م/الرياء
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اهل بيت طهروا من دنس ....ولهم في الحشر اسمى درجات
فاذا ما ذكروا في مجلس ...فارفعوا اصواتكم بالصلوات
اللهم صل على محمد وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
(قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد
فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا )
الاية الكريمة تبين ان الانسان الذي يعلم او يحتمل انه ملاق ٍ الله فإنه يجب عليه ان يتهئ لذلك اليوم
كيف سيلاقي الله رب العالمين جبار السماوات والارض ؟
وتذكر لنا الاية الكريمة الزي الذي يجب ان نكون متلبسين فيه امام ملك الملوك
وهو العمل الصالح الخالص لوجه الله وحده لا شريك له
الخالي من أي شائبة شرك
فهل نحن عندنا مثل هذا العمل نتزين به امام الله عز وجل ونستر به عورات ذنوبنا ونستدر به رحمته تعالى
ولعل البعض او اغلبنا يقول لدينا ما نقدر عليه من اعمال
مثل صلاتنا وصومنا وصدقاتنا
فاقول لمن يقول هذا واولهم نفسي هل انت ِ متأكدة ان هذه الاعمال خالصة لوجه الله تعالى ولا تشوبها شائبة شرك
ستقولون نعوذ بالله اننا نعبد الله عز وجل ولا نعبد الاصنام لنكون مشركين !!
ولكن للاسف هناك شرك اخطر من عبادة الاصنام
انه الشرك الخفي الذي يتسلل الى نفوسنا ويعشعش في قلوبنا دون ان نشعر به
بل بعضنا ينميه ويكبره حتى يكون هو الدافع الوحيد للعمل
ويحسب هذا المسكين انه يعبد الله ويعمل عملا صالحا
ويظن ان هذا العمل سيشفع له عند الله ليغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر !!
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يبكي
فقيل له ما يبكيك ؟
قال اني تخوفت على امتي الشرك اما انهم لا يعبدون صنما ولا شمسا ولا قمرا ولا حجرا
ولكنهم يراؤن باعمالهم)
وقال صلى الله عليه وآله ايضا ( ان الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجا به فاذا صعد بحسناته يقول الله عز وجل اجعلوها في سجين انه ليس إياي أراد)
فذا كان الشرك الخفي ( الرياء ) بهذه الخطورة الا يجب علينا معرفته لنتوقى منه ونطهر نفوسنا من دنسه ؟؟!!
في البدء ما هو الرياء؟
يعرف علماءنا (رضي الله عنهم ) الرياء بانه
ان لا يكون الباعث الى العمل الاستجابة لامر الله وحده
بل يشرك معه الناس الذين يحب ان يروا عمله
ولولا وجودهم لما عمل هذا العمل وهو منافٍ لكمال الايمان وحكم المرائي في الاخرة حكم المشرك الذي يعبد الاصنام
وفي رواية عن ابن عباس قال : كان جندب بن زهيراذا صلى او صام او تصدق فذكر بخير ارتاح له فزاد في ذلك لمقالة الناس
فلامه الله عز وجل فنزل في ذلك
( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا )
وورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال :
ان ربكم يقول : انا خير شريك فمن اشرك معي في عمله احد من خلقي تركت العمل كله له ولم اقبل الا ما كان خالصا )
والمرائي في العبادة اسوأ حالا ممن ترك العبادة رأسا
فالمرائي جمع بين الاستهزاء بالله والتلبيس والمكر لانه اوحى الى الناس انه مطيع لله ومن اهل الدين وهو ليس كذلك
وبعد ان عرفنا معنى الرياء ونتائجه
يجب علينا ان نعرف هل نحن نتصف بهذه الصفة ام لا ؟
عن الامام علي عليه السلام
(ثلاث علامات للمرائي : ينشط اذا رأى الناس ويكسل اذا كان وحده ويحب ان يحمد في كل اموره )
فالمرائي يصلي صلاة خاشعة اذا كان الناس يرون ذلك اما اذا كان وحده فانه يصلي كنقر الغراب او لا يصلي ابدا
اما اذا كان الشخص يعمل لله يصلي في كل الاحوال استجابة لامر الله
فيطلع الناس على ذلك العمل ويمدحوه او يكرموه لانه مؤمن متقي
فيفرح بذلك , فهل يعتبر هذا الشخص مرائيا ؟
وهل يعتبر مشركا ؟
كلا ليس كذلك
فقد روي (ان رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وآله
اني اسر العمل لا احب ان يطلع عليه احد فيطلع عليه فيسرني
قال : لك اجران اجر السر واجر العلانية)
وروي ( انه سئل الامام الباقر عليه السلام
عن الرجل يعمل الشئ من الخير فيراه انسان فيسره ذلك
قال : لا بأس ما من احد الا وهو يحب ان يظهر الله له في النس الخير اذا لم يكن صنع ذلك لذلك )
وعلاج الرياء هو ان يعود نفسه على اخفاء العبادات واغلاق الابواب دونها
كما تغلق الابواب دون الفواحش
ويقرر دائما في قلبه كراهية الرياء
واذا ظهر العمل للناس
فيحمد الله الذي اظهر الجميل وستر القبيح
نسأل الله ان يصفي نوايانا ويخلص اعمالنا
ويطهر قلوبنا
بحق محمد وآل محمد
اللهم صل ِ على محمد وآل محمد
المصادر
تفسير الميزان للسيد الطباطبائي رحمه الله
جامع السعادات للشيخ النراقي رحمه الله
عقائد الامامية للشيخ المظفر
دروس في الخطابة الحسينية للخطيب السيد مجتبى السويج