منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط

بسم الله الرحمن الرحيم
سبق وكتبت موضوعا عن كيفية تعريف الاطفال على الله وقد ثبت في مباحث علم النفس ان لمعرفة الله آثار بارزه في حياة الانسان عامه والطفل خاصه تنعكس بالإيجاب على نفسيته وسلوكه بميادين شتى من حياته وتكون بنفسها منطلقا اساسيا به نحو مستقبل واعد ملؤه الايمان والامل نذكر منها
1.تعميق العلاقه مع الله جل وعلا
تعتبر معرفة الله سببا رئيسيا لمحبته وطاعته ونقصد بالمعرفه هي التي تنبع من صميم وجوده فاذا استطاع الاهل ان يوجودا هذه المعرفه فهذا يعني انهم تمكنوا من غرس نبتة الخير والمحبه.
ويركز العلماء والمحققون على انه يجب ان تركز نقطة الانعطاف الاولى في عملية التربيه على ترسيخ محبة الله في قلب الطفل وعندما تنمو هكذا معرفه في نفسية الطفل ويصبح هوكطفل عالم بربه وبصفاته ومحبته وقدرته اللامتناهيه ويصبح الله تعالى جزءا لايتجزء من برنامج عمله اليومي عندها يظهر ما لمعرفة الله من آثار نفسيه ومنهجيه في حياته يسعى الى تعميقها اكثر فاكثر
2.اداء افضل للتكاليف
هنالك ارتباط وثيق بين حب الله وكل مايريده ويطلبه .فعندما يتعرف الطفل على الله ويحبه يدرك ان الله لايامر الابما فيه سعادة الانسان عندها يمكن له ان يقبل شريعة الله بقلب مطمئن لا بل ا ن له ان يقبل عليها ويعشقها بقلبه وروحه ويصبح مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (خير الناس من عشق العباده فخالطها بقلبه وروحه وأقبل عليها بجوارحه )ومن المؤكد ان هذا لم يكن ليحصل لولا جذوة المعرفه التي اتقدت في قلبه منذ الصغر
3.تهيئة الارض للتحلي بالفضائل
المعرفه بالله وبصفاته وكمالاته تضفي على حياة الطفل معنى لاينتهي يجعله يشعر بلذة الحياة واهميتها فاذا استطاع الاهل ان يحيوا فطرة الطفل في نفسه (فطرة الله التي فطر الناس عليها )فهذا يعني احياء جميع الفضائل والكمالات التي هي في الواقع تابع لها تدور في فلكها فالطفل الذي يدرك ان العالم كله في محضر الله ويتحسس الايه الكريمه (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )وهو شاهد ناظر على كل كبيره وصغيره يحصل له عندها رادع نفسي يجعله لااقل يفكر قبل الاقدام على اي عمل وكلما كبر الطفل كلما نمى معه هذا الشعور اكثر
4.تحسس المسؤوليه امام الله
من الآثار المهمه الاخرى لمعرفة الله في حياة الطفل هي تحسس المسؤوليه وقد ذكر ان الحجاج التقى طفلا وهويشق طريقه بين الحجيج فسأله الى اين فاجابه الطفل الى حج بيت الله الحرام تعجب الجاج من جوابه وقال له ولكنك لم تزل صغيرا فقال الطفل رأيت الموت ياخذ من هو اصغر مني فسكت الحجاج ولم يحر جوابا ومقصود الفتى انه ان اردت ان اربي نفسي علىمقولة اني لاازال صغيرا فربما اكبر وياتيني الموت وانا لاازال اردد انا لا ازال صغيرا من هنا شدد المربون على انه يجب تنمية حس المسؤوليه في نفس الطفل
5.زيادة المعرفه بالله تعالى
كلما زادت معرفة الطفل اكثر كلما ازداد ايمانا اكثر وللأهل اختيار الاسلوب الذي يناسبهم في ذلك اذ هناك من يختار لاطفاله قراءة القران ومنهم من يفضل تعويد الطفل الفكر في الطبيعه او في ايات الله ومنهم من يختار العباده ومنهم من يفضل الجمع بين ذلك وهذا له آثار طيبه تدعوا الطفل الى الانس وعدم الوحشه
6.سلامة النفس والروح
ان معرفة الطفل بربه تؤمن له السلامه الروحيه والمعنويه فالله تعالى حاضر دائما دائما في قلبه مفيض عليه من ابوابه وهو القائل (اليس الله بكاف عبده )وهذا امر ضروري لان الدنيا عجنت بالعقبات مما يعني ان الطفل سيواجه كثيرا من المشاكل والمعوقات وطبعا ستكون ردة فعله تجاها مختلفه عن غيره من الاطفال الذين لا يملكون هكذا معرفه بربهم ابدا فما يمكن ان يراه غيره على انه مصيبه يراه هوجميلا ويروى انه لما اخرج يوسف عليه السلام من الجب واشتري قال لهم قائل استوصوا بهذا الغريب خيرا فقال لهم يوسف عليه السلام (من كان مع الله فليس له غربه ) ويكفي ان نلقي نظره فاحصه على كربلاء لنرى ماذا فعلت معرفة الله في نفوس اطفالها
مسك الختام
اسالكم الدعاء