مالك الأشتر رضوان الله عليه
إنه مالك بن الحارث بن عبد يغوث النخعي
كنيته: أبو إبراهيم. ولقبه الأشتر ( لإصابته برموش عينيه )، وكبش العراق ( لأنّه المقدّم على جيش الإمام عليّ عليه السلام وحامل رايته ).
ولد في اليمن في بني نخع، الذين انتقلوا إلى الكوفة بعد امتداد الإسلام، ثم توزّع أفراد نخع على مدن العراق. ورغم أن مالكاً أسلم على يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وحسن إسلامه، فإن شهرته تقوم على كونه كان قائداً لجيش الإمام، و حامل لوائه.
وصفه عارفوه فقالوا: كان فارساً مغواراً، مديد القامة، مهيب الطلعة. وكان عالماً، شاعراً، وكان سيد قومه بلا منازع..
أرسله أبوعبيدة الجرّاح إلى سعد بن أبي وقّاص، مع جماعةٍ، ليشدّ أزره في العراق.. وكان قد اشترك في موقعة اليرموك فأبلى فيها بلاءً حسناً. ثم انحاز بعد ذلك إلى جانب الإمام علي عليه السّلام، فوضع نفسه تحت تضرّفه.
اتّهمه خصومه بضلوعه في فتنة مقتل عثمان. وقد رافقها هرجٌ ومرجٌ شديدان. وبعد ذلك يُفاجأ مالكٌ بازدحام الناس على أميرالمؤمنين في داره، متهافتين على بيعته بجلبة وضوضاءٍ وإصرار. فيقول في نفسه:
ـ ما أبعد الليلة عن البارحة!.. لطالما كان هؤلاء يمنعونه من الخلافة، وبالقوة، ويحولون بينه وبينها!..
وينزل الإمام عليه السّلام على رغبة هؤلاء الناس الذين ضاقت بهم داره، وهم يتوسلون مستعطفين:
ـ و من لها غيرك با أباالحسن ؟. اتق الله فينا!..
ـ الآن!..
ويفكر مالك الأشتر في هذا الأمر الطارئ مليّاً، وهو الذي يعرف صاحبه عليّاً عليه السّلام والمنطلق الذي يصدرُ عنه. إنه الذي لا تعدلُ الدنيا في عينيه « عفطة عنز » أو « جناح بعوضة » ما لم يُقم حقاً.. أو يُزهق باطلاً!
ولكن الرياح ـ في هذه الأيام ـ تجري بما لا تشتهي السفن: