الجزء السابع
كان هيثم ورهف يلتقيان يوميًا في العمل .. يتبادلان الأحاديث
العادية التي تختص بالعمل والشركة والفرع الجديد ..
ونادرا ما كانت تتطرق الأحاديث الى أمور خاصة
ولكن بعد فترة .. وعندما أصبحت علاقته مع زوجته سيئة جدًا
واختنق من تصرفات
سمر التي تتجاهله وان اقتربت منه تجاهلها .. ليرد لها تجاهلها البارحة مثلا .. وهكذا كانت تسير الأيام بينهما .. غاب الحب ليحل محله الضغينة .. فقدت ثقة وعشش الشك في قلبها
اما هو فلم يعد يرى الا اخطاءها .. حتى عندما كانت تحاول ان تتغير وتحسن من حالها ومن علاقتهمت .. كان يحبطها بانتقاده اللاذع والقاسي .. واستهزائه بها .. ففقدت ثقتها بنفسها
وأصبحت امرأة مهشمة المشاعر كسيرة القلب مكتئبة أغلب الأوقات .. وشكاكة وظنانة
فكان يهرب من هذه المرأة الى امرأة أخرى
يشع من وجهها الفرح .. ابتسامته تنعش قلبه
دفء صوتها يذيب جليد الأسى عن قلبه
وأناقتها تجذبه .. وأفكارها ونشاطها في العمل
يجعله يقارن بينها وبين كسل سمر
كان الإعجاب بينهما يزداد يومًا بعد يوم
ورهف بأساليب النساء تطهو قلبه على نار هادئة
فلا يظهر منها الا كل حسن .. وبدأت تكتشف شخصيته ونقاط ضعفه .. واستغلت بعده عن زوجته .. فقدمت لنفسها صورة براقة .. أعمت قلب هيثم وجعلته ببساطة يقع في حبائل سحرها
فأحبها .. لا بل عشقها .. ولكنه لم يعترف .. فكان خائفًا من ردة فعلها ..
وخشية للحظة ان تكون مشاعره من طرف واحد
فلمح لها بداية الأمر
فتجاوبت .. وكثرت التلميحات .. وظهرت التجاوبات أكثر واكثر
إلا ان دعاها الى الغداء بحجة اتمام العمل ..
وهناك حضرة رهف كأميرة .. تقطر الأنوثة من كل تفاصيلها
تمشي بهدوء وثقة ..
جلست امامه .. فأسرته
تناولا الغداء ..
وبعده شربا الشاي ..
وتحادثا .. وتبادلا الكثير من النظرات التي هي سهم من سهام إبليس
وحان الوقت ليذهبا كل منهما الى منزله
ولكن هيثم لم يرد ذلك .. وتجرأ وقال لها
إلا متى سنبقى على هذه الحال ؟
أي حال ( وتصنعت البراءة )
انت تعرفين ما اقصد .. وإذا كنت قادرة على التحمل
الوضع فأنا غير قادر على ذلك
انا ....
انا....
انا....
.......
.......
أحبك رهف .. أحبك
قالها وصوته يرتجف .. في لحظة نسي الكون كله
وبــاح لها بمشاعره
وأراد ان يرتاح من هذه القصة
التي تجعله يقع في الحرام ..
وهو يشق عليه هذا الأمر ..