المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تجسم الأعمال في عالم الآخرة


أم حسين
01-07-2009, 06:12 PM
كيف ستكتسب أعمالنا في الآخرة صفة الحياة بحيث يتجسم كل عمل بالصورة التي تناسبه؟

إنّ من بين الخصائص التي يتصف بها ذلك العالم و تميزه عن هذا العالم هو مسألة تجسم الأعمال، فأقوالنا وأعمالنا في هذه الدنيا التي نعيش فيها تبدو حركات عابرة ليس لها من دوام و بقاء وعادة ما تمحى و تزول بعد الظهور، يمكن أن يكون هناك مصور ماهر وعارف بالوقت فيحضرفي لحظة وقوع الجريمة فيلتقط عدّة صور لجميع مراحل الجريمة أو يسجّل الأصوات بحيث يمنحها بنوع صبغة الدوام، لكن أصل القول و العمل مهما كان حصل لعدّة لحظات ثم تم وإنتهى.

ولكن نفس هذه الألفاظ و الكلمات و الأعمال الحسنة و السيئة التي أتينا بها في هذه الحياة و يبدو أنّها نسيت و زالت و كانت تعتمد علينا في وجودها حتى في تلك اللحظات، ستظهر يوم القيامة بصيغة موجودات مستقلة تبدو فيها جليستنا الأصلية التي لاتبتعد عنّا أبداً.

ورد في الحديث النبوي الشريف أنّ: (اَلظُّلْمُ هُوَ الظُّلُمَاتُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).، وأموال اليتامى تتجسم بصورة نار: (اِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً اِنَّما يَأْكُلُونَ في بُطُونِهِمْ نَاراً). كما يكون الإيمان نوراً : (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنَيِنَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَأَيْدِيهِمْ وَبِاَيْمانِهِمْ).

و الخلاصة فإنّ كل عمل سيتجسم بالصورة التي تناسبه، أحياناً تتبدل الكيفيات العملية بكيفيات روحية وجسمية، فمثلا المرابين الذين يعثرون بأعمالهم القبيحة المسيرة المتوازنة لإقتصاد المجتمع يعيشون نوعاً من مرض الصرع بحيث لا يستطيعون التوازن حين قيامهم من الأرض: (اَلَّذِيَن يَأْكُلُونَ الرِّبا لاَيَقُومُونَ اِلاّ كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ).

أما الأموال التي إحتكرها الأغنياء و البخلاء و جهدوا في جمعها ولم يبدو أية رحمة تجاه من حولهم من الفقراء و المساكين الذين يعانون من الجوع و الحرمان، بل حتى هم أنفسهم لم يستفيدوا من تلك الأموال و لم تجلب لهم سوى مسؤولية الحفاظ عليها و الهم و الغم من أجل عدم فقدانها وتشتتها و بالتالي لم يكن لهم بد من مفارقتها و الإرتحال عنها، فإنّهم سيطوقون بها و تكون وبالا عليهم: (سَيُطَوَّقُونَ مَابَخِلوُا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ).

فإضافة إلى الإشارات في الموارد الخاصة الماضية حول تجسم الأعمال الذي ورد في مختلف الآيات القرآنية،فهناك إشارة إلى هذا الموضوع في عدّة موارد أخرى بصورة حكم كلي و من ذلك:

1ـ(وَ وَجَدُوا مَاعَمِلُوا حَاضِراً) فكل ما يحبّونه اِنّما هو من صنع أيديهم وحاضر لديهم من هنا أردف بقوله: (وَ لايَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً).

2ـ (وَ بَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ مَا عَمِلُوا وَ حَاقَ بِهِمْ مَاكَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤنَ).

3ـ (يَوْمَئِذ يَصْدُرُ النَّاسُ اَشْتَاتًا لِيُروَا اَعْمالَهُمْ).

4ـ (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَة خَيْراً يَرَهُ * وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّة شَرَّاً يَرَهُ).

فالآية الأخيرة تفيدأنّ الإنسان سيرى نفس العمل لا ثوابه و عقابه وكذلك الآيات السابقة، طبعاً يمكن تفسير ذلك على أنّه مشاهدة النتيجة وثواب وعقاب العمل أو مشاهدة صحيفة الأعمال، ولكن يبدو هذا التفسير خلاف ظاهر الآيات و ليست هناك من قرينة على ذلك.
أضف إلى ذلك فهناك الكثير من الروايات الواردة في المصادر الإسلامية والتي تصدنا عن مثل هذا التفسير وترشد إلى كيفية تجسم الأعمال الحسنة والسيئة هناك.

بنت الهدى
01-07-2009, 09:38 PM
جزاك الله كل خير
دمتي بخيرm11111

الصبح تنفس
02-07-2009, 02:45 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد
واجركم على رسول الله صل الله عليه وآله

حروف فاطم
02-07-2009, 02:42 PM
مشكورة خيتو ع الطرح الرائع
الله يعطيج العافية
دمتي بود

خمسه اقمار
14-02-2010, 07:25 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجه
جزاكم الله خير الجزاءوأجركم ع النبي محمد(ص*)

لؤلؤة الزهراء
14-02-2010, 08:21 PM
مشكورة خيو ..

بارك الله فيك ..

جزاك الله خير الجزاء ..

هبوووشة
15-02-2010, 12:03 PM
مشكورة خيتو ع الطرح الرائع
الله يعطيك العافية

نعمة الله
15-02-2010, 02:00 PM
بارك الله فيك أختي
طرح مميز
تسلمين

قرة عيني رقية
17-02-2010, 10:03 PM
جــزاك الله عز وجل خيراا
شكرا جزيلا اختي الكريمة