أن تتدخل لحل المشاكل مع والدتك ..

فابتسم الولد و قال لأمه :

وماهي مشكلتك يا أمي ؟

فقالت الأم : صديقتي لديها ولد في مثل عمرك حصلت له مشكلة مع صديق له فأريد أن أطرح عليك المشكلة لأنه من نفس عمرك وقد يكون الحل لديك لأنكما تماثلان بعضكما في العمر وستكون مشاكلما تقريبا واحدة ..

فأجاب الولد : حسنا يا أمي .. ما هي مشكلة هذا الولد ؟

فقالت الأم : ذات يوم نسي والد الولد و زوج صديقتي أن يعطي ابنه هذا نقوداً للمدرسة .. ونسيت الأم أن تسأل ولدها عما إذا كان أبوه قد أعطاه
مصروفه أم لا .. فيما خجل الولد أن يسأل والده عم المصروف وهكذا ..

فذهب الولد للمدرسة فلما حان وقت الفسحة الدراسية كان صديق هذا الولد يحمل معه نقودا للفسحة ولم يكن مع الولد مصروفًا كي يشتري الفسحة الصباحية فطلب صديق الولد من الولد أن يرافقه إلى بوفيه المدرسة ليأكلان سويا فلما ذهبا طلب الولد من صديقه أن يقوم هو بشراء الأكل بينما يبقى الصديق جالسا في الانتظار فوافق صديق الولد

وأعطى نقوده للولد فذهب الولد واشترى له ما يكفيه من الطعام وترك صديقه صاحب النقود دون أن يذهب إليه ويعطيه حصته من الطعام لأن الوجبة لم تكن تكفي إلا لشخص واحد فطمع الولد في الوجبة ونسي حق صديقه فما رأيك في هذا الأمر ؟
من المخطئ الآن ؟

فأجاب ولدها بكل ثقة :

طبعا ابن صديقتك هو المخطئ يا أمي لأنه أخذ ما ليس له وقد أخطأ والداه لانهما نسيا أن يعطيا ولدهما مصروفه مما جعله يتعدى على حق غيره

فصفقت الأم لذكاء وفطنة ولدها و قالت له :

أحسنت يا ولدي .. لكنك الآن أخطأت يا ولدي ؟

فأجابها متعجبا : فيما أخطأت يا أمي ..

فقالت الام : لأنك ترى في عمرك هذا ما ليس من حقك أن تراه ..
فهل أصبحت في عمر الزواج يا بني كي تهيئ نفسك وتعطيها
ما هو ليس بحق لها .. أنت تخطئ بحق نفسك و ربك و والديك الآن يا فلذة كبدي بما تراه وتفعله .. أنت لا تملك المال بعد ولم تخرج من إطار التربية
حتى تمنح لنفسك الحق أن تتصرف كيفما بدا لك ولم تتجرد من العبودية لله تعالى حتى تجعل عينيك تشتعلان بما يغضبه منك يا بني و ليس بمقدروك أن تتزوج وأن تكون مسئولا عن أسرة و زوجة تشاركك حياتك ..
أرجو يا ولدي أن تعرف شيئا وهو أن من لا يملك شيئا ولا يستطيع أن يملكه

ليس من حقه أن يتعدى على حق غيره وكما تعدى الولد على صديقه بما ليس له فقد تعديت على نفسك و حق ربك وتربيتي لك بما لا يحق لك ..

فخجل الولد واحمرّ وجهه ودمعت عيناه وأبدى أسفه وضمّته أمّه واحتضنته وقبل رأسها وقبلته وقالت له :

ايقى لي أنت يا ولدي كما ربيتك وعلمتك فقد امرني الله تعالى بأن أقيم سلوكك فبيض وجهي أمام ربي لأدعو لك بأن يبيض وجهك ..

فابتسم الولد ابتسامة آسفة خجلة فقال لأمه :

أعدك يا أمي أن لا أعود لمثلها .

فدعت له الأم و فرحت بتجاوبه .
...




لله يعطي جميع الامهات الصحة والعافية والله يقدرهم يربون اعيالهم تربية صحيحه يارب ويخلي اعيالهم لهم ..


أابنتكم * براءة فاطمة الزهراء