رد: متى يظهر الإمام الحجة ( عجل الله تعالى فرجه)
أمّا العلائم غير المحتومة
فهي علامات عديدة منها:
1 ـ خروج راية السيد الحسني الهاشمي.
يشير إليه حديث الإمام الباقر عليه السلام:
(يخرج شاب من بني هاشم، بكفّه اليمنى خال، ويأتي من خراسان برايات سود بين يديه شعيب بن صالح، يقاتل أصحاب السفياني فيهزموهم).(33)
وكذلك حديث خطبة البيان التي ورد فيها:
(فيلحقه (أي الإمام المهدي عليه السلام) رجل من أولاد الحسن، في اثنا عشر ألف فارس، ويقول: يا ابن العم، أنا أحق منك بهذا الأمر لأني من ولد الحسن وهو أكبر من الحسين.
فيقول المهدي: إني أنا المهدي.
فيقول له: هل عندك آية أو معجزة أو علامة؟
فينظر المهدي إلى طير في الهواء فيؤمي إليه فيسقط في كفه، فينطق بقدرة الله تعالى ويشهد له بالإمامة. ثم يغرس قضيباً يابساً في بقعة من الأرض ليس فيها ماء، فيخضر ويورق، ويأخذ جلموداً كان في الأرض من الصخر، فيفركه بيده ويعجنه مثل الشمع.
فيقول الحسني: الأمر لك. فيسلّم وتسلّم جنوده).(34)
وفي حديث المفضّل:
(ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح الذي نحو الديلم، يصيح بصوت له فصيح: يا آل أحمد! أجيبوا الملهوف والمنادي من حول الضريح.
فتجيبه كنوز الله بالطالقان؛ كنوز وأي كنوز. ليست من فضة ولا ذهب، بل هي رجال كزبر الحديد، على البراذين الشهب بأيديهم الحراب، ولم يزل يقتل الظلمة حتى يرد الكوفة وقد صفا أكثر الأرض، فيجعلها له معقلا.
فيتصل به وبأصحابه خبر المهدي عليه السلام ويقولون: يا ابن رسول الله، من هذا الذي قد نزل بساحتنا؟
فيقول: اخرجوا بنا إليه حتى ننظر من هو وما يريد؟ وهو والله يعلم أنه المهدي، وإنه ليعرفه ولم يرد بذلك الأمر إلا ليعرف أصحابه من هو.
فيخرج الحسني فيقول: إن كنت مهدي آل محمد فأين هراوة جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخاتمه، وبردته، ودرعه الفاضل، وعمامته السحاب، وفرسه اليربوع، وناقته العضباء، وبغلته الدُّلدُل، وحماره اليعفور، ونجيبه البراق، ومصحف أمير المؤمنين عليه السلام ؟
فيخرج له ذلك، ثم يأخذ الهراوة فيغرسها في الحجر الصلد وتورق، ولم يرد ذلك إلاّ أن يري أصحابه فضل المهدي عليه السلام حتى يبايعوه.
فيقول الحسني: الله أكبر! مدّ يدك يا ابن رسول الله حتى نبايعك.
فيمدّ يده فيبايعه ويبايعه سائر العسكر الذي مع الحسني إلاّ أربعين ألفاً، أصحاب المصاحف المعروفون بالزيدية، فإنهم يقولون: ما هذا إلا سحر عظيم؟
فيختلط العسكران، فيقبل المهدي عليه السلام على الطائفة المنحرفة، فيعظهم ويدعوهم ثلاثة أيام، فلا يزدادون إلاّ طغياناً وكفراً، فيأمر بقتلهم فيقتلون جميعاً).(35)
2 ـ خسوف القمر لخمسٍ بقين، وكسوف الشمس لخمس عشرة مضين من شهر رمضان.
وهذه ظاهرة كونية خارقة للنظام الفلكي، يشير اليها حديث الإمام الباقر عليه السلام:
(آيتان (اثنان) بين يدي هذا الأمر: خسوف القمر لخمس وكسوف الشمس عشرة، (و) لم يكن ذلك منذ هبط آدم عليه السلام إلى الأرض، وعند ذلك يسقط حساب المنجمين).(36)
3 ـ كثرة الأمطار في جمادي الآخرة، وعشرة أيام من رجب.
ويشير إليها حديث الإمام الصادق عليه السلام: (إذا آن قيامه مطر الناس جمادى الآخرة وعشرة الأيام من رجب، مطراً لم تر الخلائق مثله).(37)
ولعله يشير إليه أيضاً حديث سعيد بن جبير الذي نقله الشيخ المفيد قدس سره.(38)
4 ـ الموت الأحمر والموت الأبيض بذهاب ثلثي أهل العالم.
ويشير إليها حديث الإمام الصادق عليه السلام:
1 ـ عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
(قدّام القائم موتتان: موت أحمر وموت أبيض، حتى يذهب من كل سبعة خمسة. الموت الأحمر السيف، والموت الأبيض الطاعون).(39)
2 ـ عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، قالا: سمعنا أبا عبد الله عليه السلام يقول:
(لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس.
فقيل له: إذا ذهب ثلثا الناس فما يبقى؟
فقال عليه السلام: أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي).(40)
إلى غير ذلك من العلائم الأخرى التي وردت في أحاديث كثيرة، تلاحظها في باب علائم الظهور من الغيبتين.
مثل ما في حديث أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: قول الله عز وجل: (عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا)،(41) ما هو عذاب خزي الدنيا؟
فقال: (وأيُّ خزي أخزى ـ يا أبا بصير ـ من أن يكون الرَّجل في بيته وحجاله وعلى إخوانه وسط عياله، إذ شقّ أهله الجيوب عليه وصرخوا، فيقول الناس: ما هذا؟ فيقال: مُسخ فلان الساعة. فقلت: قبل قيام القائم عليه السلام أو بعده؟ قال: لا، بل قبله).(42)
ومن المناسب في المقام ذكر ما يكون من الحوادث عند ظهوره عليه السلام في رواية المفضل البيانية المفصلة، ويأتي بيانها.
هذه ملامح خاصة من علائم ظهور تلك الشمس المشرقة، وبزوغ ذلك النور الإلهي الأبلج، وانقشاع سحاب الغيبة عن جمال وجه الإمام المهدي عليه السلام أرواحنا فداه، ليقوم ويملأ الأرض بالقسط والعدل.
|