تعلم انك أيها الانسان خلقت من تراب الدنيا....
وسوف تعود إليها يوماً ما.....
وتتحول إلى تراب فالأعمار تفنى والأيام تنتهي واللذات تنسى ولا يبقى إلا الحسرات والندم فلا تؤجل التوبة ولا تغتر بطول العمر.....
ان الدنيا دار ممر والآخرة دار مقر ....
فتأخذ من ممرك إلى مقرك....
وانها كالجسر الذي تعبره إلى الجهة الأخرى.....
وان هذه الدار هي ليست دار الخلود بل هي دار الفناء وانك تسير على أرض قد سار عليها ملايين غيرك كانوا يحملون مثلك من الآمال والطموحات وتزوجوا وانجبوا وملكوا وأكلوا ولكنهم جميعاً ذهبوا.
فهذه الدنيا كالبحر العميق ....
قد غرق فيها كثيرون فليجعل الانسان سبيله في النجاة من الغرق في بحر الدنيا التقوى والورع والطاعة والأخلاق الحميدة.
جاء عن النبي محمد (ص وآله) الدنيا ملعونة وملعون ما فيها إلا من ابتغي به وجه الله (البحار ج77)، ان الأرض التي تمشي عليها تتعلق بك وتشتاق إليك إن كنت مؤمناً عاملاً بالصالحاتن ابتغي لنجاة ملكوا وأكلوا ولكنهم جميعاً ذهبوا. تسير على أرض قد سار عل وسوف تستقبلك وتحول قبرك إلى روضة من رياض الجنة إن دخلت فيها، ولكن إذا كنت من الناس الذين يعملون للسيئات فإن هذه الأرض سوف تكرهك وتتمنى أن لا تدفن فيها وتحول قبرك إلى حفرة من حفر النيران.
كما ان هذه الدنيا كما نعلم دار ابتلاء ومصاعب ومشاكل وان أيامها السعيدة قليلة وانك ستصاب بالمرض والآلالم أحياناً وانك سوف تفقد أعزة عليك يوماً فتكون صابراً راضياً بقضاء الله وقدره وتحمده على كل شيء.....
ان الإنسان مهما جمع من أموال وبنى من البيوت فإنه يوماً ما سوف يترك كل ذلك ولا يأخذ معه شيء غير كفنه ولا ينفعه إلا عمله الصالح.....
فلا تحزن على ما فاتك وتحزن على ما خسرت في الدنيا كما جاء عن الإمام علي (ع) انه قال: ((اغنى الناس يوم القيامة أفقرهم في الدنيا وأوفر الناس حظاً يوم القيامة أقلهم حظاً من الدنيا)) غرر الحكم.
إن الإنسان في هذه الدنيا عليه الموازنة في العمل للدنيا والآخرة ......
وان لا يؤثر احدهما على الآخر فيحاول أن يصلح دنياه وآخرته ويعمل الخيرات التي تخلصه من النار وتدخله الجنة......
اللهم إنا نسألك ونتوصل إليك بأحب الخلق إليك محمد وآل محمد أن تغفر لنا وترحمنا انك أنت الغفور الرحيم.
والحمد لله ربي العالمين
منقوول