عرض مشاركة واحدة
قديم 07-04-2014, 08:12 PM   #5
آهآت زينبية فاطمية
( мѕнααя αℓкнgℓ) مشرفة قسم السعادة الزوجية
●• فاطمية متميزة •●

 
الصورة الرمزية آهآت زينبية فاطمية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: القطيف الحبيبة
العمر: 35
المشاركات: 130
معدل تقييم المستوى: 508
آهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond reputeآهآت زينبية فاطمية has a reputation beyond repute
افتراضي رد: أسس ومبادئ الحياة الزوجية السعيدة



القسم الخامس : خصال الزوجين بين الواقع والطموح.

قال الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}(الروم:21) صدق الله العلي العظيم.

لا زال الكلام موصولاً عن الأسس لاختيار الزوج لشريك حياته واختيار الزوجة لشريك حياتها، وقد استعرضنا أهم المواصفات التي رُكز عليها من قبل المشرع، وذُكرتُ بإسهاب في الروايات، وسنستعرض في هذا اليوم إيماءات في هذا المجال، طرحتها الروايات الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله والأئمة من أهل البيت عليهم السلام وأبانوا الأهمية الفائقة لتلك الصفات، ومع أنّ بعض النصوص الروائية ذكرت أهمية الاتصاف بهذه الإيماءات لأجل استقرار الحياة الزوجية؛ إلاّ أنّ الإنسان يستطيع أن يتلمس من الروايات ضرورة توافر تلك السمات في اختيار الزوج لزوجته، وفي اختيار الزوجة لزوجها؛ للعيش معيشة هانئة وطيبة لكل من الزوجين.

صفات الزوجة التي ينبغي اجتنابها.
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وآله والأئمة من أهل البيت عليهم السلام بعض هذه الصفات من أجل حياةٍ سعيدة لكل من الزوجين، وإضفاء سمات الاستقرار والهناء لكل منهما، وقد تجلت هذه الأمور في خصال الزوجة، التي ذكرها النبي صلى الله عليه وآله عندما قال: ‹‹ألا أُخبركُم بشرار نسائكم؛ الذليلة في أهلها، العزيزة مع بعلها، الحقود التي لا تتورع من قبيح، المتبرجة إذا غاب عنها بَعلُها، الحصان معه إذا حضر؛ لا تسمع قوله، ولا تطيع أمره، وإذا خلا بها تمنعت كما تمنع الصَّعِبَة عند ركوبها، ولا تقبل منه عذراً ولا تغفر له ذنباً››
، وسوف أُسلط الضوء على بعض الفقرات الواردة في هذه الرواية لما للفهم السليم لهذه الخصال من إضفاء السعادة على الحياة الأسرية.

تكيف الزوجة مع حاجات الزوج.
تفصح هذه الرواية عن مطلب في غاية الأهمية ألا وهو القدرة على التكيف من لدُن الزوجة في كسب قلب الزوج، فهل هذه الزوجة لها القدرة في التكيف لكسب قلب شريك حياتها بشكلٍ مستمر ؟ ثم ماذا ينبغي أن يتوافر لديها كي تستحوذ على مشاعره وتملك أحاسيسه؟
وقد بدأ النبي صلى الله عليه وآله في هذه الرواية ببيان ذلك من خلال الزوجة التي لا تتلمس السعادة في حياة زوجها، ووصفها بأنها امرأة شريرة؛ لأن الشر يتأتى من عدم تكيف الإنسان مع أقرب الناس إليه، والنبي صلى الله عليه وآله ذكر خصال تلك المرأة في مجموع صفات متعددة:
الأولى :
المرأة المهانة في بيت أهلها.
عندما يقول النبي صلى الله عليه وآله: ‹‹ألا أخبركم بشرار نسائكم؛ الذليلة في أهلها››
، فما معنى الذليلة في أهلها؟
هي تلك المرأة التي لا تتلقى الاحترام والتكريم في بيت أهلها، فينعكس ذلك على حياتها الزوجية، من حيث تعاملها مع زوجها، وتربيتها لأبنائها؛ لأنّ تربية الأهل إذا كانت قائمة على الإهانة والإذلال سوف تُولِد فيها عُقَداً نفسية، لها أسوأ الأثر على حياتها الزوجية؛ لأنّ ذلك الذُل والخنوع سوف يَبْرز في حياتها بصورة ممارسة لنوع من الغطرسة على زوجها، ولذلك يصفها النبي صلى الله عليه وآله بقوله: ‹‹الذليلة في أهلها، العزيزة مع بعلها››
، لأنها سوف تعكس ما تتلقاه من تربية سيئة إلى واقع حياتها الزوجية، ولكي يتجنب الإنسان الوقوع في شراك هذا النوع من النساء، فلا بد له، أن يختار الزوجة التي رُبيت بكرامة عند أهلها، ولذا، ينبغي لنا أن نتريث، ولا نستعجل في اختيارنا، لأنّ ذلك سوف يؤثر على استقرار حياتنا الزوجية.
الثانية :
السلامة من الأمراض النفسية.
ثم ينتقل النبي صلى الله عليه وآله ليذكر صفة ثانية، فيقول: ‹‹الحقود التي لا تتورع من قبيح››، وهذا المقطع من الرواية يُبين أمراً في غاية الأهمية، وهو السلامة من الناحية النفسية؛ بمعنى أنّ لا تكون الزوجة التي يختارها الزوج مصابة ببعض الأمراض النفسية التي تُؤثر على حياتها الزوجية، كالحقد على الآخرين؛ الذي يُشكل وبالاً على الواقع الأسري. والحقد صفة سيئة تدفع بصاحبها إلى ممارسة أي عمل مشين، كما قال صلى الله عليه وآله: ‹‹لا تتورع من قبيح››
، وذلك، بسبب تولد الضغينة في قلب كلٍ من الزوج أو الزوجة.
الثالثة :
المرأة المتبرجة إذا غاب عنها زوجها.
ثم تشير الرواية إلى مطلب في غاية الأهمية، وهو أنّ المرأة التي عاشت الدفء والحنان والعواطف الجياشة، سوف تمتلئ نفسيتها بالعفة ومبادئ الخير والفضيلة؛ وبالتالي، سوف تبث تلك المشاعر إلى قلب زوجها، وعند ذلك، يُمكنها أن تستقطب أحاسيسه وتُشبع له جميع رغباته. وهذا بخلاف الزوجة السيئة التي يصفها رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله: ‹‹المتبرجة إذا غاب عنها بَعلُها››
، فهذه المرأة تُظهر محاسنها لغيره، من الرجال، وأما زوجها فتظل محصنة نفسها معه، ولا تبدي شيئاً من محاسنها له.

آثار وجود الخصال السيئة في الزوجة.
ثم ينتقل النبي صلى الله عليه وآله إلى ذكر آثار توافر تلك الصفات السيئة في الزوجة، والتي أهمها:
الأول : عدم الانسجام والتكيف مع الحياة الزوجية. وذلك، من خلال مخالفة الزوج، وعدم إطاعتها لأوامره، ‹‹لا تسمع قوله ولا تطيع أمره››
.
الثاني : رفضها وممانعتها للفراش الشرعي. وهذا ما أكده النبي صلى الله عليه وآله في قوله: ‹‹وإذا خلا بها تَمَنعت كما تمَنّعَ الصعبة››، فتتعامل مع زوجها تعامل الفرس التي يُريد صاحبها أن يمتطي ظهرها، ولكنها ترفض و تتمنع منه؛ لأنها لم تُمرن على ذلك، فلا يستطيع ذلك الفارس أن يمتطيها، والزوجة السيئة بمثابة هذه الفرس باعتبار عدم توفر المبادئ الطبيعية والسمات التي ركزت عليها الروايات في الزوجة الصالحة. وبالتالي، سوف تكون معاملتها لزوجها صعبة وغير مرنة، وتصبح كما قال صلى الله عليه وآله: ‹‹كما تَمَنَعَ الصَّعِبَة عند ركوبها››
.
الثالث : عدم قبولها لعُذر زوجها. وهذا ما يشير إليه علماء التربية من أنّ الحياة الأسرية لا تخلو من الأخطاء والمشاكل، وتتطلب من الإنسان قدراً أكبر من التفهم والوئام واغتفار الخطأ؛ لأنّه الأسلوب الأمثل في إرجاع الحياة الزوجية إلى طبيعتها وهدوئها. بينما الزوجة التي كانت ذليلة عند أهلها واتصفت بالحقد، فهذه المرأة كما عبّر النبي صلى الله عليه وآله عنها، ‹‹فلن تقبل من زوجها عذراً ولن تغفر له ذنباً››
، ولذلك، من الضروري، إذا أردنا أن نختار شريكة حياتنا أن نُلاحظ هذه الصفات، كي نتجنب أمثال تلك الزوجات.

خصال الزوج الصالح.
بعد أن انتهى النبي صلى الله عليه وآله من صفات الزوجة السيئة، أخذ يُبين صفات الزوج الصالح، وبدأ حديثه بقوله: ‹‹ألا أُخبركُم بخير رجالكم››
، ثم بَيَّنَ أهم تلك الصفات التي يلزم توافرها في الرجل:
الأولى :
التقوى و النقاء.
تحدثنا سابقاً عن أهمية التدين في الحياة الزوجية، إلا أنّ هذه الرواية تُشير إلى معنىً أرفع درجة من اتصاف الرجل بالدين، وهو أن يتصف بميزة أخرى مع تدينه؛ وهي التقى، وليس التقى فحسب، بل تُسبغ عليه صفة أخرى وهي النقاء، والرجل النقي هو الواصل إلى مراتب عالية في إيمانه ونزاهته، وهذا يعني أنّ التدين لا يكفي لوحده، بل لابد من الوصول إلى درجة من التقوى والنقاء حتى يُحقق لحياته الزوجية الاستقرار والعيش الهنيء.
الثاني :
الكرم والسماحة.
ويصف النبي صلى الله عليه وآله ذلك الرجل بأنه ‹‹السَمِح الكفين››
، والسمح له معنيان:
الأول :
الزوج الكريم مع زوجته، فيوفر لها ما تحتاجه في الجانب المادي.
الثاني : الكريم في تعامله. ومع أنّ المدلول الأولي والظاهري للرواية، هو التركيز على أهمية العطاء المادي، إلا أنّ السمح يأخذ معنى الكريم في تعامله، لأنّ هذا الزوج كما يبذل المال من أجلها ولا يدخره، ويعتبره وسيلة لرفع مستوى زوجته وأسرته، فهو أيضاً كريم في تعامله وأخلاقه، ولذلك، نجد النبي صلى الله عليه وآله يصفه بقوله: ‹‹إنه خيرُ الرجال››
، لأنه ندي الكف في العطاء المادي والمعنوي.
الثالث :
غض البصر.
ثم يقول صلى الله عليه وآله: ‹‹السليم الطَرَفَين - الطَرْفَين››
، من الأمور التي تجلب قلب المرأة وودها، أن يكون الزوج غاضاً للبصر عن غيرها من النساء، وهذا يُشعرها بأنها فتاة أحلامه، وسوف تسعى لإشباع رغباته، وتحقيق ما يدور في خُلده وخياله، وإحساسها بأنُوثتها الكاملة، وسوف تُدرك أنها تقوم بوظيفتها على أكمل وجه. ولكن عندما تجد أنّ طرْف زوجها يتحرك يميناً وشمالاً في نظره إلى النساء، فإنّ هذا يعني أنها لم تُحقق رغبات زوجها على النحو المطلوب، وهذا ينعكس سلباً عليها، وسوف تصاب بعُقدٍ نفسية باعتبارها لم تقم بوظيفتها الأنثوية تجاه زوجها، وقد أشار النبي صلى الله عليه وآله إلى هذه الحيثية وضرورة توافرها في الزوج من خلال غضه لطرفه، وقَصْر نظره على زوجته، ليشبع رغباته الكامنة في نفسيتها.
الرابع :
البر بالوالدين.
هناك بعض المتزوجين عندما يتزوج ينسى أهله أو يريد من زوجته أن تنسى أهلها، لكنّ الزوج الناجح هو الذي يُبين لزوجته أهمية كونها بارة بوالدها ووالدتها، وذات علاقة سليمة مع أخوانها وأخواتها، ويُبين لها أنه بالرغم من حُبه لها وإشفاقه عليها، والود، الذي يكُنهُ بين جنبيه لشخصيتها، إلاّ أنه أيضاً لابد أن يُخصص قِسماً من وقته للبِّر بأبيه وأمه؛ لأننا نجد أحياناً أنّ بعض الزوجات تُريد أن تستحوذ على جميع وقت زوجها وتُنسيه أباه وأمه دون أن تتفهم أنّ ذلك سوف يضغط على أعصاب زوجها، ويعود في تعامله معها بشكل عكسي لا يُرضي تلك الزوجة، لأنها إذا أرادت أن تَكسِب قلبَ زوجها، فعليها أن تتعامل معه بمرونة في بِّره لوالديه، وهذا ما أكده النبي صلى الله عليه وآله في صفات الرجل بقوله : ‹‹البِّر بوالديه››
، فعندما تختار المرأة زوجاً، فلا بد أن تُركز على أنّ يكون هذا الزوج على علاقة ذات وئام مع أبيه وأمه؛ فتسعى للاهتمام بوالديه، وحثه على ذلك، لأنّ هذا الأمر سوف ينعكس عليها، وعلى علاقتها بزوجها من جهة، وكذلك، على علاقتها بأبنائها من جهة أخرى، لأنها سوف تلد أبناءً بارين بآبائهم وأمهاتهم؛ باعتبار أنهم تربوا في كنف أبٍ وأم ٍبارين، والرواية تُركز على هذا المطلب، لأنها تحدثت عن الصفات العامة للرجل، ثم عطفت على ذلك بالخاص، وهو البِّر بالوالدين، لأنه من الصفات التي تندرج في التدين والخُلق، ولكنّ الروايات تذكر هذا الخصائص والميزات كي تؤكد على توافرها في الزوج والزوجة.
الخامس :
توفير جميع احتياجات الأسرة.
ثم تقول الرواية: ‹‹ولا يُلجِئ عيالَهُ إلى غيره››
، فهذا التعبير فيه إطلاق ليس فقط في الجانب المادي، فحسب، وإنما يشمل الجانب التربوي والسلوكي، وما يحتاجه الابن من إرواء ظمأه في الجوانب المتعددة، ولذا، من الأهمية بمكان في اختيار الزوج لزوجته أن يدقق في تلك الصفات القبيحة في المرأة، كي يتجنب تلك الصفات ويُركز على أضدادها، لما لذلك من إضفاء العيش الهنيء والحياة الوادعة والمستقرة في البيت الأسري. وإذا كان لا بد للرجل من أن يتحلى بهذه الصفات، فكذلك، الزوجة إذا أرادت أن تختار شريك حياتها، فلا بد لها أن تُركِز على تقواه ونقائه وكونه من الكرماء، أي، سمح - ندي- الكفين، سليم في نظره إلى النساء الأُخريات، فلا ينظر إليهنَّ نظراً حراماً.

ثمرات توافر الصفات الحسنة بين الزوجين.
ثم تقول الرواية عندما يتصف الزوجان بهذه المواصفات يكونان قادرين على اختيار ما يُحقق لهما الخير في دنياهما وأُخراهما، قال صلى الله عليه وآله: ‹‹إنّ من القِسْم الْمُصلِح للمرء المسلم أن يكون له المرأة، إذا نظر إليها، سرته، وإذا غاب عنها حفظته، وإذا أمرها أطاعته››، أي، إنّ الله تبارك وتعالى من كرمه وعطائه على عباده، يُقَسم الأرزاق ويمنح الهبات لهم، وبالخصوص إذا توافر للرجل الزوجة التي تَسرُهُ إذا نظر إليها، ولا ينبغي، أن نتصور أنّ السرور منحصرٌ في الناحية المادية؛ بل، يشمل ذلك، ما يعرفه من السجايا والخصال الحميدة، الكامنة في شخص هذه المرأة، التي تُوجب له السرور. وهذا بخلاف تلك الصفات التي أشارت إليها الروايات، بحيث إذا توافرت في الزوجة تجعل الحياة جحيماً معها. ولا بد من الإشارة إلى أنّ قول النبي صلى الله عليه وآله: ‹‹تَسرُهُ إذا نظر إليها››
، هو مفهوم عام، لأنّ نظر الإنسان إلى الآخرين، كالزوجة -مثلاً- ليس من الناحية الجنسية فقط أو من ناحية المظهر الجمالي لها، وإنما يكون نظره لها كالنظر إلى العالم أو النظر إلى الشخص الذي تتوافر فيه مواهب، وهذا يؤدي بدوره إلى أن تكون النفس مائلة إليها بطبعها، فالنظر إلى هذه الزوجة بالمواصفات المذكورة في الروايات سوف يجعل النفس منشرحة، وفي غاية السرور. وأخيراً، لا بد للرجل أن يُركِّز على أن تكون شريكة حياته لا تحمل مرضاً نفسياً في ذاتها، فلا تكون حقودة؛ وإنما تُحِبُ الخير لنفسها وللآخرين، بالإضافة إلى كونها ذات عفاف، ولديها قدرة على استقطاب قلب زوجها من خلال عفافها.


__________________






تسلم الآنامل حبيبتي محبة الزهرآء

آهآت زينبية فاطمية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس