اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم
والعن أعدائهم
الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا
وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
:: الزنى ::
قال سبحانه عزّ وجلّ;
"وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ"
وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً
وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن
فَضْلِهِ
وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا
لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ
اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا
إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ
سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
خلق الله الإنسان وأودع فيه العقل والشهوة,
وميزه عن الملائكة الذين يملكون عقلًا بلا شهوة,
وعن الحيوانات التي تمتلك شهوة بلا عقل,
وعلى هذا المعيار فأن الأنسان الذي يعيش ويتصرفه
بعقله بما حدده الرحمن الرحيم من حدود في أتباع
أوامره والأنقياد لطاعاته بعيداً عن أتباع الشهوات
والفواحش وحبّ الدنيا, إنما يحيا حياة مليئة
بالسعادة متظللًا بستائر الإيمان وعزائم الشكر
لله الخالق العظيم الذي سخرّ له كل شيء ضمن
أطر الرزانة وحفظ النفس والسعي للعبادة.
فالغاية من الخلق, هو العبادة وكما قوله تعالى;
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
والمراد بمعنى العبادة....هو ليس بالأنقطاع المطلق
عن خلق الله والتبصر بما خلق والعزف عن الأصلاح
وعمارة الأرض, والأعتكاف فقط على الطاعات
حتى يبلغ الأنسان أجله.
بل العبادة هو الأمتثال لأوامره وأتباع حلاله
ونهي النفس عن حرامه.
فالله سبحانه وتعالى خلق كل مايعين الأنسان
في عيشه وتعليمه وأشباع غرائزه كما ذكر عزّ وجلّ
في محكم كتابه الشريف,
سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ
ليعيش الأنسان حياة كريمة وطاهرة ومتحصناً بتقوى الله
وإيمان وصبر الصادقين.
عن نوف البكالي، عن أمير المؤمنين عليه السلام
قال:كذب من زعم أنه ولد من حلال وهو يحب
الزنا وكذب من زعم أنه يعرف الله عز وجل وهو
مجترئ على معاصي الله كل يوم وليلة.
الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة) * -:
معصية " ومقتا " فإن الله يمقته ويبغضه قال:
* (وساء سبيلا) * هو أشد الناس عذابا، والزنا من
أكبر الكبائر.
-الإمام الصادق (عليه السلام):
إن أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل أقر نطفته
في رحم تحرم عليه.
-الإمام علي (عليه السلام): ما زنى غيور قط.
عن الحضرمي، عن الصادق عليه السلام قال:
بروا آباءكم يبركم أبناؤكم: وعفوا عن نساء
الناس تعف نساؤكم.
إن الأنسان العارف المُسّلم لله بكل جوارحه وأعضائه,
المتقي من وساوس وهمزات الشيطان إنّما يسير
في الطريق الصحيح وفق الفطرة الألهية
التي أرادها الله لعباده ووفق العقل الذي حباه الله
بالعناية والحب.
هكذا إنسان هدفه رضا الخالق والعمل على طاعته تصبح
حياته جنة ومسيرته آمنة سعيدة لايطمح إلا رضا الله
والتمسك بأوامره الرشيدة.
كما روى أن ذكر الله
ليس سبحان الله، والحمد لله، ولا اله الا الله والله أكبر،
ولكن ذكر الله عندما أحل له، وذكر الله عند ما حرم
عليه.
فيحول ذكره تعالى بينه وبين تلك المعصية.
ومن الألطاف الألهية والتعليمات الربانية التي
هدفها صلاح الأنسان وتقويم مسيرته, تحذيره
من إرتكاب المنكرات والرذائل التي تدمر الحياة
وتُسخط الرب وتحصين النفس بالزواج فانه
الوسيلة الوحيدة لحفظ النفس ولجمها عن
حبائل الشيطان.
ولكسب الذرية الطيبة، وانه باعث على عفة المتزوج
وحصانته
ضد الفجور والآثام الجنسية،
وهذا ما عناه النبي (ص) بقوله :
«من تزوج أحرز نصف دينه،
فليتق الله في النصف الآخر» .
من أجل ذلك كان عقاب الزاني المحصن رجماً
بالحجارة حتى الموت، لتحصنه بالزواج، واستهتاره
بقدسية الأعراض وكرامتها المصونة.
قال سبحانه ;
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ
وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ
مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ.
الزَّانِي لا يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا
إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ.
ومن آثار الزواج أنه من دواعي رغد العيش،
وسكينة النفس، وراحة الضمير والوجدان.
«ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا
إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة» .
ثم غضّ البصرعن مصائد الشيطان التي
تقود إلى الضلال والهلكة والأنحطاط الروحي
والعائلي والأجتماعي.
غض البصر
قال الله تعالى: ((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم
ويحفظوا فروجهم))
يجب غض البصر عما لا يحل النظر إليه،
فان النظر إلى ما لا يحل سهم مسموم من سهام إبليس،
يسمّم الروح، ويعكّر صفاء القلب، ويرهق النفس،
ويمرض الجسم.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
«النظر إلى محاسن النساء سهم من سهام إبليس
فمن تركه أذاقه الله طعم عبادة تسره»
وقال الصادق (عليه السلام):
«ما اغتنم أحد بمثل ما اغتنم بغض البصر،
فإن البصر لا يغض عن محارم الله تعالى إلا
وقد سبق إلى قلبه مشاهدة العظمة والجلال»
وسئل أمير المؤمنين (عليه السلام):
بما ذا يستعان على غض البصر؟
فقال (عليه السلام):
«بالخمود تحت سلطان المطلع على سرك،
والعين جاسوس القلب وبريد العقل، فغض بصرك عما
لا يليق بدينك ويكرهه قلبك وينكره عقلك»
قال النبي (صلى الله عليه وآله):
«غضوا أبصاركم ترون العجائب»
وقال عيسى ابن مريم (عليه السلام) للحواريين:
«إياكم والنظر إلى المحذورات فإنه بذر
الشهوات وبنات الفسق»
قال يحيى (عليه السلام):
«الموت أحب إلي من نظرة بغير واجب»
وقال عبد الله بن مسعود لرجل نظر إلى
امرأة قد عادها في مرضها:
لو ذهب عيناك لكان خيراً لك من عيادة مريضك،
ولا تتوفر عين يصيبها من نظر إلى محذور إلا وقد
انعقد عقدة على قلبه من المنية ولا تنحل بإحدى
الحالين إما ببكاء الحسرة والندامة بتوبة صادقة،
وإما بأخذ نصيبه مما تمنى ونظر إليه فأخذ الحظ
من غير توبة فيصيره إلى النار،
وأما التائب البالي بالحسرة والندامة عن ذلك
فمأواه الجنة ومنقلبه الرضوان.
وصلّ الله على محمد وآل محمد
وفقنّا الله تعالى لحسن مرضاته ولجميع طاعته
ولكمال البر والأحسان
وعموم طاعة الرحمن.
يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله
ونسالكم صالح الدعاء,,,
__________________
التوقيع
فان نهزم فهزامون قدما *
وإن نهزم فغير مهزمينا
وما إن طبنا جبن ولكن *
منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا افيقوا *
سيلقى الشامتون كما لقينا
إذا ما الموت رفع عن أناس *
بكلكله اناخ بآخرينا
( اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت إليه أحسن صنيعا، ولا له أدوم كرامة ولاعليه أبين فضلا، ولابه أشد ترفقا، ولا عليه أشد حيطة ولاعليه أشد تعطفا منك علي، وأن كان جميع المخلوقين يعددون
من ذلك مثل تعديدي فاشهد ياكافي الشهادة بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك علي وقلة شكري لك فيها.
يا فاعل كل إرادة، صل على محمد وآله، وطوقني أمانا من حلول السخط لقلة الشكر،
وأوجب لي زيادة من إتمام
النعمة بسعة الرحمة والمغفرة، أنظرني خيرك ...ولا تقايسني بسوء سريرتي، وامتحن قلبي لرضاك، واجعل ما تقربت به إليك في دينك خالصا ولاتجعله للزوم شبهة ولا فخر ولا رياء ياكريم،
اللهم أرفل ببركاتك ونعمائك ورضوانك على حبيبتي
أحلى قمر
نسأل الجميع براءة الذمة.....