الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا
وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
قال تعالى: { ... فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا ... }،
وقال: { ... نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ ... }.
كيف يلتئم ذلك مع قوله:
{ ... وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا }،
وقوله: { ... لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى } ؟!
النسيان في الآيتَين الأَوّليتَين ;
هو التناسي والتغافل، أمّا المنفّي في الآيتَين
الأخيريتَين فهي الغفلة والنسيان
حقيق.
والنسيان ـ بمعنى التناسي ـ في القرآن،
كما في قوله تعالى:
﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ
لَهُ عَزْمًا
أي تناسى العهد ولم يأخذ بجدٍّ؛
إذ لو كان نَسيَ حقيقةً لكان معذوراً
، إذ لا مؤاخذة على التناسي عقلاً
ولا لوم عليه.
وقوله:
﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ
أَنفُسَهُمْ ...
أي تَغافلوا حضورَه تعالى في الحياة ؛
ومِن ثَمَّ تغافلوا ولم يأخذوا كرامة الإنسان
بجدّ.
فقوله تعالى: ﴿ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا
وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى
يعني نَبَذتَ آياتنا وراء ظهرك ولم تأخذها بجدٍّ،
فكذلك اليوم
تُنسى ولا تَشملك العناية الإلهيّة.
كما في قوله تعالى:
﴿ ... فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً ...
أي استهانوا بشأن الكتاب واستعاضوا
به مَتاع الحياة الدنيا القليل،
وهو مِن التغافل في الأمر والتساهل فيه
وليست حقيقة الغفلة.
وهكذا جاء في الجواب فيما نُسب إلى الإمام
أمير المؤمنين (عليه السلام) قا :
( أمّا قوله : ﴿ ... نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ ...
فإنّما يعني: نَسوا الله في دار الدنيا،
لم يَعملوا بطاعته،
فنَسَيهم في الآخرة أي لم يَجعل لهم في ثوابه
شيئاً، فصاروا منسيّينَ من الخير،
وقد يقول العرب:
قد نَسيَنا فلان فلا يَذكُرُنا، أي إنّه لا يَأمر لنا
بخير ولا يَذكُرُنا به،
وأمّا قوله: ﴿ ... وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا
فإنّ ربّنا تبارك و تعالى ليس بالذي يَنسى ولا يَغفل
بل
هو الحفيظ العليم ).
عسى أن تشملكم وتشملنا الرعاية الإلهية فلا ننسى ذكره عزّ وعلا.

تحياتي ودعواتي ونسألكم الدعاء
وردة 30
__________________
التوقيع
فان نهزم فهزامون قدما *
وإن نهزم فغير مهزمينا
وما إن طبنا جبن ولكن *
منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا افيقوا *
سيلقى الشامتون كما لقينا
إذا ما الموت رفع عن أناس *
بكلكله اناخ بآخرينا
( اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت إليه أحسن صنيعا، ولا له أدوم كرامة ولاعليه أبين فضلا، ولابه أشد ترفقا، ولا عليه أشد حيطة ولاعليه أشد تعطفا منك علي، وأن كان جميع المخلوقين يعددون
من ذلك مثل تعديدي فاشهد ياكافي الشهادة بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك علي وقلة شكري لك فيها.
يا فاعل كل إرادة، صل على محمد وآله، وطوقني أمانا من حلول السخط لقلة الشكر،
وأوجب لي زيادة من إتمام
النعمة بسعة الرحمة والمغفرة، أنظرني خيرك ...ولا تقايسني بسوء سريرتي، وامتحن قلبي لرضاك، واجعل ما تقربت به إليك في دينك خالصا ولاتجعله للزوم شبهة ولا فخر ولا رياء ياكريم،
اللهم أرفل ببركاتك ونعمائك ورضوانك على حبيبتي
أحلى قمر
نسأل الجميع براءة الذمة.....