مشاهدة النسخة كاملة : الــلــه جـل وعـلا سبحانـه وتعـالى
خادمة قائم آل محمد
29-09-2010, 08:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.ee77ee.com/vb/imgcache2/11551.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرج
القائم يا رب العالمين
rose333 rose333 rose333
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخواتي المؤمنات تمعنوا جيدا درر وكلام وروايات وخطب أهل بيت النبوة
ومعدن الرسالة عليهم صلوات الله أجمعين في معرفة (الله) عز وجل وتوحيده ,,
*من خطبة الزهراء عليها االسلام في توحيد الله جل جلاله:
((... واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له
كلمة جعل الإخلاص تأويلها
وضمَّن القلوب موصولهـا
وأنار في التفكير معقولهـا
الممتنع عن الأبصار رؤيته
ومن الألسن صفتــــه
ومن الأوهام كيفيتــــه
ابتدع الأشياء لا من شيء كان قبلها
وأنشأها بلا احتذاء ((اقتداء)) أمثلة امتثلها
كونها بقدرته
وذرأها ((خلقها)) بمشيئته
من غير حاجة منه إلى تكوينها
ولا فائدة في تصويرها
إلا تثبيتاً لحكمته
وتنبيها على طاعته
وإظهاراً لقدرته
وتعبدا لبريته
وإعزازاً لدعوته
ثم جعل الثواب على طاعته
ووضع العقاب على معصيته
ذيادةً لعباده عن نقمته
وحياشةً ((سوقهم)) لهم إلى جنته )
000000
توضيح
000000
واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له, كلمة جعل الاخلاص تأويلها... المقصود إن كلمة التوحيد يعود معناها إلى الإخلاص
كما قال الأمير عليه السلام: *وكمال توحيده الإخلاص له وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه*
كما إن المقصود من الإخلاص هو جعله خالصا من النقائص وكمال هذا الإخلاص تنزيهه من الصفات الزائده
وضمّن القلوب موصولها... جعل القلوب على فطرة التوحيد وألزمها المعنى الحقيقي للتوحيد
وأنار في الفكر معقولها... بسبب التفكير والتعقل أوضح الله المعنى الحقيقي الذي يقودنا إليه بعد التّعمق والتدبّر وهو التوحيد النظري
والتوحيد النظري هو... التفكّر في الدلائل والبينات والنظر في الآيات في الأفاق وفي أنفسهم
الممتنع من الأبصار رؤيته... حيث إن الله ليس جسم ولا جوهر ولا عرض,
والعين لا تدرك إلا الأجسام والأعراض
وذلك لان الإدراك بالبصر يتم عن طريق انعكاس إشعاعات الجسم وصورة المرئي على عدسة العين والله ليس بجسم فلا يمكن انعكاسه في العين
((لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير))
ومن الألسن صفته... لا يمكن وصف الله لأنه لا يمكن رؤيته
فكيف يستطيع الإنسان وصف شيء لم يره؟؟
كما إن صفات الله عين ذاته ولا يمكن إدراك ذاته وبالتالي لا يمكن وصفه
ومن الأوهام كيفيته... إن في الإنسان خمس قوى باطنية وهي((1- الذاكرة, 2-الحافظة, 3-المفكرة, 4-الحس المشترك, 5-الواهمة))
والواهمة هي التي يتصور بها الأشياء كالقصر الشامخ وغيرها
وكل ما تصوره الإنسان أو توهمه فهو مخلوق ولا يستطيع الإنسان أن يتصور الخالق
ابتدع الأشياء لا من شيء كان قبلها... خلق المخلوقات لا من ماده وأوجدها وما كانت موجودة
وأنشأها بلا احتذاء أمثلة إمتثلها... اوجد الأشياء بلا اقتداء بأحد في تصويرها وإنشائها
كونها بقدرته... اوجد الأشياء بقدرته الجامعة الكاملة من دون مشاركة من احد ولا باستعمال الأدوات والآلات
وذرأها بمشيئته... خلقها بإرادته دون قوله خلقها بلا إجبار فإذا أراد شيء قال له كن فيكون
من غير حاجة منه إلى تكوينها... خلقهم بلا حاجة لخلقهم كأن يستأنس بهم أو يستعين بهم
فلله الكمال الكامل والعزة والقدرة
ولا فائدة في تصويرها... لم تكن لله تعالى فائدة في إحداث تلك الصور والأشكال والهيئات فإذا نفينا الحاجه لابد أن نعلم السبب الحقيقي لان الفعل من غير سبب لغو وتعالى الله عن اللغو
والسبب..
إلا تثبيتا لحكمته... المقصود من الإنشاء والتكوين هو إظهار الحكمة الإلهية وهو تعالى يعلم تلك الحكمة البالغة
ولعل من الحكمة إن الله خلق الخلق لكي يُعرف
وتنبيها على طاعته... أي خلق الخلائق كي ينبههم على وجوب طاعته والانقياد لأوامره
لقوله تعالى: ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون))
والطاعة والعبادة إنما تحصل بعد المعرفة
وإظهارا لقدرته... قدرة الله تعالى كانت موجودة إنما أراد إظهار شيء من قدرته فخلق الجمادات والنباتات والحيوانات والإنسان والكواكب والمجرات وغيرها من المخلوقات
ملخص القول: إن كل موجود من الموجودات تتجلى وتظهر فيه قدرة الله على الإبداع
وتعبدا لبريته... خلق الموجودات كي ينقادوا لأوامره وينزجروا عن نواهيه, والعبادة هي الانقياد والطاعة
وإعزازا لدعوته... خلق الأشياء لتكون تقوية للبراهين والحجج التي يستدل بها الداعون إلى الله تعالى من الأنبياء وغيرهم
ثم جعل الثواب على طاعته... الإنسان لا يندفع نحو العمل إلا بدافعين دافع الرغبة وهو الطمع لجلب الخير ودافع الرهبة وهو الخوف من المكروه
والإنسان لا ينقاد ولا يطمع إلا بدافع الأجر والثواب وخوفا من العقاب والعذاب
ووضع العقاب على معصيته... جعل قانون العقوبة للمخالفين العاصين المتجاوزين لأحكامه
ذيادة لعباده من نقمته... جعل قانون العقوبة لردع العباد عن ارتكاب الأعمال التي توجب النقمة
وحياشة لهم إلى جنته... جعل العقاب والثواب لمنع العباد من المعصية وسوقهم إلى الجنة ...
يتبع ان شاء الله تعالى
الضياء الفاطمي
29-09-2010, 08:51 PM
جلا الله وعلا
يالها من مواصفات جميلة وصفتها الزهراء عليها السلام
بالله تعالى
دام مدادِ قلمكِ
تحياتي
:: الملكوت الفاطمي ::
خادمة قائم آل محمد
30-09-2010, 04:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
زادك الله تعالى معرفه به جل وعلا وزادك ايما اختي العزيزة
الملكوت الفاطمي,,
لا تباعدي ..للموضوع تكملـة وذو أهمية كبيرة قد غفل عنها الكثير.
أسألكم الدعاء
نعمة الله
30-09-2010, 08:08 AM
الله يعطيك العافية حبيبتي
طرح جدا جميل
بارك الله فيك ورزقك كل الخير
خادمة قائم آل محمد
30-09-2010, 02:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
حبيبت قلبي اختاه المؤمنة نعمة الله سعدت بتواجدك وافادتك
للموضوع المهم جدا ,,
رزقك المولى جل وعلا خير الدارين وأبعد عنك مكارهما بحق محمد وعترته
الطاهرة المطهرة عليهم السلام ..
أسألكم الدعاء حبيبتي..
خادمة قائم آل محمد
30-09-2010, 02:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة جامعة في معارف التوحيد الإلهي :
ومن خطبة للامام اميرالمؤمنين علي عليه السلام في التوحيد وتجمع هذه الخطبة من أصول علوم التوحيد ما لا تجمعه خطبة :
( مَا وَحَّدَهُ مَنْ كَيَّفَه ُ<من جعل له شكل او لون او هيئه>،وَلاَ حَقِيقَتَهُ أَصَابَ مَنْ مَثَّلَهُ ، وَلاَ إِيَّاهُ عَنَى مَنْ شَبَّهَهُ ، وَلاَ صَمَدَهُ<ولانزهه> مَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ وَتَوَهَّمَهُ .
كُلُّ مَعْرُوفٍ : بِنَفْسِهِ مَصْنُوعٌ ، وَكُلُّ قَائِمٍ فِي سِوَاهُ مَعْلُولٌ .
فَاعِلٌ لاَ بِاضْطِرَابِ آلَةٍ <فاعل لا بواسطة كالاستعانه بعضواو جارحه>، مُقَدِّرٌ لاَ بِجَوْلِ فِكْرَةٍ ، غَنِيٌّ لاَ بِاسْتِفَادَةٍ .
لاَ تَصْحَبُهُ الأوقات ، وَلاَ تَرْفِدُهُ الأدوات <لايستعين باي واسطه او اي اله او اي جارحه >، سَبَقَ الأوقات<لانه فوق الاوقات لانه خالق الوقت والزمان> كَوْنُهُ ، وَالْعَدَمَ وُجُودُهُ ، وَالاِبْتِدَاءَ أَزَلُهُ .
بِتَشْعِيرِهِ الْمَشَاعِرَ عُرِفَ أَنْ لاَ مَشْعَرَ لَهُ <لاحواس له>، وَبِمُضَادَّتِهِ بَيْنَ الاَُْمُورِ عُرِفَ أَنْ لاَ ضِدَّ لَهُ ،<ليس له مضادلانه ليس كمثله شئ وليس له شبيه كالانثى ضد الذكر مثلا> وَبِمُقَارَنَتِهِ بَيْنَ الأشياء عُرِفَ أَنْ لاَ قَرِينَ لَهُ .
ضَادَّ النُّورَ بِالظُّلْمَةِ ، وَالْوُضُوحَ بِالْبُهْمَةِ <البياض ضد السواد>، وَالْجُمُودَ بِالْبَلَلِ<جعل اليبوسه ضد الرطوبه> ، وَالْحَرُورَ بِالصَّرَدِ<الصرد اي البرد ضد الحر> ، مُؤَلِّفٌ بَيْنَ مُتَعَادِيَاتِهَا ، مُقَارِنٌ بَيْنَ مُتَبَايِنَاتِهَا ، مُقَرِّبٌ بَيْنَ مُتَبَاعِداتِهَا ، مُفَرِّقٌ بَيْنَ مُتَدَانِيَاتِهَا .
لاَ يُشْمَلُ بِحَدٍّ ، وَلاَ يُحْسَبُ بِعَدٍّ ، وَإِنَّمَا تَحُدُّ الأدوات أَنْفُسَهَا ، وَتُشِيرُ الاَْلاَتُ إِلَى نَظَائِرِهَا ، مَنَعَتْهَا "مُنْذُ" الْقِدْمَةَ ، وَحَمَتْهَا "قَدُ" الاََْزَلِيَّةَ ،<منذ تستعمل لابتداء الزمان وقد لتقريب الزمان ولايكون الابتداء والتقريب الا في الزمان المتناهي والله لاتطبق عليه هذه القاعده لان قد تقال لكل مخلوق حيث نقول قد وُجد فلا يقال لله قد وُجد كذلك لا يقال الله وجد منذ كذا لان هذا مانع للقدم والازليه بينمامنذ تقال لكل مخلوق وُجد منذ كذا>
وَجَنَّبَتْهَا " لَوْلاَ " التَّكْمِلَةَ اي اننا نقول لكل مخلوق لولاخالقه ماوُجد وماكان كذا لانه ناقص بذاته محتاج للتكمله
فلا نستطيع قول لولا كذا لوجد كذا فالله كامل وهو الخالق الصانع
بِهَا تَجَلَّى صَانِعُهَا لِلْعُقُولِ ، وَبِهَا امْتَنَعَ عَنْ نَظَرِ الْعُيُونِ .
لاَ يَجْرِي عَلَيْهِ السُّكُونُ وَالْحَرَكَةُ ، وَكَيْفَ يَجْرِي عَلَيْهِ مَا هُوَ أَجْرَاهُ ، وَيَعُودُ فِيهِ مَا هُوَ أَبْدَاهُ ،<هو الخالق سبحانه> وَيَحْدُثُ فِيهِ مَا هُوَ أَحْدَثَةُ ؟! إِذاً لَتَفَاوَتَتْ ذَاتُهُ ، وَلَتَجَزَّأَ كُنْهُهُ ، وَلاَمْتَنَعَ مِنَ الاََْزَلِ مَعْنَاهُ ، وَلَكَانَ لَهُ وَرَاءٌ إِذْ وُجِدَ لَهُ أَمَامٌ ،<ولا وراء وامام لله سبحانه وتعالى>وَلاَلْـتَمَسَ الـتَّمامَ إِذْ لَزِمَهُ النُّقْصَانُ ؛ وَإِذاً لَقَامَتْ آيَةُ الْمَصْنُوعِ فِيهِ ، وَلَتَحَوَّلَ دَلِيلاً بَعْدَ أَنْ كَانَ مَدْلُولاً عَلَيْهِ ، وَخَرَجَ بِسُلْطَانِ الاِْمْتِنَاعِ مِنْ أَنْ يُؤَثِّرَ فِيهِ مَا يُؤثِّرُ فِي غَيْرِهِ .
الَّذِي لاَ يَحُولُ وَلاَ يَزُولُ ، وَلاَ يَجُوزُ عَلَيْهِ الأفول <لايغيب>، لَمْ يَلِدْ فَيَكُونَ مَوْلُوداً ، وَلَمْ يُولَدْ فَيَصِيرَ مَحْدُوداً ، جَلَّ عَنِ اتِّخَاذِ الاَْبْنَاءِ ، وَطَهُرَ عَنْ مُلاَمَسَةِ النِّسَاءِ .
لاَ تَنَالُهُ الأوهام فَتُقَدِّرَهُ ، وَلاَ تَتَوَهَّمُهُ الْفِطَنُ فَتُصَوِّرَهُ ، وَلاَ تُدْرِكُهُ الْحَوَاسُّ فَتُحِسَّهُ ، وَلاَ تَلْمِسُهُ الأيدي فَتَمَسَّهُ .
وَلاَ يَتَغَيَّرُ بِحَالٍ ، وَلاَ يَتَبَدَّلُ فِي الأحوال ، وَلاَ تُبْلِيهِ اللَّيَالي والأيام ، وَلاَ يُغَيِّرُهُ الضِّيَاءُ وَالظَّلاَمُ ، وَلاَ يُوصَفُ بِشَيءٍ مِنَ الأجزاء<< لايقال لله انه ذو جزء او عضو>> ، وَلاَ بِالجَوَارِحِ والأعضاء ، وَلاَ بِعَرَضٍ مِنَ الاََْعْرَاضِ ، وَلاَ بِالْغَيْرِيَّةِ وَالاََْبْعَاضِ .
وَلاَ يُقَالُ : لَهُ حَدٌّ وَلاَ نِهَايَةٌ ، وَلاَ انقِطَاعٌ وَلاَ غَايَةٌ ، وَلاَ أَنَّ الأشياء تَحْوِيهِ فَتُقِلَّهُ أَوْ تُهْوِيَهُ <لاشئ يسقطه جل وعلا>، أَوْ أَنَّ شَيْئاً يَحْمِلُهُ ، فَيُمِيلَهُ أَوْ يُعَدِّلَهُ .
لَيْسَ فِي الأشياء بِوَالِجٍ ، وَلاَ عَنْهَا بِخَارِجٍ .<ليس داخل في الاشياء ولا خارج عنها لانه ليس مجسماحتى يكون ذلك>
يُخْبِرُ لاَ بِلِسَانٍ وَلَهوَاتٍ ، وَيَسْمَعُ لاَ بِخُروُقٍ وَأَدَوَاتٍ ، يَقُولُ وَلاَ يَلْفِظُ ،<اللفظ للبشر فنقول قال الله وخطا ان نقول لفظ الله لانه يخلق الكلام ليتكلم بقول الله> وَيَحْفَظُ وَلاَ يَتَحَفَّظُ وَيُرِيدُ وَلاَ يُضْمِرُ .
يُحِبُّ وَيَرْضَى مِنْ غَيْرِ رِقَّةٍ ، وَيُبْغِضُ وَيَغْضَبُ مِنْ غَيْرِ مَشَقَّةٍ .
يَقُولُ لِمَن أَرَادَ كَوْنَه ُ: ( كُنْ فَيَكُونُ ) ، لاَ بِصَوْتٍ يَقْرَعُ ، وَلاَ بِنِدَاءٍ يُسْمَعُ ، وَإِنَّمَا كَلاَمُهُ سبحانهُ فِعْلٌ مِنْهُ أَنْشَأَهُ وَمَثَّلَهُ ، لَمْ يَكُنْ مِنْ قَبْلِ ذلِكَ كَائِناً ، وَلَوْ كَانَ قَدِيماً لَكَانَ إِلهاً ثَانِياً .
لاَ يُقَالُ : كَانَ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ ، فَتَجْرِيَ عَلَيْهِ الصِّفَاتُ الْـمُحْدَثَاتُ ، وَلاَ يَكُونُ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ فَصْلٌ ، وَلاَ لَهُ عَلَيْهَا فَضْلٌ ، فَيَسْتَوِيَ الصَّانِعُ والْمَصْنُوعُ ، وَيَتَكَافَأَ المُبْتَدَعُ وَالْبَدِيعُ .
خَلَقَ الْخَلاَئِقَ عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ خَلاَ مِنْ غَيْرِهِ ، وَلَمْ يَسْتَعِنْ عَلَى خَلْقِهَا بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ . وَأَنْشَأَ الأرض فَأَمْسَكَهَا مِنْ غَيْرِ اشْتِغَالٍ ، وَأَرْسَاهَا عَلَى غَيْرِ قَرَارٍ ، وَأَقَامَهَا بِغَيْرِ قَوَائِمَ ، وَرَفَعَهَا بِغَيْرِ دَعائِمَ ، وَحَصَّنَهَا مِنَ الاََْوَدَ وَالاِِْعْوِجَاجِ ، وَمَنَعَهَا مِنَ التَّهَافُتِ ، وَالاِنْفِرَاجِ أَرْسَى أَوْتَادَهَا<ثبت جبالها> ، وَضَرَبَ أَسْدَادَهَا <كذلك جبالها>، وَاسْتَفَاضَ عُيُونَهَا ، وَخَدَّ أَوْدِيَتَهَا ، فَلَمْ يَهِنْ مَا بَنَاهُ <لم يضعف مابناه>، وَلاَ ضَعُفَ مَا قَوَّاهُ .
هُوَ الظّاهِرُ عَلَيْهَا بِسُلْطَانِهِ وَعَظَمَتِهِ ، وَهُوَ الْبَاطِنُ لَهَا بِعِلْمِهِ وَمَعْرِفَتِهِ ، وَالْعَالي عَلَى كَلِّ شَيْءٍ مِنهَا بِجَلاَلِهِ وَعِزَّتِهِ .
لاَ يُعْجِزُهُ شَيْءٌ مِنْهَا طَلَبَهُ ، وَلاَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِ فَيَغْلِبَهُ ، وَلاَ يَفُوتُهُ السَّرِيعُ مِنْهَا فَيَسْبِقَهُ <لايفوته شئ>، وَلاَ يَحْتَاجُ إِلَى ذِي مَالٍ فَيَرْزُقَهُ .<هو الرزاق>
خَضَعَتِ الأشياء لَهُ ، وَذَلَّتْ مُسْتَكِينَةً لِعَظَمَتِهِ ، لاَ تَسْتَطِيعُ الْهَرَبَ مِنْ سُلْطَانِهِ إِلَى غَيْرِهِ <فليس لهم غيره>، فَتَمْتَنِعَ مِنْ نَفْعِهِ وَضَرِّهِ ، وَلاَ كُفؤَ لَهُ فَيُكَافِئَهُ ، وَلاَ نَظِيرَ لَهُ فَيُسَاوِيَهُ .
هُوَ الْمُفْنِي لَهَا بَعْدَ وُجُودِهَا ، حَتَّى يَصِيرَ مَوْجُودُهَا كَمَفْقُودِهَا .
وَلَيْسَ فَنَاءُ الدُّنْيَا بَعْدَ ابْتِدَاعِهَا بِأَعْجَبَ مِنْ إنْشَائِهَا وَاخْتِرَاعِهَا ، وَكَيفَ وَلَوْ اجْتَمَعَ جَمِيعُ حَيَوانِهَا مِنْ طَيْرِهَا وَبَهَائِمِهَا ، ومَا كَانَ مِنْ مُرَاحِهَا<لو اجتمعت خارجه من المراح مكانها او مسكنها الذي تاوي اليه >وَسَائِمِهَا <اي وراعيهااي لو اجتمع ماكان في ماواه وما كان في مرعاه>، وَأَصْنَافِ أَسْنَاخِهَا وَأَجْنَاسِهَا ، وَمُتَبَلِّدَةِ أُمَمِهَا<والتي لاعقل لها> وَأَكْيَاسِهَا ؛<والذكيه><لو اجتمت كل هذه>عَلَى إِحْدَاثِ بَعُوضَةٍ ، مَا قَدَرَتْ عَلَى إِحْدَاثِهَا ، وَلاَ عَرَفَتْ كَيْفَ السَّبِيلُ إِلَى إِيجَادِهَا ، وَلَتَحَيَّرَتْ عُقُولُهَا فِي عِلْمِ ذلِكَ وَتاهَتْ ، وَعَجِزَتْ قُوَاهَا وَتَنَاهَتْ ، وَرَجَعَتْ خَاسِئَةً حَسِيرَةً ، عَارِفَةً بِأَنَّهَا مَقْهُورَةٌ ، مُقِرَّةً بِالْعَجْزِ عَنْ إِنْشَائِهَا ، مُذْعِنَةً بِالضَّعْفِ عَنْ إفْنَائِهَا ؟!(وانما كل مالدى هذه المخلوقات من قدرات هومن عند الله ومن عطائه وباذنه تعالى وليس من ذاتها)
وَإِنَّهُ سبحانهُ ، يَعُودُ بَعْدَ فَنَاءِ الدُّنْيَا وَحْدَهُ لاَ شَيْءَ مَعَهُ ، كَمَا كَانَ قَبْلَ ابْتِدَائِهَا ، كَذلِكَ يَكُونُ بَعْدَ فَنَائِهَا ، بِلاَ وَقْتٍ وَلاَ مَكَانٍ ، وَلاَ حِينٍ وَلاَ زَمَانٍ ، عُدِمَتْ عِنْدَ ذلِكَ الاَْجَالُ وَالاََْوْقَاتُ ، وَزَالَتِ السِّنُونَ وَالسَّاعَاتُ ، فَلاَ شَيْءَ إِلاَّ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ الَّذِي إِلَيْهِ مَصِيرُ جَمِيعِ الاَُْمُورِ ، بِلاَ قُدْرَةٍ مِنْهَا كَانَ ابْتِدَاءُ خَلْقِهَا ، وَبِغَيْرِ امْتِنَاعٍ مِنْهَا كَانَ فَنَاؤُهَا ، وَلَوْ قَدَرَتْ عَلَى الاِمْتِنَاعِ لَدَامَ بَقَاؤُهَا .
لَمْ يَتَكَأدْهُ <لم يتعبه>صُنْعُ شَيْءٍ مِنْهَا إِذْ صَنَعَهُ ، وَلَمْ يَؤُدْهُ<لم يثقله او يعجزه> مِنْهَا خَلْقُ مَا بَرَأَهُ وَخَلَقَهُ ، وَلَمْ يُكَوِّنْهَا لِتَشْدِيدِ سُلْطَانٍ ، وَلاَ لِخَوْفٍ مِنْ زَوَالٍ وَنُقْصَانٍ ، وَلاَ لِلاِْسْتِعَانَةِ بِهَا عَلَى نِدٍّ مُكَاثِرٍ ، وَلاَ لِلاِْحْتِرَازِ بِهَا مِنْ ضِدٍّ مُثَاوِرٍ<مهاجم> <هذه عادات ملوك وسلاطين الدنيا يحتاجون للاستعانه بشئ من غيرهم >وَلاَ لِلاِْزْدِيَادِ بِهَا فِي مُلْكِهِ ، وَلاَ لِمُكَاثَرَةِ شَرِيكٍ فِي شِرْكِهِ ، وَلاَ لِوَحْشَةٍ كَانَتْ مِنْهُ ، فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَأْنِسَ إِلَيْهَا .
ثُمَّ هُوَ يُفْنِيهَا بَعْدَ تَكْوِينِهَا ، لاَ لِسَأَمٍ دَخَلَ عَلَيْهِ فِي تَصْرِيفِهَا وَتَدْبِيرِهَا ، وَلاَ لِرَاحَةٍ وَاصِلَةٍ إِلَيْهِ ، وَلاَ لِثِقَلِ شَيْءٍ مِنْهَا عَلَيْهِ . لاَ يُمِلُّهُ طُولُ بَقَائِهَا فَيَدْعُوَهُ إِلَى سُرْعَةِ إِفْنَائِهَا ، لكِنَّهُ سبحانهُ دَبَّرَهَا بِلُطْفِهِ ، وَأمسَكَهَا بِأَمْرِهِ ، وَأَتْقَنَهَا بِقُدْرَتِهِ.
ثُمَّ يُعِيدُهَا بَعْدَ الْفَنَاءِ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ مِنْهُ إِلَيْهَا ، وَلاَ اسْتِعَانَةٍ بَشَيْءٍ مِنْهَا عَلَيْهَا ، وَلاَ لاِنصِرَافٍ مِنْ حَال وَحْشَةٍ إلَى حَالِ اسْتِئْنَاسٍ ، وَلاَ مِنْ حَالِ جَهْلٍ وَعَمىً إِلَى حَالِ عِلْمٍ وَالْتمَاسٍ ، وَلاَ مِنْ فَقْرٍ وَحَاجَةٍ إِلَى غِنىً وَكَثْرَةٍ ، وَلاَ مِنْ ذُلٍّ وَضَعَةٍ إِلَى عِزٍّ وَقُدْرَةٍ )[تبارك الله وتعالى سبحانه رب العالمين) ..
يتبع ان شاء الله تعالى ,,
النور الفاطمي
30-09-2010, 11:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
مموضوع مميز كما انت
وبديع كما هي مواضيعك
جعله الله في ميزانك
يامبدعه
خادمة قائم آل محمد
03-10-2010, 06:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
أهلا ومرحبا باختي العزيزة والغالية النور الفاطمي
أختـاه لا حرمنا الله عز وجل منكم ,,
انتظركِ بفارغ الصبر ,,
الله يحفظك وييسر أمرك ويقر عينك بما تتمنيه عاجلا غير آجلا
بحق كلمه الله العظيم الاعظم الأجل الأعز الأكرم آمين رب العالمين..
خادمة قائم آل محمد
03-10-2010, 06:03 PM
نكمل معا أحبتي ,,
مقتطفات من كلمات مولى الموحدين امير المؤمنين سلام الله عليه :
لاَ تَصْحَبُهُ الأوقات ،- وَلاَ تَرْفِدُهُ الأدوات-لايخلق بعلاج <بواسطه>ولايدرك بالحواس ولايقاس بالناس ---ولاينظربعين ولايحد باين - لا يوصف بالازواج- لا قرين له- (<خلق لكل مخلوق زوجا
وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ =000=وانبتنا فيها من كل زوج بهيج>
لم يولد سبحانه فيكون في العز مشاركه(اي لانه لو كان <مولود> له اب لشاركه في ملكه) ولم يلد فيكون موروثا هالكا (اي لو كان له ولد لكان لايبقى الا من خلال اولاده تعالى الله عما يقول المشركون علوا كبيرا)الله الفرد الاحدالذي لم يلد ولم يولد -- لم يتخذ له صاحبة ولا ولداولا اب ولا ام حاشاه وسبحانه وتعالى عن ذلك) --بلاجوارح وادوات-ان كنت صادقا ايها المتكلف في وصف ربك فصف جبريل وميكائيل وجنود الملائكه المقربين في حجرات القدس00نعجز عن وصف احد مخلوقاته فانك ان عجزت عن وصف المخلوق فكيف نصف الخالق لااله الا الله الذي ليس كمثله شئ سبحانك ياالله جلت عظمتك
قال تعالى?أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ?
يتبع ان شاء الله
نسألكم الدعاء
خادمة قائم آل محمد
05-10-2010, 01:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الملحدون للأمام علي عليه السلام: في أي سنة وجد ربك ؟
قال : (الله موجود قبل التاريخ والأزمنة لا أول لوجوده ...
قال لهم : ماذا قبل الأربعة ؟
قالوا : ثلاثة ..
قال لهم :ماذا قبل الثلاثة ؟
قالوا : إثنان ..
قال لهم : ماذا قبل الإثنين ؟
قالوا : واحد ..
قال لهم : وما قبل الواحد ؟
قالوا : لا شئ قبله ..
قال لهم : إذا كان الواحد الحسابي لا شئ قبله فكيف بالواحد الحقيقي وهو الله !إنه قديم لا أول لوجوده ...
قالوا : في أي جهة يتجه ربك ؟
قال : لو أحضرتم مصباحا في مكان مظلم إلى أي جهة يتجه النور ؟
قالوا : في كل مكان ..
قال : إذا كان هذا النور الصناعي فكيف بنور السماوات والأرض !؟
قالوا : عرّفنا شيئا عن ذات ربك ؟ أهي صلبة كالحديد أ! و سائلة كالماء ؟ أم غازية كالدخان والبخار؟
فقال : هل جلستم بجوار مريض مشرف على النزع الأخير ؟
قالوا : جلسنا ..
قال : هل كلمكم بعدما أسكته الموت ؟
قالوا : لا.
قال : هل كان قبل الموت يتكلم ويتحرك ؟
قالوا : نعم .
قال : ما الذي غيره ؟
قالوا : خروج روحه .
قال : أخرجت روحه ؟
قالوا : نعم.
قال : صفوا لي هذه الروح ، هل هي صلبة كالحديد أم سائلة كالماء ؟ أم غازية كالدخان والبخار ؟
قالوا : لا نعرف شيئا عنها !!
قال : إذا كانت الروح المخلوقة لا يمكنكم الوصول إلى كنهها فكيف تريدون مني أن اصف لكم الذات الإلهي!!
سلام الله عليكم يا آل رسول الله انتم الهداة الى الله
ياسمينة
06-10-2010, 03:43 PM
اأجزل الله لك العطاء وأنزلك منازل الصديقين والشهداء
في جنة رب رحيم قادر على كل شيء
(اللهم امين)
خادمة قائم آل محمد
10-10-2010, 07:32 PM
اأجزل الله لك العطاء وأنزلك منازل الصديقين والشهداء
في جنة رب رحيم قادر على كل شيء
(اللهم امين)
آمين رب العالمين بحق محمد وعترته الطاهرين
وياكم اختي المؤمنة العزيزة ياسمينة ...
باركك المولى جل وعلا والسداد من آل بيت الطهارة
عليهم سلام الله..
تابعي الموضوع متجدد..
خادمة قائم آل محمد
10-10-2010, 07:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرج
مولانا القائم يا كريم
ومن خطب امير المؤمنين سلام الله عليه في توحيد الله تعالى
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ، ولا يحصي نعمه العادون ، ولا يؤدي حقه المجتهدون .
الذي لا يدركه بعد الهمم ، ولا يناله غوص الفطن ، الذي ليس لصفته حد محدود ، ولا نعت موجود ، ولا وقت معدود ، ولا أجل ممدود .
فطر الخلائق بقدرته ، ونشر الرياح برحمته ، ووتد بالصخور ميدان أرضه .
أول الدين معرفته ، وكمال معرفته التصديق به، وكمال التصديق به توحيده، وكمال توحيده الإخلاص له ، وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه ، لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف، وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة، فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ، ومن قرنه فقد ثناه ، ومن ثناه فقد جزأه ، ومن جزأه فقد جهله ، ومن جهله فقد أشار إليه ، ومن أشار إليه فقد حده ، ومن حده فقد عده ، ومن قال فيم فقد ضمنه ، ومن قال علام فقد أخلى منه. كائن لا عن حدث ، موجود لا عن عدم ، مع كل شئ لا بمقارنة ، وغير كل شئ لا بمزايلة ، فاعل لا بمعنى الحركات والالة ، بصير إذ لا منظور إليه من خلقه ، متوحد إذ لا سكن يستأنس به ولا يستوحش لفقده.
----------------------------توضيح منقول لكلمة سماحة السيد ناصر الشيرازي ----------------------------------------------------
المرحله الاولى يشير إلى كيفية عجز العباد عن إظهار المدح والثناء وأداء حق الشكر الإلهي
في المرحلة الثانية عجز البشرية من الناحية الفكرية عن إدراك عظمة الله وكنه ذاته المقدسة
وفي المرحلة الثالثة يورد الدليل على ما أشار إليه سابقاً والذي يكمن في خروج هذه الذات عن الحدود وعدم تناهي نعمه وآلائه; الأمر الذي يستبطن ويعلل عجزنا عن إدراك ذاته القدسية واستحالة أداء حقّه في الشكر والحمد
في المرحلة الرابعة يشيرإلى خلق العالم والكائنات، وكأنه أراد أن يكشف النقاب عن هذه الحقيقة وهى أن معرفة الذات الإلهية إنّما تقتصر على هذا السبيل، والذي يمثل منتهى قدرتنا واستطاعتنا
00000000000000000000000000000000000000000000000000 00000000000000
فقد استهل الإمام (عليه السلام) خطبته بحمد الله والثناء عليه مع التصريح بالعجز عن أداء حق الحمد، فقال(عليه السلام): (الْحَمْدُ للّهِ الَّذِي لا يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ الْقائِلُونَ).(1)
وذلك لأنّ أوصافه «الكمالية» و«الجمالية» لا تعرف الحدود، فما يؤديه الملائكة والناس من حمد ومدح إنّما يتوقف على مقدار معرفتهم بالذات المطلقة لا بمقدار كمالاته جل وعلا. وأنى لسائر الأفراد بزعم المعرفة وهذا النبي الكريم الذي يمثل أعظم أنبياء الله يظهر عجزه عن معرفة الخالق المتعال فيصرح قائلاً: «ما عرفناك حق معرفتك»(2). فاذا عجز الإنسان عن معرفته فكيف يسعه حمده ومدحه؟ وعليه فان ذروة حمدنا، ما أورده الإمام (عليه السلام); أي إظهار العجز عن حمده وثنائه والاعتراف باستحالة بلوغ هذه الدرجة على جميع مخلوقاته سبحانه.
فقد ورد في الحديث عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنّ الله أوحى إلى نبيّه موسى(عليه السلام)أن اشكرني حق شكري. قال(عليه السلام): إلهي! كيف أؤدي حق شكرك، وشكرك نعمة تحتاج إلى شكر (وهكذا يكون التوفيق إلى الشكر نعمة اخرى تستحق الشكر). فقال: «يا موسى الآن شكرتني حين علمت أنّ ذلك مِنِّي»(1).
الإنسان إذا ما قال: الحمد لــالله، فانه أتى به كاملاً دون نقيصة، إلاّ أن يكون في حق الله، ولذلك جاء في الخبر أنّ الإمام الصادق(عليه السلام) خرج من المسجد ولم يظفر بدابته، فقال(عليه السلام)، إن أعادها لي الله شكرته حق شكره، فلم تمض مدّة حتى أتي بها إليه فقال(عليه السلام): الحمد لله. فقيل له: جعلت فداك ألم تقل أشكره حق شكره؟ فقال(عليه السلام): ألم تسمع قولي الحمدلله.(2)
أمّا في الوصف الثاني فقد قال: «ولا يحصي نعمائه العادون». وذلك لأنّ نعمه المادية والمعنوية والظاهرية والباطنية والفردية والجماعية لأكثر وأعظم من أن تعدّ وتحصى. فبدن الإنسان ـ على سبيل المثال ـ مؤلف ممّا لا يحصى من الخلايا والأنسجة (يبلغ متوسطها عشرة مليارات) التي تشكل كل وحدة منها كائناً حياً ومركباً معقداً ونعمة من نعمه سبحانه والتي يتعذر إحصاء عددها في عشرات الاَلوف من السنين، فاذا عجز الإنسان عن إحصاء نعم الله في هذا الجانب اليسير فقط، فكيف يسعه أن يحصي جميع هذه النعم والآلاء على المستويات المادية أو المعنوية؟ في الواقع ليس لدينا من علم بكافة نعمه ليتسنى لنا عدّها أو إحصائها.
«لا يبلغ مدحته القائلون» إذ كيف يمكن حمد الله والثناء عليه في ظل العجز عن إحصاء نعمه!
«ولا يؤدي حقّه المجتهدون»فاذا تعذر إحصاء النعم فكيف يمكن أداء حقها؟
بعبارة اُخرى فإن حقّه بقدر عظمة ذاته القدسية، في حين شكرنا وحمدنا بقدر قدرتنا الزهيدة، فأين هذا الحمد من ذلك الحق!
«الذي لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن
ولا يقتصر هذا المدح والثناء وأداء الحق على العجز في الجانب العملي فحسب بل هو قائم حتى من الناحية الفكرية.أنّ الأفكار الخارقة مهما انطلقت في قوس الصعود والفطن المتوهجة في قوس النزول فأنها تبقى عاجزة عن إدراك كنه ذاته المقدسة
«الذي ليس لصفته حد محدود، ولا نعت(2) موجود، ولا وقت معدود، ولا أجل ممدود».
أي أنى لنا الاحاطة بكنه ذاته، والحال أن فكرنا بل جميع كياننا محدوداً لا يحسن سوى إدراك الأشياء المحدودة، بينما لا تعرف الذات الإلهية من حدود من جميع النواحي، فليس هنالك من حد أو وصف قابل للإدراك لصفاته المطلقة من الازل إلى الأبد والتي تأبى الاولية والاخروية والبداية والنهايةوهو خالق الزمان. ولا يقتصر هذا الأمر على الذات، فصفاته هى الاُخرى ليس لها من حدود، فعلمه لا يعرف الحدود، وقدرته لا متناهية، ولا غرو فصفاته عين ذاته التي ليس لها حد محدود
بعبارة اُخرى فانّ الله وجود مطلق ليس له أي قيد وشرط، ولو كان لقيد أو شرط وحد من الحدود من سبيل إلى ذاته لأصبح مركبا، في حين نعلم بأن المركب ـ
كما يقول الفلاسفة ـ ممكن الوجود لا واجب الوجود ـ
(اضافه من احد الشيوخ الفضلاء)
( هذا التقسيم أعتمدوه في طريقة الأستدلال بالضرورة العقلية الحاكمة بذلك أي أن الموجود إما واجب الوجود أو ممكن الوجود
ولا يمكن تصور أكثر من ذلك في هذا الوجود
ـــــــ
فإن كان هذا الوجود يحتاج في ظهوره إلى عرض
من حركة وفعل وووووو بما لا يتناسب المقام لذكره فهو ممكن بمعنى أنه مفتقر ومحتاج إلى ذلك فهو الممكن وإحتياجه يستلزم تركبه وإذا استلزم ذلك فوجوده مقيد
وإما إن لم يكن ذلك فهو واجب ) وإن كان هذا الإضطرار في إثبات وجوده تعالى من القصور في التعبير بذلك ولكن إضطرارا استلزم ذلك والمتكلمين دائما يأخذون به في مقام الاستدلال )، ------------------------------------------------------------------------------------
وعليه فواجب الوجود ذات مطلقة غير محدودة في كافة أبعادهاولذلك كان سبحانه وتراً واحداً ليس له كفؤاً ولا شبيهاً، لاستحالة قيام وجودين مطلقين من جميع الجهات، وذلك لأنّ هذا التناقض إنّما يؤدي إلى محدودية الطرفين، فهذا فاقد لوجود ذلك، وذاك أيضاً فاقد لوجود هذا .
وبعد أن تعرض الإمام (عليه السلام) لصفات الجمال والجلال (الصفات الثبوتية والسلبية)، أشار(عليه السلام)إلى جانب من صفاته الفعلية سبحانه، فقال:
«فطر(1) الخلائق بقدرته، ونشر الرياح برحمته، ووتد(2) بالصخور(3) ميدان(4) أرضه». لقد استوحيت هذه التعبيرات من بعض الآيات القرآنية، فالعبارة «فطر الخلائق بقدرته» مستوحاة من الآية الشريفة (فاطِرِ السَّمـواتِ وَالأَرضِ)التي وردت في عدّة سور قرآنية من قبيل: سورة يوسف / 101 وسورة إبراهيم / 100 وسورة فاطر / 35 وسائر السور المباركة.
والعبارة «نشر الرياح برحمته» من الآية الشريفة (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ).(5)
والعبارة «ووتد بالصخور ميدان أرضه» من الآية 15 من سورة النمل (وَأَلْقى فِي الأَرْضِ رَواسِىَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ).(6)
وبالالتفات إلى ما ذكرنا من معنى «فطر» فانه شبه الخلق بشق الحجاب الظلماني للعدم; الحجاب المتسق والمنسجم الذي لا شق فيه، غير أن قدرته المطلقة تشقه وتخرج منه المخلوقات، وليس من شأن أية قدرة سوى قدرته أن تفعل هذا. فقد اتفقت كلمة الفلاسفة والمفكرين على استحالة استحداثنا لشيء من العدم، أو تحويلنا من وجود إلى عدم، وكل مامن شأن قدرتنا فعله هوتغيير شكل الموجودات من شكل إلى آخر ولا غير!
أمّا التعبير بالرحمة عن حركة الرياح فهو تعبير عذب رائع ينسجم ولطافة النسيم وهبوب الرياح وآثاره المختلفة من قبيل حركة السحب والغيوم نحو الأراضي القفار وتلقيح الأزهار ونمو النباتات واعتدال الجو وحركة السفن والفلك في البحر وانخفاض درجات الحرارة وسائر الخيرات والبركات المكنونة في هذه الحركة.
امّا عن كيفية توتيد الأرض بهذه الجبال والصخور، فالحق لا يمكن الآن قبول النظريات والاطروحات التي أوردها قدماء العلماء بهذا الشأن إثر قولهم بسكون الأرض وعدم حركتها، حتى جاءت النظريات الحديثة التي تنسجم مع الحقائق العلمية من جهة وتتفق والآيات القرآنية والروايات الواردة بهذا الخصوص من جهة اُخرى، وذلك لأنه:
1 ـ أنّ وجود الجبال على سطح الكرة الأرضية يؤدي إلى الحد من آثار ظاهرة المد والجزر التي تشهدها اليابسة بفعل جاذبية الشمس والقمر. فلو اجتاحت الأراضي الرخوة سطح الأرض لأصبح المد والجزر كالبحار والأنهار بما يجعل من المتعذر العيش على هذه الأرض.
2 ـ أنّ جذور الجبال متصلة مع بعضها تحت القشرة الأرضية وكأنّها درع قد أحاط بالأرض، ولولاها لماجت الأرض وعاشت الحركة باستمرار وفقدت استقرارها بفعل الضغط الداخلي الذي تفرزه الغازات الداخلية والمواد المذابة. وما الزلازل التي تقع إلاّ نتيجة طبيعية لمثل هذا الضغط الذي يتجاوز الحدود المعينة، ولولا هذه الجبال لتواصلت هذه الزلزلة دون انقطاع.
وبناءً على ما تقدم فان هذه الصخور (الجبال) إنّما توتد الأرض وتحول دون فقدانها لاستقرارها، وناهيك عمّا تقدم فانّ الجبال تعدّ من أهم مصادر الحياة الجوفية للإنسان، وأنّ كافة العيون والأنهار إنّما تنبع من مصادر الجبال الجوفية وتلك التي على سطح الأرض.
ويتّضح ممّا ذكرنا سابقاً بشأن الدور الحيوي الذي تلعبه الرياح والجبال في حياة الإنسان وسائر الكائنات الحية، علة تأكيد الإمام على (عليه السلام) هذين الأمرين بعيد الإشارة إلى مسألة الخلق والخليقة.
قال(عليه السلام) مبتدأ «أول الدين معرفته». لا شك أنّ الدين هنا يعني مجموعة العقائد والواجبات والوظائف والأخلاق، ومن المعلوم أنّ دعامتها الأساسية هى «معرفة الله»، وعليه فمعرفة الله تمثل الخطوة الاولى على الطريق من جانب والمحور الرئيسي لكافة أصول الدين وفروعه، وليس لهذا الدين من حيوية دون هذه المعرفة ـ أمّا أولئك الذين يعتقدون بأنّ هناك شيئاً آخر قبل معرفة الله، إلاّ وهو النظر في طريق معرفة الله والتحقيق بشأن الدين ووجوب المطالعة، فهم على خطأ كبير. وذلك لأنّ وجوب التحقيق يمثل أول الواجبات، بينما تمثل معرفة الله أول دعامة للدين، أو بعبارة أُخرى فان التحقيق مقدمة ومعرفة الله أولى مراحل هذي المقدمة
ذكر(عليه السلام) في هذا الجانب من خطبته خمسة مراحل لمعرفة الله يمكن ايجازها في مايلي:
1 ـ المعرفة الإجمالية والناقصة
2 ـ المعرفة التفصيلية
3 ـ توحيد الذات والصفات
4 ـ الاخلاص
5 ـ نفي التشبيه
المعرفة الإجمالية قد أودعت فطرة الإنسان ولا تتطلب أدنى تبليغ بهذا الشأن، وإنما بعث الأنبياء لاستبدال هذه المعرفة الإجمالية بتلك المعرفة التفصيلية الكاملة المتقنة وإغناء جوانبها وتطهير الفكر البشري من أدران الشرك وأرجاسه.
ثم قال(عليه السلام): «وكمال معرفته التصديق به».
المراد هنا بالمعرفة هى المعرفة الفطرية، والمقصود بالتصديق المعرفة العلمية والاستدلالية. أو أنّ المراد بالمعرفة هنا المعرفة الإجمالية، والمقصود بالتصديق المعرفة التفصيلية. أو أنّ المعرفة تشير إلى العلم بالله، والتصديق يشير إلى الإيمان، لأنّ العلم لا يفارق الإيمان، فالإنسان قد يوقن بشيء إلاّ أنّه لا يؤمن به قلبياً ـ بمعنى التسليم له والاذعان به قلبياً، أو بتعبير آخر الاعتقاد به ـ. وأحياناً يضرب الفضلاء مثلاً لانفصال هذين الأمرين عن بعضهما، فيقولون: إنّ أغلب الأفراد يشعرون بالهلع ولا سيما في الليلة المظلمة حين البقاء إلى جانب ميت في غرفة خالية، رغم علمهم بانه ميت، لكن كأن العلم لم ينفذ إلى أعماقهم ويتسلل إلى قلوبهم، فلم يحصل ذلك الإيمان المطلوب وبالتالي فقد تمخض عن هذا الهلع والخشية.
وبعبارة اُخرى فانّ العلم هو تلك المعرفة القطعية بالشيء، إلاّ أنّها قد تكتسب صبغة سطحية فلا تنفذ إلى أعماق وجود الإنسان وروحه، فاذا نفذت إلى أعماقه وبلغت مرحلة اليقين بحيث أذعن الإنسان بذلك قلبياً، فان ذلك العلم يكتسب صفة الإيمان.
ثم قال(عليه السلام) في المرحلة الثالثة «وكمال التصديق به توحيده». فمما لاشك فيه أنّ الإنسان لم يبلغ مرحلة التوحيد الكامل على أساس معرفته التفصيلية لله أو بتعبير آخر بالمعرفة القائمة على أساس الدليل والبرهان. فالتوحيد التام في أن ينزه الذات الإلهية عن كل شبه ومثيل ونظير. وذلك لأنّ من جعل له شبيه وصنو لم يعرفه، فالله وجود مطلق غنى بالذات عمّا سواه وليس كمثله شيء، ومن طبيعة الاشياء التي لها أشباه وأمثال أن تكون محدودة، لأنّ أي من الشبيهين منفصل عن الآخر وفاقد لكمالاته.
إذن فالإنسان لا يبلغ مرحلة الكمال إلاّ بالتصديق بذاته المنزهة في أنّه واحد; واحد لا عن عدد، بل واحد بمعنى خلوه من الشبيه والمثيل.
فهو الله الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد
تنزيه الاعتقاد بالله تبارك وتعالى; أي تنزيهه في وحدته عن كل شبيه ومثيل، إلى جانب تقديسه عن التركيب من الأجزاء.
وقد أشار الإمام(عليه السلام) إلى هذا المعنى في المرحلة الخامسة حين قال: «وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه». الاخلاص في التوحيد يتطلب تنزيهه عن كافة الصفات التي يتصف بها المخلوق، سواء كانت هذه الصفات بمعنى التركب من الأجزاء أم غيرها، وذلك لأننا نعلم بأنّ جميع الممكنات بما فيها العقول والنفوس المجردة هى في الواقع مركبة (على الأقل مركبة من الوجود والماهية) وحتى المجردات; أي الموجودات الخارجة عن المادة هى الاُخرى ليست مستثناة من هذا التركب، أمّا الموجودات المادية فكلها متركبة من الأجزاء الخارجية، لكن الذات الإلهية المقدسة لا تشتمل على الأجزاء الخارجية ولا الأجزاء العقلية، لايمكن تجزأته في الخارج ولا في إدراكنا وفهمنا. وكل من غفل عن هذه الحقيقة لم يظفر بالتوحيد الخالص، ومن هنا يتضح بأنّ مراده(عليه السلام) بقوله «كمال توحيده نفي الصفات عنه» ليس الصفات الكمالية; لأنّ كافة الصفات الكمالية من قبيل العلم والقدرة والحياة وما إلى ذلك من الصفات ثابتة له، بل المراد الصفات التي ألفناها وتعرفنا عليها وهى صفات المخلوقين المشوبة بالنقص. فالمخلوقات لها حظ من علم وقدرة، غير أنّ علمها وقدرتها محدودة ناقصة مشوبة بالجهل والضعف والعجز، بينما الذات الإلهية منزهة عن مثل هذا العلم والقدرة وأفضل دليل على ذلك ما أورده الإمام(عليه السلام)في ذيل هذه الخطبة بشأن الملائكة فوصفهم بقوله: «لا يتوهمون ربهم بالتصوير ولا يجرون عليه صفات المصنوعين». أضف إلى ذلك فان صفات المخلوقات منفصلة دائماً عن ذواتها، أو بعبارة اُخرى فانّ صفاتها زائدة على ذواتها. فالإنسان شيء وعلمه وقدرته آخر، وبناءً على هذا فوجوده مركب من هذين الشيئين، والحال أنّ صفات الله عين ذاته وليس هنالك من سبيل لهذا التركب. والواقع أنّ أعظم عقبة تعترض مسيرة التوحيد إنّما تكمن في قضية «القياس»; أي قياس صفات الله بصفات المخلوقات المفعمة بأنواع النقص والعيب، أو الاعتقاد بالصفات الزائدة على الذات
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبيه محمد واله الطاهرين
خادمة قائم آل محمد
22-10-2010, 11:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
كلمة للصدوق (قدس الله روحه في التوحيد )
قال عليه الرحمه: وقد قال الله عز وجل: (أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شئ) يعني بذلك: أولم يتفكروا في ملكوت السماوات والأرض وفي عجائب صنعها، أولم ينظروا في ذلك نظر مستدل معتبر، فيعرفوا بما يرون ما أقامه الله عز وجل من السماوات والأرض مع عظم أجسامها وثقلها على غير عمد وتسكينه إياها بغير آله، فيستدلوا بذلك على خالقها ومالكها ومقيمها أنه لا يشبه الأجسام ولا ما يتخذ الكافرون إلها من دون الله عز وجل، إذ كانت الأجسام لا تقدر على إقامة الصغير من الأجسام في الهواء بغير عمد وبغير آلة، فيعرفوا بذلك خالق السماوات والأرض وسائر الأجسام، ويعرفوا أنه لا يشبهها و لا تشبهه في قدرة الله وملكه(2) وأما ملكوت السماوات والأرض فهو ملك الله لها و اقتداره عليها، وأراد بذلك، أولم ينظروا ويتفكروا في السماوات والأرض في الخلق الله عز وجل إياهما على ما يشاهدونهما عليه، فيعلموا أن الله عز وجل هو مالكها والمقتدر عليها لأنها مملوكة مخلوقة، وهي في قدرته وسلطانه وملكه، فجعل نظرهم في السماوات والأرض وفي خلق الله لها نظرا في ملكوتها وفي ملك الله لها لأن الله عز وجل لا يخلق إلا ما يملكه ويقدر عليه، وعنى بقوله: (وما خلق الله من شئ) يعني: من أصناف خلقه،فيستدلون به على أن الله خالقها وأنه أولى بالإلهية من الأجسام المحدثة المخلوقة . انتهى كلامه
ومن أجمل ما قال عليه الرحمه في المقطع الأخير ((يعني: من أصناف خلقه،فيستدلون به على أن الله خالقها وأنه أولى بالإلهية من الأجسام المحدثة المخلوقة)) .
يتبع ان شاء الله...
خادمة قائم آل محمد
05-11-2010, 03:34 PM
لا اله الا الله
وفـى كـل شـئٍ لـه آيـةٌ **** تـدل علـى أنـه الواحـدُ
ومن خطبة له عليه السلام يحمد الله فيها ويثني على رسوله ويصف خلقاً من الحيوان التي تحكي عظمة الله وبديع صنعه ودقته وقدرته سبحانه وتبارك الله احسن الخالقين :
(ـ حمده الله تعالى ـ :
الْحَمْدُ لله : الَّذِي لاَ تُدْرِكُهُ الشَّوَاهِدُ ، وَلاَ تَحْوِيهِ الْمَشَاهِدُ ، وَلاَ تَرَاهُ النَّوَاظِرُ ، وَلاَ تَحْجُبُهُ السَّوَاتِرُ ، الدَّالِّ عَلَى قِدَمِهِ بِحُدُوثِ خَلْقِهِ ، وَبِحُدُوثِ خَلْقِهِ عَلَى وجُودِهِ ، وَبِاشْتِبَاهِهِمْ عَلَى أَنْ لاَ شَبَهَ لَهُ ، الَّذِي صَدَقَ فِي مِيعَادِهِ ، وَارْتَفَعَ عَنْ ظُلْمِ عِبَادِه ، وَقَامَ بِالْقِسطِ فِي خَلْقِهِ ، وَعَدَلَ عَلَيْهِمْ فِي حُكْمِهِ .
مُسْتَشْهِدٌ : بِحُدُوثِ الأشياء عَلَى أَزَلِيَّتِهِ ، وَبِمَا وَسَمَهَا بِهِ مِنَ الْعَجْزِ عَلَى قُدْرَتِهِ ، وَبِمَا اضْطَرَّهَا إِلَيْهِ مِنَ الْفَنَاءِ عَلَى دَوَامِهِ .
وَاحِدٌ لاَ بِعَدَدٍ ، وَدَائِمٌ لاَ بِأَمَدٍ ، وَقَائِمٌ لاَ بَعَمَدٍ ، تَتَلَقَّاهُ الأذهان لاَ بِمُشَاعَرَةٍ ، وَتَشْهَدُ لَهُ الْمَرَائِي لاَ بِمُحَاضَرَةٍ ، لَمْ تُحِطْ بِهِ الأوهام ، بَلْ تَجَلَّى لَهَا بِهَا ، وَبِهَا امْتَنَعَ مِنهَا ، وَإِلَيْهَا حَاكَمَهَا ، لَيْسَ بِذِي كِبَرٍ امْتَدَّتْ بِهِ النِّهَايَاتُ فَكَبَّرَتْهُ تَجْسِيماً ، وَلاَ بِذِي عِظَمٍ تَنَاهَتْ بِهِ الْغَايَاتُ فَعَظَّمَتْهُ تَجْسِيداً ، بَلْ كَبُرَ شَأْناً ، وَعَظُمَ سُلْطَاناً .
منها: في صفة عجيب خلق أصناف من الحيوان :
وَلَوْ فَكَّروا : فِي عَظِيمِ الْقُدْرَةِ ، وَجَسِيمِ النِّعْمَةِ ، لَرَجَعُوا إِلَى الطَّرِيقِ ، وَخَافُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ، وَلكِنَّ الْقُلُوبَ عَلِيلَةٌ ، وَالاََبْصَارَ مَدْخُولَةٌ !
ألاَ تَنْظُرُونَ : إِلَى صَغِيرِ مَا خَلَقَ اللهُ ، كَيْفَ أَحْكَمَ خَلْقَهُ ، وَأَتْقَنَ تَرْكِيبَهُ ، وَفَلَقَ لَهُ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ ، وَسَوَّى لَهُ الْعَظْمَ وَالْبَشَرَ .
انْظُرُوا إِلَى الَّنمْلَةِ : فِي صِغَرِ جُثَّتِهَا ، وَلَطَافَةِ هَيْئَتِهَا ، لاَ تَكَادُ تُنَالُ بِلَحْظِ الْبَصَرِ ، وَلاَ بِمُسْتَدْرَكِ الْفِكَرِ ، كَيْفَ دَبَّتْ عَلَى أَرْضِهَا ، وَصَبَتْ عَلَى رِزْقِهَا ، تَنْقُلُ الْحَبَّةَ إِلَى جُحْرِهَا ، وَتُعِدُّهَا فِي مُسْتَقَرِّهَا ، تَجْمَعُ فِي حَرِّهَا لِبَرْدِهَا ، وَفِي وُرُودِهَا لِصَدَرِهَا ، مَكْفُولٌ بِرِزْقِهَا ، مَرْزُوقَةٌ بِوِفْقِهَا ، لاَ يُغْفِلُهَا الْمَنَّانُ ، وَلاَ يَحْرِمُهَا الدَّيَّانُ ، وَلَوْ فِي الصَّفَا الْيَابِسِ ، وَالْحَجَرِ الْجَامِسِ!
وَلَوْ فَكَّرْتَ : فِي مَجَارِي أُكْلِهَا ، وَفِي عُلْوهَا وَسُفْلِهَا ، وَمَا فِي الجَوْفِ مِنْ شَرَاسِيفِ بَطْنِهَا ، وَمَا فِي الرَّأسِ مِنْ عَيْنِهَا وَأُذُنِهَا ، لَقَضَيْتَ مِنْ خَلْقِهَا عَجَباً ، وَلَقِيتَ مِنْ وَصْفِهَا تَعَباً ! فَتعالى الَّذِي أَقَامَهَا عَلَى قَوَائِمِهَا ، وَبَنَاهَا عَلَى دَعَائِمِهَا ! لَمْ يَشْرَكْهُ فِي فِطْرَتِهَا فَاطِرٌ ، وَلَمْ يُعِنْهُ عَلَى خَلْقِهَا قَادِرٌ .
وَلَوْ ضَرَبْتَ : فِي مَذَاهِبِ فِكْرِكَ لِتَبْلُغَ غَايَاتِهِ ، مَا دَلَّتْكَ الدَّلاَلَةُ إِلاَّ عَلَى أَنَّ فَاطِرَ الَّنمْلَةِ هُوَ فَاطِرُ النَّخْلَةِ ، لِدَقِيقِ تَفْصِيلِ كُلِّ شَيْءٍ ، وَغَامِضِ اخْتِلاَفِ كُلِّ حَيٍّ ، وَمَا الْجَلِيلُ وَاللَّطِيفُ ، وَالثَّقِيلُ والخَفِيفُ ، وَالْقَوِيُّ وَالضَّعِيفُ ، فِي خَلْقِهِ إِلاَّ سَوَاءٌ .
ـ خلقة السماء والكون ـ :
وَكَذلِكَ : السَّماءُ وَالْهَوَاءُ ، وَالرِّيَاحُ وَالْمَاءُ ، فَانْظُرْ إِلَى الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ ، وَالنَّبَاتِ وَالشَّجَرِ ، وَالْمَاءِ وَالْحَجَرِ ، وَاخْتِلاَفِ هذَا اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَتَفَجُّرِ هذِهِ الْبِحَارِ ، وَكَثْرَةِ هذِهِ الْجِبَالِ ، وَطُولِ هذِهِ الْقِلاَلِ ، وَتَفَرُّقِ هذِهِ اللُّغَاتِ ، والألسن الْمُخْتَلِفَاتِ .
فَالوَيْلُ : لِمَنْ جَحَدَ الْمُقَدِّرَ ، وَأَنْكَرَ الْمُدَبِّرَ !
زَعَمُوا : أَنَّهُمْ كَالنَّبَاتِ مَا لَهُمْ زَارعٌ ، وَلاَ لاِخْتِلاَفِ صُوَرِهِمْ صَانِعٌ ، وَلَمْ يَلْجَأُوا إِلَى حُجَّةٍ فِيَما ادَّعَوا ، وَلاَ تَحْقِيقٍ لِمَا أَوْعَوْا ، وَهَلْ يَكُونُ بِنَاءٌ مِنْ غَيْرِ بَانٍ ، أَوْ جِنَايَةٌ مِن غَيْرِ جَانٍ ؟!
ـ خلقة الجرادة ـ :
وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ فِي الْجَرَادَةِ ، إِذْ خَلَقَ لَهَا عَيْنَيْنِ حَمْرَاوَيْنِ ، وَأَسْرَجَ لَهَا حَدَقَتَيْنِ قَمْرَاوَيْنِ ، وَجَعَلَ لَهَا السَّمْعَ الْخَفِيَّ ، وَفَتَحَ لَهَا الْفَمَ السَّوِيَّ ، وَجَعَلَ لَهَا الْحِسَّ الْقَوِيَّ ، وَنَابَيْنِ بِهِمَا تَقْرِضُ ، وَمِنْجَلَيْنِ بِهِمَا تَقْبِضُ ، يَرْهَبُهَا الزُّرَّاعُ فِي زَرْعِهمْ ، وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ ذَبَّهَا وَلَوْ أَجْلَبُوا بِجَمْعِهِم ، حَتَّى تَرِدَ الْحَرْثَ فِي نَزَوَاتِهَا ، وَتَقْضِي مِنْهُ شَهَوَاتِهَا ، وَخَلْقُهَا كُلُّهُ لاَ يُكَوِّنُ إِصْبَعاً مُسْتَدِقَّةً .
فَتَبَارَكَ اللهُ الَّذِي ( يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماوَاتِ وَالاََْرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ) ، وَيُعَفِّرُ لَهُ خَدّاً وَوَجْهاً ، وَيُلْقِي بِالْطَّاعَةِ إلَيْهِ سِلْماً وَضَعْفاً ، وَيُعْطِي الْقِيَادَ رَهْبَةً وَخَوْفاً !
فَالطَّيْرُ مُسَخَّرَةٌ لأمرهِ ، أَحْصَى عَدَدَ الرِّيشِ مِنْهَا وَالنَّفَسَ ، وَأَرْسَى قَوَائِمَهَا عَلَى النَّدَى وَالْيَبَسِ ، قَدَّرَ أَقْوَاتَهَا ، وَأَحْصَى أَجْنَاسَهَا ، فَهذَا غُرابٌ وَهذَا عُقَابٌ ، وَهذَا حَمَامٌ وَهذَا نَعَامٌ ، دَعَا كُلَّ طَائِرٍ بَاسْمِهِ ، وَكَفَلَ لَهُ بِرِزْقِهِ .
وَأَنْشَأَ ( السَّحَابَ الثِّقَالَ ) ، فَأَهْطَلَ دِيَمَهَا ، وَعَدَّدَ قِسَمَهَا ، فَبَلَّ الأرض بَعْدَ جُفُوفِهَا ، وَأَخْرَجَ نَبْتَهَا بَعْدَ جُدُوبِهَا
جزاكم الله خيرا يا اخواتي..تمعنوا جيدا...
نسألكم الدعاء.
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2023, TranZ by Almuhajir