سيرتها (عليها السلام) في اتخاذ الطعام لأهل المصيبة
المحاسن
عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه
السلام) قال: لما قتل جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) أمر رسول الله (صلّى
الله عليه وآله) فاطمة (عليها السلام) أن تتّخذ طعاماً لأسماء بنت عميس
ثلاثة أيام، وتأتيها وتسلّيها ثلاثة أيام.
منه: عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله
(عليه السلام) قال: لمّا قتل جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) أمر رسول
الله (صلّى الله عليه وآله) فاطمة (عليها السلام) أن تأتي أسماء بنت عميس
هي ونساؤها، وتقيم عندها ثلاثاً، وتصنع لها طعاماً ثلاثة أيام
سيرتها (عليها السلام) في أمر المؤمنات بوظائفهن
الكافي
علي (بن إبراهيم)، عن أبيه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن
زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قضاء الحائض الصلاة ثم تقضي
الصوم؟
قال: ليس عليها أن تقضي الصلاة، وعليها أن تقضي صوم شهر رمضان.
ثم أقبل عليَّ وقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يأمر بذلك فاطمة (عليها السلام)، وكانت تأمر بذلك المؤمنات
سيرتها (عليها السلام) في امتثال أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله)
التفسير المنسوب للعسكري (عليه السلام):
قال الحسن أبو محمد الإمام (عليه السلام)...: ألا أُنبئّكم ببعض أخبارنا؟ قالوا: بلى يا بن أمير المؤمنين.
قال: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمّا بنى مسجده بالمدينة وأشرع
فيه بابه، وأشرع المهاجرون والأنصار أبوابهم أراد الله عز وجل إبانة محمد
وآله الأفضلين بالفضيلة، فنزل جبرائيل (عليه السلام) عن الله تعالى بأن
سدّوا الأبواب عن مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل أن ينزل بكم
العذاب.
فأول من بعث إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأمره بسدّ الأبواب: العباس بن عبد المطلب.
فقال: سمعاً وطاعة لله ولرسوله، وكان الرسول معاذ بن جبل.
ثم مر العباس بفاطمة (عليها السلام) فرآها قاعدة على بابها، وقد أقعدت
الحسن والحسين (عليه السلام) فقال لها: ما بالك قاعدة؟ انظروا إليها
كأنّها لبوة بين يديها جرواها تظنّ أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله)
يخرج عمه، ويدخل ابن عمه.
فمرّ بهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال لها: ما بالك قاعدة؟
قالت: انتظر أمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بسدّ الأبواب، فقال:
لها: إن الله تعالى أمرهم بسدّ الأبواب، واستثنى منهم رسوله وإنّما أنتم
نفس رسول الله (صلّى الله عليه وآله)
سيرتها (عليها السلام) مع الحسنين (صلوات الله عليهما)
الكافي
عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إن فاطمة (صلى الله عليها) كانت تمضغ للحسن ثمّ للحسين (صلوات الله عليهما)، وهي صائمة في شهر رمضان
مقتل الحسين (عليه السلام)
وروي في المراسيل:
إن الحسن والحسين (عليهما السلام) كانا يكتبان، فقال الحسن للحسين (عليهما السلام): خطي أحسن من خطك، فقال الحسين: بل خطّي أحسن.
فقالا لأُمّهما فاطمة (عليها السلام): أحكمي بيننا من أحسن منّا خطّاً.
فكرهت فاطمة (عليها السلام) أن تؤذي أحدهما بتفضيل خطّ أحدهما على الآخر، فقالت لهما:
سلا أباكما علياً، فسألاه فكره أن يؤذي أحدهما، فقال (عليه السلام): سلا
جدّكما، فسألاه، فقال (صلّى الله عليه وآله): لا أحكم بينكما حتى أسأل
جبرئيل.
فلمّا جاء جبرئيل قال: لا أحكم بينهما، ولكن إسرافيل يحكم.
فقال إسرافيل: لا أحكم بينهما ولكن أسأل الله تعالى أن يحكم بينهما.
فقال الله تعالى: لا أحكم بينهما، ولكن أمّهما فاطمة تحكم بينهما.
فقالت فاطمة (عليها السلام): أحكم بينهما يا ربّ - وكانت لها قلادة - فقالت:
أنا أنثر بينكما هذه القلادة، فمن أخذ من جواهرها أكثر فخطّه أحسن.
فنثرتها وكان جبرئيل وقتئذ عند قائمة العرش فأمره الله أن يهبط إلى الأرض وينصّف الجواهر بينهما كيلا يتأذّى أحدهما.
ففعل ذلك جبرئيل إكراماً لهما وتعظيماً
سفينة البحار
ومما يدلّ على تعظيمها للعلم: أنّ الحسن بن علي (عليه السلام) كان يحضر
مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو ابن سبع سنين، فيسمع الوحي
ويحفظه، فيأتي أمّه فيلقي إليها ما حفظه وكلمّا دخل علي (عليه السلام) وجد
عندها علماً بالتنزيل فيسألها عن ذلك، فتقول: من ولدك الحسن (عليه
السلام). فتخفّى يوماً في الدار، وقد دخل الحسن (عليه السلام) وقد سمع
الوحي، فأراد أن يلقيه إليها، فارتجّ، فعجبت أمّه من ذلك.
فقال: لا تعجبين يا أمّاه، فإن كبيراً يسمعني واستماعه قد أوقفني، فخرج عليّ (عليه السلام) فقبله
|