~ســـــــــورة الــــبــــــروج~
{ فـــضـــــلـــهــــا }
عن الامام الصادق (ع) :" من قرأ و السماء ذات البروج في فرائضه
,فإنها سورة النبيين,كان في محشره و موقفه مع النبيين و المرسيلن و الصالحين"
{ تفسيرها من الاية 1 الى 22 }
وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ(1)
البروج هي المنازل العالية كالشمس و القمر و الكواكب في السماء
و هي اثنتا عشر برجاً ,يسير القمر برجاً منها كل يومين او ثلاث
و تسير الشمس في كل برج شهراً واحداً.
و يُقسم تعالى بالسماء و ما فيها من الكواكب الدقيقة الصنع..
ليستدِّل الانسان من خلالها و يتنبه على وجود الخالق و عظمته.
وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ(2)
و يُقسم تعالى بيوم القيامة , يوم الحساب و الجزاء.
وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ(3)
و يُقسم عزَّ وجلّ بالشاهد و هو يوم الجمعة و بالمشهود و هو يوم عرفة
قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ(4)النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ(5)
إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ(6)وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ(7)
قُتِل أي لُعِن
و الاخدود هو شقّ في الارض يُحفر مستطيلا
و اصحاب الاخدود هم قوم كافرون لهم بأس و سلطان
و تشير هذه الآيات الشريفة الى إناس طغاة قد حفروا خندقاً
و أضرموه بنار تسطع باللهب ثم جاءوا بالمؤمنين المخلصين و عرضوهم
على النار فمن رجع عن دينه و وافقهم على الكفر و البغي تركوه
و من أصرّ على الايمان و الاخلاص أحرقوه و هم قاعدون على جوانب
الخندق حول النار يتلذذون و يتمتعون بمشاهدة الاجسام تحترق حية طرية
وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ(8)
الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(9)
و ما نقموا منهم اي و ما كرهوا منهم سوى انهم قد آمنوا بالله العزيز
مالك الملك القادر القاهر العالم بكل شيء و المستحق و حده الحمد

إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ(10)
ان الذين آذوا المؤمنين و المؤمنات ليفتنوهم عن دينهم و يردّوهم كفاراً
بعد ايمانهم هددهم الله تعالى بالعذاب الاليم
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ(11)
اما الذين اتقوا و آمنوا فوعدهم سبحانه و تعالى بالجنان و النعيم و بالفوز الكبير

إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ(12)
البطش هو الاخذ بالعنف و هو بالطبع سيكون اليماً و شديداً
كيف لا و هو من جبار السماوات و الارض؟؟

إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ(13)
و هو عزّ و جل القادر على بدء الخلق و اعادته

وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ(14)
لما ذكر سبحانه و تعالى شدة العذاب قرنها بمغفرته و لطفه ليرجع اليه
العاصون بالتوبة و لا ييأسوا من رحمته فان غضبه تعالى عل المذنبين لا يمنعه من الرحمة بهم

ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ(15)
و هو جل و علا صاحب الملك و السيطرة

فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ(16)
و مراده تعالى يتحقق بمجرد ارادته من غير حاجة لشيء آخر

هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ(17)فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ(18)
"المُخاطَب في هذه الآية الكريمة هو النبي محمد (ص)"
هل سمعت يا محمد و سمع قومك بما حل بثمود(و هم قوم النبي صالح عليه السلام )
و بفرعون و مثله و كيف انتقم الله منهم لمّا كذبوا الرسل فكذلك ينتقم سبحانه من
الذين كذبوك متى أراد

بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ(19)
ان فئة من الذين كفروا يجحدون الحق لا لشيء الا لانهم مولعون
بتكذيبه و معاندته اينما كان و يكون و الا بأي عذر لهم في انكاره و قد قامت
عليه الدلائل و البينات و ظهرت كوضوح النهار؟

وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ(20)
اي انهم في قبضة الله عز و جل يُقلِّبهم كيف يشاء و يُهلكهم متى اراد

بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ(21)
انه قرآن عظيم الشأن لان كل ما فيه حق و عدل مع قيام الحجة
و وضوح البرهان و ما كذب به الا المجرمون

فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ(22)
و هو محفوظ من التحريف و مصون من التغيير و التبديل..
صــــــدق الله الـــعــــلــــي الــــعــــظــــــيــــــم