[خادمة قائم آل محمد]

موضوع مميز وطرح رائع ومتكامل منكم عزيزتي خدومة

كل الشكر لكم حبيبتي

وشكرا للاخوات العزيزات اللاتي اثرين الموضوع بنقاشهن الجميل

جزاكم الله كل خير

******

عندما كنت ادرس دروس حوزة طلب منا استاذنا ان نكتب موضوعا

جواب لسؤال هو

: هل الظروف تتحكم بالانسان ام الانسان يتحكم بالظروف ؟
فكان جوابي كالآتي :
لكي نجيب على هذا السؤال هناك سؤال يطرح نفسه هو
ما هي الظروف ؟
الظروف على انواع هي :
1- اما ان تكون من صنع الخالق كموت شخص مثلا
فهذه امور لا دخل للانسان بها ولا يستطيع التحكم بها
بل يجب عليه لكي يطمئن ان يتذكر قوله تعالى
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ - البقرة 155- 157 )
فيجب في مثل هذه الامور التي هي من تدبير الله عز وجل
التسليم له لانها قطعا فيها حكمة اللهية لا يستطيع الانسان ذو العقل المحدود استيعابها
كذلك التوجه الى الله والتوسل له عز وجل ليرد عنه قضاءه
وقد ورد عن آل البيت عليهم السلام : (لا يُرد القضاء إلا بالدعاء)
بحار الأنوار ج8 ص296
2- واما ان تكون الظروف من صنع ظالم اجبر الانسان عليها
مثلا السجن ظلما
واقصد بالسجن هنا المعنى الاعم والذي يشمل كل ما يقيد حرية الانسان
سواء ماديا او معنويا او ثقافيا او دينيا او غيرها
وفي هذا النوع من الظروف يجب ان يكون للانسان موقفا اتجاهها
فيجب ان يجاهد من اجل حريته
اما المستضعفون
فالصبر والدعاء هو خير سلاح في وجه هذه الظروف
عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال
: من سعادة ابن آدم استخارته الله ورضاه بما قضى الله ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله وسخطه بما قضى الله .
بحار الانوار ج 74 / ص 159
والاستخارة هنا تعني طلب الخير من الله
كذلك يقول صلى الله عليه وآله
( الدعاء سلاح المؤمن )
بحار الانوار، ج‏93، ص‏289
ويجب ان يدافع الانسان عن نفسه بكل ما أوتي من قوة
وكما يقول الشاعر
ان كنت ذا رأي فتقدم **** فان فساد الرأي ان تترد
وان كنت ذا عزم فاعمل **** فان فساد العزم ان تتقيد
3- واما ان تكون الظروف من صنع الانسان نفسه
وهذا له عدة اوجه :
أ‌- ان يكون تصرفه استجابة لامر الله تعالى ونقصد هنا الامر التشريعي
كالجهاد في سبيل الله
فهنا سعادة الانسان بالانقياد لهذه الظروف تتوقف على درجة ايمانه ويقينه بما تجلب له طاعة الله من منافع ومن سعادة في الدنيا والاخرة
ب‌- ان يكون تصرفه استجابة لامر الشيطان او هوى النفس
كالرضوخ للظالم مع القدرة على مجابهته
ولكنه يترك محاربته بل يقبل ان يبقى بيده كاللعبة التي تتحرك بالخيوط
فهذه الظروف وقع الانسان تحت سلطتها بسوء اختياره
فهذا ما يسمى اضطرار بسوء الاختيار
جـ - ان تكون الظروف يتوهمها الانسان وليس لها وجود
كمن اغمض عينيه ويقول ان الدنيا مظلمة ولا يفتح عينيه كي يرى النور الذي يملأ المكان
وكثير من الناس المنقادين للظروف من هذا النوع
فيجب عليهم ان يفتحوا اعينهم جيدا ويتمتعوا بمنظر النور ولو كان مجرد بصيص شمعة صغيرة
فانه يستطيع من خلاله ان ان يرى عدة شموع
ينير بها حياته
ويجب ان يتذكر دائما
ان لكل داء دواء يستطب به الا الحماقة اعيت مداويها
والله يهدي من يشاء
نسأل الله ان يهدينا السراط المستقيم وينير بصائرنا
ويوفقنا لما يرضيه ويجنبنا معاصيه
ونسألكم الدعاء

ما شـــــــــــاء الله احسنتٍ جدا ام شبــــــر

افيضي علينا من العلوم والمعارف حقا بحاجة لها

اشكرك جدا جدا اختي الغالية

نتمنى الاستفادة من الجميع

تقبل الله اعمالكم واعمالنا وسدد خاطكم للخير دايما