عرض مشاركة واحدة
قديم 22-08-2015, 04:11 PM   #1
الاء الرحمن
♣ فاطمية فعالة ♣
 
الصورة الرمزية الاء الرحمن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2015
الدولة: العراق
المشاركات: 333
معدل تقييم المستوى: 534
الاء الرحمن has a reputation beyond reputeالاء الرحمن has a reputation beyond reputeالاء الرحمن has a reputation beyond reputeالاء الرحمن has a reputation beyond reputeالاء الرحمن has a reputation beyond reputeالاء الرحمن has a reputation beyond reputeالاء الرحمن has a reputation beyond reputeالاء الرحمن has a reputation beyond reputeالاء الرحمن has a reputation beyond reputeالاء الرحمن has a reputation beyond reputeالاء الرحمن has a reputation beyond repute
افتراضي قواعد السلوك والتعامل بين الزوجين

حيث توجد مـجموعة من السلوكيات التي يُفترض أن يُطبقها الزوج والزوجة لتنجح علاقتهما وتدوم بإذن الله تعالى .
وسوف يترتب على تطبيق هذه القواعد السلوكية ثلاثة أمور :
أولها - إبراء الذمة من هذه الناحية , وتـحقق طاعة الله تعالى بإمتثال الأمر الشرعي الـمتوجه لكل واحد من الزوجين , ولو بعنوانه العام (بإعتباره أحد الـمكلفين على أية حال ) .
يقول الله تعالى :
(وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ , فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ ) المائدة-92
(وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) الأنفال-46
ثانيها - تـحصيل الأجر والثواب ورضا الله تعالى , حيث يقول عزوجل :
(وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً ) النساء-124
(يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ) التوبة-21
ثالثها - حصول الـمقدمة اللازمة للتكامل والصلاح , سواء على الـمستوى الفردي أو النوعي ..
ونقصد بالـمستوى النوعي ما يشمل الأسرة بـمعناها الـخاص , وهم الزوجين وأولادهما , والأسرة بـمعناها العام , وهم الأقرباء والأرحام من كلا الطرفين , فإنهم يتأثرون سلباً أو إيـجاباً بواقع الطرفين (الزوج والزوجة ) .
بل الـمتأمل يلاحظ أن تطبيق السلوكيات والأخلاقيات الـمفترضة (بنـحو الوجوب أو الإستحباب ) , يؤثر تلقائياً بالـمجتمع عموماً , لأن كل فرد وكل أسرة جزء من أجزاء الـمجتمع , وركن من أركانه , فإذا صلح هذا الجزء أو تكامل هذا الركن , أمكن أن يؤدي ذلك الى صلاح جزء آخر أو تكامل ركن آخر , وهكذا يسري الصلاح والتكامل شيئاً فشيئاً ..
ولنتذكر معاً الحديث الوارد عن النبي (ص) : ( عليك بمحاسن الأخلاق فاركبها , وعليك بمساوي الأخلاق فاجتنبها ، فان لم تفعل فلا تلومن إلا نفسك ) .. نسأل الله تعالى التوفيق والتسديد .
وفيما يلي بيان أهم تلك القواعد والنصائح العامة للتعامل بين الزوجين :
1 - القناعة , بـمعنى أن تتوفر القناعة الـمناسبة عند الزوجين , بأن يقنع أحدهما بالآخر , وأن يقنع كلاهما بالوضع الذي هما فيه , وبالـحال الذي هما عليه , من دون أن ينشغلا بـمراقبة الآخرين والـمقارنة معهم ..
فإن الله تعالى يقول :
(وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) طه- 131
وفي الحديث عن الصادق (ع) : ( حُرم الحريص خصلتين، ولزمته خصلتان , حُرم القناعة فافـتقد الراحة , وحُرِمَ الرضا فافتقد اليقين).
وقد ورد في الـحكمة أن من راقب الناس مات هماً .
بينما نسمع في الحديث عن النبي(ص): (القـناعة مـلـك لايـزول ) , وفي حديث آخر عن أحد الأئمة (ع) : (ان الله جعل الروح والراحـة في اليقين والرضــا ) .
وفي الرواية ان الله عز وجل أوحى إلى موسى بن عمران (ع) : ( ما خلقت خلقاً أحب إلي من عبدي المؤمن ، فاني إنـما أبتليه لما هو خير له ، وأعافيه لما هو خير له ، وأزوي عنه ما هو شرّ لـه لما هو خير له ، وأنا اعلم بـما يصلح عليه عبدي ، فليصبر على بلائي , وليشكر نـعمائي , وليرض بقضائي .. أكتبه في الصديقين عندي اذا عمل برضائي وأطاع أمري ) .
نعم لابأس بالطموح الإيـجابي , وهو الذي لايتعارض مع الشريعة , ولايؤدي الى الوقوع في الـمشاكل والـمفاسد .

2 - الصبر , بـمعنى أن يصبر كل واحد من الزوجين على الآخر , فيتحمله ويتـحمل عنه , لأجل تـمشية الـحال وراحة البال ..
وقد قال الله تعالى :
(انـما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب) الزمر- 10
وفي الحديث عن الباقر (ع) : ( إني لأصبر من غلامي هذا ، ومن أهلي على ما هو أمـرّ من الحنظل ، انه من صبر نال بصبره درجة الصائم القائم ، ودرجة الشهيد الذي قد ضرب بسيفه قدام مـحمد (ص) ) .
كذلك وردت رواية أخرى عنهم (ع) : ( ثلاث من النساء يرفع الله عنهن عذاب القبر ، ويكون مـحشرهن مع فاطمة بنت محمد (ص)) , وذكر منهن ( امرأة صبرت على سوء خلق زوجها ) , ثم قال (ع) : (يعطي الله كل واحدة منهن ثواب ألف شهيد , ويكتب لكل واحد منهن عبادة سنة ) .
وينبغي الالتفات الى أن الصبر ضرورة على أية حال , حيث ورد عن المعصومين (ع) : ( ان تصبر تـغـتبط ، وإلا تصبر ينفذ الله مقاديره راضياً كنت أم كارهاً ) .
وفي الحديث عن الإمام علي (ع) : ( من لم يُنجه الصبر ، أهلكه الـجزع ) .

3 - وجود النية الـحسنة لدى الزوجين , بـمعنى أن كل واحد منهما ينوي الـخير للآخر , فما دامت النية منعقدة حقيقة على فعل الخير ، واجتناب الشر ، فإن كل واحد من الزوجين سيكون في استعداد وإلتفات ووعي للعمل بـمقتضى هذه النية , كما ان الثواب سوف يـملأ صحيفته , و سوف تزيـن الـحسنات كتابه , وان لم تتوفر له فرصة التطبيق ، ما دام غير مقصر ولا متهاون في ذلك ..
ففي رواية عن الكاظم (ع) مضمونها ان العبد اذا هـمّ بالحسنـة خـرج نفَسه طيب الريح ، فيقول احد الملكين لصاحبه قم , فانه قد هم بالحسنة ، فاذا فعلها كان لسانه قلمه وريقه مداده فأثبتها له .
ثم إنه ورد في الحديث عن النبي (ص) : ( ياأبا ذر ليكن لك في كل شيء نية , حتى في النوم والأكل ) .
وفي الحديث عن الصادق (ع) : عندما سُئل عن معنى العبادة فقال (ع) : (حسن النية بالطاعة , من الوجوه التي يطاع الله منها ) ..
وبذلك ندرك أن نية الخير عندئذ ستكون من مصاديق طاعة الله وعبادته عز وجل .

4 - السبــق أو التسابـــق إلى الـخيـــر و الصالـحــات , بـمعنى أن كل واحد من الزوجين يتسابق مع الآخر الى فعل ما يـحفظ العلاقة الزوجية ويديـمها , ويـحمي الأسرة و يـجعلها أكثر تـماسكاً وقوة , وليكن سباقهما وتسابقهما هذا قربة لله تعالى , ليكون أكثر بركة وأجراً , وأدوم أثراً وذكراً ..
حيث يقول الله تعالى:
( فاستبِقوا الـخيرات ) البقرة- 148
( السابقون السابقون ، اولئك المقربون في جنات النعيم ) الواقعة- 12
وفي الحديث عن الإمام علي (ع) ( ألا وان اليوم المضمار , وغداً السبـاق ، والسبقة الجنة ).
وفي الدعاء الـمروي عن الإمام علي(ع) : ( وهب لي الـجد في خشيتك ، والدوام في الاتصال بخدمتك ، حتى اسرح اليك في ميادين السابقين ، وأسرع اليك في المبادرين ) .
نعم قد يكون ذلك ثقيلاً على أغلب الأزواج , ولكن الـمفروض بالـمؤمن العاقل ان لايستثقل الـخير أبداً , فانه رصيده وكنزه ، وقد ورد في الحديث عن الباقر (ع) : ( ان الله ثقّل الخير على اهل الدنيا كثقله في موازينهم يوم القيامة ، وان الله خفف الشر على اهل الدنيا كخفته في موازينهم يوم القيامة ) .

يتبع
للشيخ حيدر اليعقوبي
__________________
الاء الرحمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس