رد: موضوع للنقاش --رجاءا ادخلوا -----بقلمي
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي على محمد وال محمد السلام عليكم بلغ
هذا الحديث الشريف من الشهرة ما أغنى استطراد مصادره ، فإنه قد رواه الفريقان ، واعترفت به الفرقتان ، وعرفه الخاص والعام ، بل حفظه الصغير والكبير ، والعالم والجاهل ، فهو فاكهة الأندية وفي مذاق الأفواه حتى كاد أن يتجاوز حد التواتر .
غير أن الرواة اختلفوا في نص هذا الحديث الشريف اختلافا كثيرا ، إلا أن الاختلاف الذي جاء فيه لا يغير مفاده ، ولا يجعل منه منزعا للتأويل الزائغ ، ولا ذريعة للفرار عما ألزم به منطوقه .
وهذا الاختلاف يشهد لما قيل من أن رسول الله صلى الله عليه وآله نطق بمفاد هذا الحديث الشريف في عدة مواطن ، مراعيا وحدة المعنى والغرض ، كما أن تعدد الرواة له ، وتعدد الطرق لروايته ينبئنا عن تعدد تلك المواطن ، ومن تلك المواطن :
ص 303
حجة الوداع ، يوم عرفة عند مجتمع الناس ، ومنها يوم الغدير في خطبته ، ومنها مرض موته عند وصاياه لأمته ( 1 ) .
وسنذكر لك أيها القارئ اللبيب بعض من أخرج هذا الحديث الشريف من أئمة أهل السنة قديما وحديثا في كتبهم من الصحاح ، والسنن ، والمسانيد ، والتفاسير ، والسير ، والتواريخ ، واللغة ، وغيرها بأسانيد عديدة ، وطرق شتى ، وذلك لزيادة الإيضاح والاطمئنان ، وتتميما للفائدة .
أخرج أحمد بن حنبل في مسنده ( 2 ) عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عز وجل ، وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني بهما أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ) .
وأخرج أيضا في نفس المصدر ص 26 عن أبي سعيد الخدري حديثا آخر .
وأخرج أيضا في نفس المصدر ص 59 عن أبي سعيد الخدري حديثا آخر .
وأخرج في الجزء الرابع ص 367 عن زيد بن أرقم حديثا آخر .
* هامش *
( 1 ) قال المؤلف : أنظر إلى كتاب ( الثقلان ) للإمام الحجة الشيخ محمد الحسين المظفر ( رحمه الله ) تجد ما ذكرناه وزيادة على ذلك مما فيه الكفاية . أقول : ونطق به صلى الله عليه وآله في مسجد الخيف بعد انصرافه من الطائف أيضا .
( 2 ) ج 3 - ص 17 . ( * )
ص 304
وفي صحيح مسلم ( 1 ) قال النبي صلى الله عليه وآله . ( وأنا تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ) .
وأخرج المتقي الهندي في كنز العمال ( 2 ) حديثا يقرب من حديث مسلم المتقدم .
وفي صحيح الترمذي ( 3 ) عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في حجته يوم عرفة ، وهو على ناقته القصوى ، يخطب فسمعته يقول : ( يا أيها الناس ، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ) .
قال الترمذي - بعد إيراده الحديث - : وفي الباب عن أبي ذر ، وأبي سعيد ، وزيد بن أرقم ، وحذيفة بن أسيد . وفيه أيضا : عن زيد بن أرقم ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ) .
* هامش *
( 1 ) 2 - ص 238 .
( 2 ) ج 7 - ص 112 .
( 3 ) ج 2 - ص 308 . ( * )
ص 305
قال الترمذي - بعد إيراده الحديث - : هذا حديث حسن . وأخرج هذا الحديث الطبري في ذخائر العقبى ص 16 .
وأخرج الحاكم في المستدرك ( 1 ) عن زيد بن أرقم ، أن النبي صلى الله عليه وآله قال في حجة الوداع : ( إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله تعالى ، وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) .
وذكر الحاكم هذا الحديث أيضا في ص 148 و 532 من مستدركه ، وقال - بعد إيراده الحديث - : إنه صحيح على شرط الشيخين . وقد أورد هذا الحديث الذهبي في تلخيص المستدرك .
وقد أخرج القندوزي الحنفي حديث الثقلين في ينابيع المودة ( 2 ) من طرق شتى . وأخرج ص 36 عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال في العترة : وهم الذين قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( إني مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، أيها الناس إنكم لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ) .
وقد أخرج ابن حجر في صواعقه لحديث الثقلين طرقا كثيرة ، ففي الباب
* هامش *
( 1 ) ج 3 - ص 109 . ( 2 ) ص 25 . ( * )
ص 306
الحادي عشر منها بعد أن صرح بكثرة طرقه ، قال : اعلم أن الحديث التمس بذلك طرقا كثيرة ، وردت عن نيف وعشرين صحابيا ، ومر له طرق مبسوطة في الشبهة الحادية عشرة ، وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة ،
وفي أخرى أنه قال بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه ، وفي أخرى أنه قال ذلك بغدير خم ، وفي أخرى أنه قال [ ذلك ] لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف كما مر . ولا تنافي إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماما بشأن الكتاب العزيز ، والعترة الطاهرة ( 1 ) .
وفي تاريخ اليعقوبي ( 2 ) قال النبي صلى الله عليه وآله . ( أيها الناس إني فرطكم ، وأنتم واردون علي الحوض ، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ) . قالوا : وما الثقلان يا رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : ( الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله ، وطرف بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي ).
إلى غير ذلك مما يطول الكلام باستقصاء ذكرهم كالطبري في ذخائر العقبى ص 16 ، والدارمي في سننه : ج 2 - ص 432 ، والنسائي في خصائصه ص 30 ، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب الباب الأول ص 11 في بيان صحة خطبته بماء يدعى خما ، قال بعد نقل الحديث :
* هامش *
( 1 ) الصواعق المحرقة : 150 ( مكتبة القاهرة ) .
( 2 ) ج 2 - ص 93 . ( * )
ص 307
أخرجه مسلم في صحيحه .
ورواه أبو داود ، وابن ماجة القزويني في كتابيهما ، وأيضا في الباب الحادي والستين ص 130 ،
وأبو نعيم الأصفهاني في حليته : ج 1 - ص 355 ،
وابن الأثير الجزري في أسد الغابة : ج 2 - ص 12 و ج 3 - ص 147 ،
وابن عبد ربه في العقد الفريد : ج 2 - ص 346 و 158 في خطبة النبي صلى الله عليه وآله في حجة الوداع .
وابن الجوزي في تذكرة الخواص الباب الثاني عشر ص 332 قال بعد نقل قول جده : وقد أخرجه أبو داود في سننه ، والترمذي أيضا ،
وذكره رزين في الجمع بين الصحاح ، والعجب كيف خفي عن جدي ما روى مسلم في صحيحه من حديث زيد بن أرقم . والحلبي الشافعي في إنسان العيون : ج 3 - ص 308 .
والثعلبي في الكشف والبيان في تفسير آية الإعتصام ، وفي تفسير آية الثقلان ، والفخر الرازي في تفسيره : ج 3 - ص 18 تفسير آية الإعتصام ، والنيسابوري في تفسيره ج 1 - ص 349 تفسير آية الإعتصام .
والخازن في تفسيره ج 1 - ص 257 في تفسير آية الإعتصام ، وفي الجزء الرابع ص 94 في تفسير آية المودة ، وأيضا في تفسير آية ( سنفرغ لكم أيها الثقلان ) ( 1 ) ص 212 . .
وابن كثير الدمشقي في الجزء الرابع ص 113 في تفسير آية المودة ، وفي الجزء الثالث ص 485 في تفسير آية التطهير ، وأيضا في تاريخه في الجزء الخامس أو السادس في ضمن حديث الغدير ، وابن أبي الحديد في شرح النهج
بارك اله فيك اختي الغالية وجزاك الله خيراً على طرحك ورزقنا الله شفاعة ال البيت يا رب
|